كيف تتواصلون مع أطفالكم الصبيان قبل التأديب والقصاص

0

القصاص والتأديب
ثمة طرق عديدة لتعريف التأديب والحدود والعديد من الفلسفات بشأن الطرق الأكثر فاعلية، إلا أنّ ثمة مسألة واحدة لا لبس فيها وهي تلك التي تعبر عنها جاين نيلسون كالتالي: «التواصل قبل التأديب والقصاص». يجب أن يأتي التواصل أو الارتباط أيّ بناء علاقة وثيقة بينك وبين ابنك قبل تصحيح سلوكه. في الواقع، إنّ محاولات تغيير سلوك طفلك من دون أن تربطكما علاقة وثيقة أولاً محكومة بالفشل.

نعم، قد تحدثين تغييراً مؤقتاً في سلوك ابنك بالعقاب أو المكافأة أو بفضل تقنيات أخرى لكن النتائج الطويلة الأمد لن تكون على الأرجح إيجابية بقدر ما تأملين. يتطلب التعليم الحقيقي بشأن الشخصية ومهارات الحياة رابطاً يقوم على الثقة والمحبة والانتماء غير المشروط. ستتخذين دوماً قرارات أفضل بشأن تأديب ابنك عندما تتعلمين أولاً أن تبني علاقة وطيدة به أو أن تصححي علاقتك به.

التأديب في مواجهة القصاص

يحب ستيفان غلين، الذي يحمل شهادة دكتوراه والذي كتب العديد من الكتب في موضوع تربية الأولاد، أن يروي قصة امرأة تقدّمت منه لتتحدث إليه بعد حوار عن مخاطر القصاص. قالت للدكتور غلين بحزم: «تعرضت للعقاب والتوبيخ والصفع وأنا حالياً بأحسن حال». التفت إليها الدكتور غلين بابتسامة لطيفة وقال: «أنا واثق من ذلك. لكن ماذا لو كان مقدراً لك أن تصلي إلى مكانة أرفع وموضع أفضل يا سيدتي؟».

نتائج القصاص أو العقاب

القصاص هو شيء يقوم به شخص يتمتع بالسلطة والقوة لشخص آخر أقل سلطة وقوة على أمل أن يحدث تغييراً في سلوكه. في الواقع، يستند نظام العدالة الجنائية لدينا إلى العقاب، علماً أن العقاب نادراً ما يعالج حال المجرم. يعتمد الأهل على القصاص كالصفع والضرب والاهانة والحرمان من الملكيات والامتيازات والاحتجاز والإذلال اعتقاداً منهم أنهم يعلِّمون أبناءهم أن يتجنبوا الخيارات السيئة والسلوك السيء. ويبدو أن العقاب ينجح على المدى القصير: فعندما تضرب الطفل يتوقف عن فعل ما كان يفعله لبعض الوقت على الأقل.

معلومة ضرورية

لا تنصح الأكاديمية الأميركية لأطباء الأطفال بالصفع مهما كان السبب وذلك استناداً إلى دراسات عديدة أظهرت أن الصفع لا يؤدي إلى تغييرات ايجابية طويلة الأمد في السلوك. لكن وعلى الرغم من هذه التوصيات، لا يعارض 72% من الأهل في أميركا استخدام العقاب الجسدي كشكل من أشكال التأديب.

إن النتائج الطويلة الأمد للعقاب والسيطرة المفرطة ليست مشجعة للأسف، فقد أظهر عدد كبير من الدراسات أن العقاب يؤدي على الأرجح إلى عكس ما يتمناه الأهل الملتزمون والمحبون. أجرى الدكتور موراي ستراوس من مختبر الأبحاث العائلية في جامعة نيوهامشير دراسة طويلة الأمد تابعت عائلات يستخدم فيها الأهل، الذين يتمتعون بضمير حيّ والذين لا يسيئون معاملة أولادهم، الصفع لتحسين سلوك أبنائهم. اكتشف ستراوس أنه على الرغم من أن العائلات أشارت في بادئ الأمر إلى أن الصفع ينجح، إلا أن هذه العائلات نفسها عادت وأشارت إلى أن حوادث سوء التصرّف وقلة الاحترام تزداد لدى أولادهم.

ووجدت دراسة أخرى أجرتها مؤخراً في العام 2010 جامعة تولان أن الأطفال الذين يتعرضون للصفع بشكل متكرر في سن الثالثة هم أكثر ميلاً لأن يتصرفوا بعدائية في سن الخامسة حتى عند وجود عوامل أخرى تعلل ذلك. وتظهر الدراسة أن أشكال العقاب الجسدي الطفيفة تزيد من إمكانية ظهور سلوك عدائي يتضمن الجدال أو الصراخ أو التنمر أو التكسير أو الشجار أو تهديد الآخرين. يعتقد بعض الخبراء أن الصفع يفشل منذ البداية لأنه يولّد الخوف بدلاً من الفهم.

ثمة أبحاث تشير أيضاً إلى أن الولد يتذكّر الشعور الذي انتابه وليس الدرس الذي ينبغي أن يتعلمه عند استخدام العقاب الذي يولِّد الخوف أو الخزي. ومع مرور الوقت، يمكن للعقاب وللسيطرة المبالغ فيها أن يولدا التحدي والعصيان والمقاومة أو الجبن والسلبية. ومن المرجح أن هذه الصفات لا ترد على اللائحة التي وضعتها لابنك. يقول الدكتور دان كيندلون والدكتور مايكل تومسون: إن الصبي يفقد انفتاحه على التعاطف والوعي والتواصل مع الآخرين عندما يختبر العقاب القاسي.

اترك رد