طفلي يعاني من صعوبة في تكوين صداقات. هل السبب طبعه أم تربيته ؟
هل ابنتكم/ابنكم من النوع الذي يميل إلى الوحدة والانعزال ويعاني من صعوبة في تكوين صداقات؟ ما هي الأسباب؟ وكيف تساعدون طفلكم، خاصة إذا كان قد انتقل إلى مدرسة جديدة أو بدأ بنشاط جديد؟ علم النفس يجيب عن هذه الأسئلة.
كما هو الحال عند كل تغيير في النشاطات (خارج أو داخل المدرسة)، يعاني طفلكم من صعوبة في التأقلم والانخراط وفي تكوين صداقات جديدة. بصفتكم أمهات أو آباء تبدأون بالتساؤل: هل يعود السبب إلى أننا نسينا شيئاً ما في تطوير مهاراته الاجتماعية، أم أن طفلنا من النوع الذي يميل إلى الوحدة والانعزال ؟
إليكم بعض التفسيرات.
تحذر عالمة النفس كاثرين بييرات قائلةً “أياً كان عمر طفلكم، فإن الانخراط في تفاعل جسدي أو عاطفي مع زملائه أو بمعنى آخر “تكوين صداقات” هو مرحلة من مراحل النمو لديه”. ومن ثم تضيف قائلةً “ففيما أن معظم الصغار يقيمون علاقات مع الآخرين بسهولة وبشكل طبيعي، هناك بعض الأطفال الذين لا يشعرون بالحاجة إلى ذلك، ويبقون بدلاً من ذلك على علاقة بصديق أو صديقين فقط، أو يفضلون البقاء بمفردهم”.
في الواقع، بعض الأطفال ليسوا بطبيعتهم اجتماعيين، وقد يعود ذلك إلى العديد من الأسباب. الخجل أو عدم التجرؤ على الاقتراب من الآخرين، حتى لو أردنا ذلك. والبعض الآخر هم انتقائيون جداً، ويضعون أنظارهم على صديق واحد أو صديقة واحدة، فيما البعض يمتلكون حياة “داخلية” غنية جداً، ويتميّزون وينجحون في الأنشطة الفردية.
الوحدة: هل تتعلق بالشخصية أو بطريقة التربية؟
بالنسبة للمعالجة النفسية، هناك في الواقع كما دائماً، علاقة بين ما هو فطري وما هو مكتسب.
“في الحقيقة، من الواضح أن بعض الأطفال هم بطبيعتهم اجتماعيون بطبيعتهم أكثر من غيرهم. إنها شخصيتهم الأساسية التي غالباً ما ترتبط بشخصية أحد أفراد الأهل أو الأجداد.عند الاستشارة بشأن هذا النوع من المشاكل، أسمع أحد الوالدين يقول “أنا أيضاً كنتُ وحيداً في المدرسة” أو “كنتُ أجد صعوبة في تكوين صداقات”. بالإضافة إلى ذلك، فإن قيام هذا الأب أو هذه الأم بالتحدث عما مرا به من صعوبات فيما يتعلق بتكوين العلاقات والصداقات، غالباً ما يحرر الطفل وقدرته على التكلم في مواجهة هذا الوضع.
بالإضافة إلى ذلك، فإن الطفل الذي ينشأ في أسرة لا يخرج فيها الأفراد من المنزل كثيراً أو نادراً ما يخرجون، ولا بيستقبلون أصدقاء في المنزل… لا يحصل على فرصة التعرف على ما يمكن أن تجلبه الصداقات، ولا على كيفية تأسيسها أو التعامل معها. فالشاب الذي يميل بطبيعته إلى الوحدة والانعزال، ستتعزز هذه السمة في شخصيته من خلال ما سيعيشه.
وخلافاً لذلك، سيتمكن الطفل غير الاجتماعي الذي ينشأ في أسرة نشطة جداً اجتماعياً وتقوم بالعديد من التفاعلات الاجتماعية والصداقات، من ان يتعرف وبطوّر ويتعلم تقبل العلاقات الاجتماعية”.
ملاحظة: من الممكن أن تختلف سمة “الوحدة” هذه وفقاً لعمر طفلك.