لا تدعوا الشعور بالذنب يغلبكم : خطآن يرتكبهما الأهل عليكم أن تسامحوا أنفسكم عليهما
معظم الأهل يواجهون الشعور بالذنب. لقد تحدثت في جلسات التدريب التربوي مع الكثير من الأهل الذين يلاحقهم الشعور بالذنب حيال شيء فعلوه. هم يعتقدون أنهم فشلوا كأهل. ولكن كما يعلّمنا جيمز ليهمان في برنامج (التحول الكلي: “الأمر لا يتعلق بإلقاء اللوم أو ارتكاب الخطأ؛ إنه يتعلق بتحمل المسؤولية.”
إن تحمّل المسؤولية يبعد إلقاء اللوم عن الموقف ويساعد الأهل في التركيز على الخطوة القادمة. لذا، سامحوا أنفسكم على هذه الأخطاء التربوية. هذا يعني وضع اللوم جانباً، ومسامحة أنقسكم على أي خطأ أو تقصير ترونه، والمضي قدماً بمنظور جديد.
في مقالة سابقة ذكرنا خطآن يرتكبهما الأهل عليهم مسامحة أنفسهم عليها واليوم نتعرف إلى خطئين آخرين.
1- لا تلوموا أنفسكم على سلوك طفلكم في الأوقات الصعبة
من المغري أن تلقوا اللوم على أنفسكم بسبب تصرفات طفلكم غير المناسبة بسبب مرور عائلتكم بفترات صعبة كالطلاق، أو الانتقال، أو خسارة أحدكم لعمله، أو حالة وفاة في العائلة. أو ربما بسبب انتقال والد الطفل من المنزل، فستشعر الأم بأنه يتعين عليها تعويض غيابه بطريقة ما.
في هذه المواقف، من المغري أن تتساهلوا بتطبيق المعايير والضوابط التي وضعتموها لأن طفلكم يمر بأوقات صعبة. وأنتم تشعرون أنه يحتاج إلى أخذ استراحة.
مهما كان وضعكم، تذكروا أن هذا جزء من الحياة. على الرغم من صعوبة الأمر، تحدث الأشياء السيئة للجميع. بالطبع، أنتم تريدون أن تكونوا متعاطفين وأن تستمعوا إلى طفلكم، وأن تساعدوه إذا احتاج إلى ذلك، لكن هذا لا يعني أنه يجب عليكم السماح له بالتصرف بشكل غير لائق.
إنه درس صعب على الأطفال، ولكن لا أحد يتمتع بحياة مثالية، ولا يكبر الطفل داخل فقاعة تحميه من المتاعب والمشاعر السلبية. كأهل، وبقدر ما نرغب في أن نتجنّب النزاع والمأساة والخسارة، نحن فقط لا يمكننا ذلك. من الخطأ أن نحاول التخفيف من وطأة صراعات الحياة من خلال الإفراط في التساهل أو التسامح.
عندما تمرّون بأوقات صعبة، سيظل الأطفال بحاجة إلى التنظيم في حياتهم. سيظلون بحاجة إلى الضوابط وإلى تولي أحدهم المحافظة على روتينهم. لهذا السبب، يجب أن يبقى هناك قواعد وعواقب لما يفعله الأطفال، بالإضافة إلى الاستمرار في إنجاز الواجبات وتحمل المسؤوليات. ابذلوا قصارى جهدكم لتحقيق التوازن ودائماً كونوا آذاناً صاغية وأبقوا أيديكم مفتوحة لتزويد طفلكم بالحب وإرشاده لتخطي المرحلة.
لا يمكنكم التحكم بالأناس الآخرين ولا بالعالم من حولكم، ولكن بإمكانكم التحكم بأنفسكم وبكيفية تربية ابنكم. الأجدى دائماً أن تركّزوا على ما يمكنكم التحكم به وذكرّوا أنفسكم أنكم تقدمون أفضل ما لديكم وهذا كافٍ.
2. سامحوا أنفسكم على الإفراط فيما تفعلونه لطفلكم
إن الإفراط فيما تفعلونه لطفلكم، والمعروف أيضاً بالإفراط في العمل، هو أيضاً فخ قد تقعون فيه بسهولة. وهذا صحيح بشكل خاص عندما يشعر الأهل بالذنب.
كل يوم، يطلب الأهل من أطفالهم أن ينجزوا أعمالهم المنزلية على سبيل المثال. يطلبون منهم مرة، ثم ثلاث مرات، ثم ستة، وفي النهاية، يغدو من الأسهل أن ينهض الأهل وينجزوا الأعمال بأنفسهم. أو ربما قد يكون طفلكم يواجه صعوبة في إنجاز مشروع مدرسي ويبكي ويمضي وقته وهو يشكو مدى صعوبته. فتتدخلون أنتم وتساعدونه. وبعد قليل يشعر كلُّ منكم بالتعب فينتهي بكم الأمر إلى أن تقوموا بإنجازه عنه بالكامل.
ولكن عليكم أن تفهموا أنه من المهم ألّا تتدخلّوا لتنقذوا طفلكم من التحديات. مهما كانت هذه التحديات، إن إفراطكم بما تقدمونه لمساعدة طفلكم في مواجهة هذه التحديات يعطيه رسالة أنكم لا ترون انه مقتدر بما فيه الكفاية أو أنه يتمتع بذكاء كافٍ لإنجاز الأمر بنفسه.
لذلك، في المرة القادمة التي تفكرون فيها بإنجاز شيء مطلوب من ابنكم في حين أنه بإمكانه إنجازه وحده، وهو حقاً يجب عليه أن ينجزه بنفسه، فكروا في طريقة لإرشاده بدلاً من إنجاز الأمر عنه. لا تحرموه فرصة تعلم درس حياتي قيّم.
ولكن، عندما تنزلقون وتبدئون في الإفراط بالعمل من أجله، سامحوا أنفسكم. فقط تماسكوا وحاولوا أن تفعلوا الأفضل في الغد. هذه العادات يصعب تغييرها!
اقرأ أيضاً: الأهل المثاليون غير موجودين: أخطاء ترتكبونها عليكم أن تسامحوا أنفسكم عليها