العمر الصعب: الصبيان في مرحلة ما قبل المدرسة

0

الصبيان ما قبل المدرسة
لعلك تخشين عمر السنتين الرهيب، ولعلك قلقة بشأن عمر الثلاثة الفظيع. إذا ما أمضيت بعض الوقت مع صبيان في سن الحضانة فلن تفاجئي على الأرجح حين تعلمين أن الإنسان لا يتمتع بالطاقة بقدر ما يتمتع بها في سن الثالثة. لا يمكن التحكّم بالصبيان الصغار والسيطرة عليهم فهم يزخرون بالطاقة كما أنهم متهورون ومضحكون. وهم أيضاً فضوليون وجريئون إلى حد التحدي أحياناً. لكنهم في الوقت نفسه ساحرون، ومحبون ومتعاطفون. مرحباً بكم في عالم الصبي قبل المدرسة!

تأمين بيئة آمنة

ليس من الحكمة أن نطلق أحكاماً عامة بشأن البشر لكن ثمة أمور يمكن للأهل أن يتعلموها من الفرق بين الصبيان والفتيات في سنوات الحضانة أو السنوات التي تسبق الالتحاق بالمدرسة أيّ ما بين سن الثمانية عشر شهراً والست سنوات.تشير معظم الأبحاث إلى أن الصبيان الصغار كمجموعة هم أكثر نشاطاً من الناحية الجسدية من الفتيات كما أنهم يميلون إلى التنافس وإلى العدائية أكثر منهن. إذا كنت تتوقعين أن يجلس ابنك الصغير هادئاً في المطعم أو في أيّ مكان عام آخر وأن يتبع القواعد فسيخيب أملك في بعض الأحيان على الأقل.

يحب الصبيان أن يتحركوا. قبل أعياد ميلادهم الأولى، سيشعرون بطاقة جسدية قوية تستمر لبعض الوقت. كل صبي هو شخص مستقل، ولعل إحدى أهم المهام التي تقع على عاتقك كوالدة هي أن تعرفي ابنك الفريد وتفهميه. لكن هذا لا يعني أن كل الصبيان يحبون أن يركضوا وأن يتسلقوا وأن يصارعوا وأن يحفروا وأن يستكشفوا. إذا كان لديك درج مقفل أو خزانة مظلمة فسيكتشفها ابنك عاجلاً أم آجلاً وسيرغب في كشف أسرارها.

رحلة استكشاف الذات

عليك أن تذكري نفسك باستمرار خلال هذه السنوات التي تتطلب الكثير من العمل أن ابنك الصغير لا يسعى فعلياً إلى تحديك أو إلى إحباطك. لا يكتسب الأولاد الصغار القدرة على الربط بين السبب والنتيجة وعلى وضع خطط وعلى التفكير بشكل منطقي إلا بعد بلوغهم سن الثالثة. قد يبدو لك أن ابنك يتعمد يومياً أن يفعل كل ما تمنعينه من فعله لكن هذا ليس حقيقة ما يحصل.

تحذير!

يمكن لاندفاع الصبيان أن يؤدي إلى سلوك متهور ومتحدٍ في صغرهم. ومن دون تعليم وإرشاد، يمكن أن يفضي هذا في مرحلة لاحقة إلى مشاكل مخدرات وإدمان على الكحول وإلى علاقات جنسية غير شرعية وإلى تحدٍ للسلطة. إن السنوات الأولى هي الوقت المناسب لتبني علاقة تقوم على الاحترام مع ابنك ولتضعي حدوداً منطقية ومعقولة.

إن الحياة في عالم ابنك تجربة مستمرة ومختبر رائع حيث يمكنه أن يتعلم عن ذاته وعن الآخرين وعن العالم الذي يعيش فيه. يتعلم الصبيان الصغار بالأفعال وباللمس وبالإمساك والرمي. إن ابنك منشغل بالتعلّم عن ذاته وتقضي مهمتك كأم بأن تراقبيه وتحميه وتضعي حدوداً معقولة عند الحاجة وأن تتابعي ما يفعله بلطف وحزم واحترام.

اترك رد