كيف تدخلين إلى عالم ابنك الصبي وكيف تقيمين ارتباطاً آمنا به

0

عالم ابنك الصبي:
وصلت مارتا إلى مركز رعاية الأطفال لتأخذ ابنها لوغان البالغ من العمر ثلاث سنوات لكنها لم تستطع أن تراه في أيّ مكان. سألت المعلمة: «أين لوغان؟». أشارت المعلمة إلى مقعد في الزاوية حيث جلس لوغان واضعاً ذراعه حول كتفيّ صبي صغير آخر.
«وقع جايدن عن إحدى الألعاب ولوغان يساعده كي يشعر بالتحسّن».
وابتسمت المعلمة معبّرة عن تقدير صادق قبل أن تضيف: «لوغان هو رجل السلام لدينا فهو يحب فعلاً أن يساعد الأولاد الآخرين».
أظهرت العديد من الدراسات أن الأطفال الصغار حساسون جداً على مشاعر الآخرين ويمكن للصبيان أن يكونوا أكثر تفهماً وقدرة على الملاحظة من الفتيات. يبدو أن التعاطف صفة موروثة لدى كافة الأطفال في سن الحضانة لكنهم قد يفقدونها مع مرور الوقت إذا لم نعمل على تعزيزها لديهم. إليك بعض الاقتراحات لتعزيز التعاطف لدى ابنك الذي يكبر:

أقيمي ارتباطاً آمناً بابنك.
  • إنّ الارتباط الوثيق بالراشدين الذين يقدمون الرعاية للطفل ضروري لتعزيز التعاطف لديه.
  • استخدمي الكثير من الكلمات التي تشير إلى المشاعر مع ابنك الصغير. لا بد لأولادك أن يستكشفوا مشاعرهم الخاصة وأن يؤمنوا بأنها موضع قبول وتفهّم كي يتمكنوا من التعاطف مع الآخرين.
  • يجب أن يساعد التأديب الطفل على أن يشعر بالأمان والهدوء وليس بالاضطراب أو الرفض. يجعل العقاب الجسدي والحرمان من العاطفة الصبيان الصغار يجدون صعوبة في التعاطف مع الآخرين.
  • تحدثي غالباً عن مشاعر وتجارب الآخرين لاسيما عندما تشاهدان التلفزيون أو شريط الأخبار عن الكوارث الطبيعية أو النزاعات. ساعدي ابنك على أن يستكشف ما قد يفكر به الآخرون أو يشعرون به.
  • كوني نموذجاً للتعاطف أنت نفسك فأعمالك ستشكّل خير مثالٍ لابنك.
ادخلي إلى عالم ابنك الصبي

يفترض حتى أكثر الأهل عطفاً وحناناً أحياناً أن الصغار يفكرون ويشعرون ويختبرون الحياة كالراشدين، وهذا أبعد ما يكون عن الحقيقة. قومي بالتجربة التالية في وقت ما قريب: اركعي على ركبتيك (نعم اركعي). «سيري» الآن من غرفة نوم ابنك إلى المطبخ. كم من الوقت يتطلب وصولك إلى هناك؟ ما الذي ترينه في طريقك؟ هل من السهل أن تصلي إلى الأشياء التي تحتاجينها؟ إذا كان هناك شخص راشد، فانظري إليه. واو، إنه كبير جداً، أليس كذلك؟ كيف سيبدو إذا كان غاضباً؟

والآن، تخيلي أنك تسيرين إلى الحديقة العامة. تخيلي أنك تمسكين بيد الشخص الراشد ولاحظي كم سترغبين في سحب يدك سريعاً… ليس لأنك تريدين تحديه بل لأن الدم يتوقف عن التدفق عندما ترفعين يدك عالياً لوقت طويل. يسير الراشدون بسرعة، أليس كذلك؟ من الصعب أن نتبع خطاهم لاسيما إذا رغبت في أن تتوقفي وتتأملي الأزهار والحشرة التي ترينها في الأوساخ أو كلب الجيران الجديد.
يمكن لتمضية بعض الوقت مكان ابنك أن تشكّل تجربة مفيدة للغاية. إنّ عالم الطفل الصغير مختلف تماماً عن عالم الشخص الراشد بغض النظر عما كنت تعتقدين. ولعل إيجاد طرق لفهم عالم ابنك هو احد أهم وسائل التربية القيمة التي يمكن أن تتعلميها.

اترك رد