كيف نتصرف لتحمل حماة صعبة الطباع؟

0

:حماة صعبة الطباع:لا يحب أحد أن يعيش علاقات سيئة مليئة بالصراعات مع أحد أفراد العائلة أو أحد الأصدقاء المقربين. حين يتزوج المرء بشكلٍ عام، فهو يلتزم بعلاقة مدى الحياة. وهو التزامٌ يتضمن حقيقة أننا أصبحنا جزءً من عائلة جديدة. ومع ذلك، قد تكون العلاقة مع أحد أفراد هذه الأسرة مع الأسف علاقة سيئة مليئة بالصراعات. ولسبب وجيه! فالحماة تحتل مكانة خاصة في حياة ابنها، وتحاول أن تحميه مما يجعلها أحياناً تؤثر حتى على خياراته في الحياة. بعد أن يحظى ابنهن بحياة جديدة مستقلة، تحاول بعض الامهات الاحتفاظ بالمكانة الأولى، لدرجة أنها أحياناً تغضب وتغيظ زوجة ابنها.

وإذا كنت تتعاملين مع حماة صعبة الطباع، فلن تزداد الأمور سوى سوء. ستشعر أيضاً بالغيظ بسبب حالة الحب الجديدة التي يعيشها ابنها، وتشعر بأن مكانتها مهددة جداً. انطلاقاً من هذا الاستنتاج، ستسعى حماتك إلى الحفاظ على مكانتها، حتى لو كان ذلك يعني التدخل في حياة ابنها الزوجية وإشعال مشاكل وخلافات لا نهاية لها. مع ذلك، أنتِ تتمنين الخروج من حلقة الصراع هذه مع الاحتفاظ بعلاقات ودية مليئة بالاحترام معها.

إليكِ بعض النصائح التي من الممكن أن تدلكِ على الاتجاه الصحيح حين التعامل مع حماة صعبة الطباع:.
تسلحي بالصبر

تتمنى كل الأمهات زوجةً مثاليةً لأبنائها، تمتلكِ إيجابيات أكثر من السيئات، أكثر مثاليةً وكمالاً مما أنتِ عليه. حماة من هذا النوع ستجد دائماً ما تنتقدكِ عليه. لذلك، من المهم جداً ألا تأخذي الأمور على محمل شخصي انطلاقاً من فكرة أنه حتى لو كان الأمر يتعلق بامراة أخرى، لن تتردد حماتكِ في العثور على عيبٍ فيها من ناحية أو نقطة ضعف في شخصيتها من ناحية أخرى. أفضل سلاح يجب أن تحتفظي به في هذه الحالة هو الصبر. كوني صبورة وحاولي اقناع نفسكِ أن حماتكِ ستعتاد على وجودكِ مع مرور الوقت وستقل نسبة الانتقادات بشكل كبير.
بالتالي، ستتمكنين من تجاهل بعض الملاحظات وعدم اطلاق أي رد فعل إلا إذا كان الأمر يستحق ذلك. يمكن لردكِ على هذا النوع من الملاحظات أن يتم عبر الممازحة بحذاقة ولطف.

استمري في التواصل معها

من المعروف كقاعدة عامة أن التواصل هو سر العلاقات السليمة والناجحة مهما كانت طبيعتها. يحصل أحياناً ان تشعري بالاستياء أو التوتر بسبب بعض التعليقات أو التصرفات التي تقوم بها حماتكِ. في هذه الحالة، من المهم ألا تحبسي غضبكِ وتحمليه على عاتقكِ. قد يؤدي ذلك إلى تراكم المشاعر السلبية وسينتهي بكِ الأمر إلى الانفجار غضباً وزيادة الوضع سوءاً. أفضل ردة فعل يجب أن تقومي بها اتجاه ذلك، هي أن تتواصلي مع حماتكِ. من أجل تجنب التوتر والضغوطات وإضفاء أجواء سيئة وثقيلة، يُنصح بشدة أن تضعي الأمور في نصابها مع حماتكِ. إن الدخول في حوار مبني على أساس الاحترام والتواصل الشفاف، دون محاولة تلقين دروس وإطلاق نظريات ودون أن تكوني قاسية في كلامكِ، يحدث فرقاً كبيراً. قومي بدعوة حماتك لتناول القهوة في مكان لطيف وناقشيها بهدوء حول ما يزعجكِ ويثقل كاهلك.

كوني متعاطفة

سيخبرك المتخصصون في مجال العلاقات الإنسانية أن التعاطف ضروري لتوجيه سلوكيات صحية مبنية على الاحترام. علاوة على ذلك، فإن المدارس الجديدة التي ترتكز في مناهجها على التربية الإيجابية للأطفال تدعو إلى التعاطف كركيزة في هذا النهج. أول ما عليكِ فعله كي تكوني متعاطفة هو محاولة فهم الطرف الآخر ومحاولة تحديد شعوره وقت الخلاف. يجب أن يكون الوضع مماثلاً عندما يتعلق الأمر بالموقف الذي يجب أن تتخذيه حين تواجهين صراعاً مع حماتك. وبدلاً من الانخراط في حرب باردة لا نهاية لها، حاولي أن تفهمي دوافع حماتك عبر تبني موقف بناء. لقد أعطت وضحّت بكل شيء لسنوات طويلة من أجل ابنها الذي أصبح زوجك بين ليلةٍ وضحاها. فجأة، تم الاستغناء عن خدماتها واستبدالها بكِ. لذلك ليس من السهل عليها استيعاب هذا الوضع الجديد والتكيف معه. يجب أن تتعاطفي مع حماتك حتى لو بدت صعبة الطباع بنظركِ، وذكري نفسكِ بأنكِ ستتولين نفس الدور ذات يوم.

أشركي حماتكِ في حياتك

عندما تبدأين حياتك الجديدة مع زوجكِ، قد تشعر والدته فجأة بأنها أصبحت خارج حياة ابنها. هذا ما قد يجعلها صعبة الطباع ومنفعلة في علاقتها معك. من أجل معالجة هذا الشعور الطبيعي، يمكنك إشراك حماتك في بعض أنشطتك من وقت لآخر أو في تفاصيل معينة من حياتكما معاً، دون أن يتحول ذلك إلى تطفل بالنسبة إليك. يجب الاعتراف بأنه من الضروري الاعتدال في هذا النوع من التصرف. ففي الواقع، من المهم أن تعرفي إلى أي درجة وإلى أي مدى يمكنكِ إدخال حماتكِ في بعض المواقف في حياتك الزوجية أو في اتخاذ بعض القرارات. كما يمكنكِ استشارة حماتكِ حول أمور تتعلق بكِ وحدكِ، بهذه الطريقة ستشعر أن لها دور وأنكِ تحتفظين لها بمكانة خاصة في نظركِ.
تبقى العلاقة مع الجماة دائماً معقدة بعض الشيء، ويعود ذلك إلى طبيعة الأمور. بالتالي، حين تكون الحماة صعبة الطباع يصبح وضع العلاقة أسوأ. لكن لا يجب طبعاً التخلي عن الأمور والاستسلام. يكفي أحياناً اتباع بعض النصائح لتوجيه هذه العلاقة الحساسة بالطريقة الصحيحة وتحويلها إلى علاقة سليمة تستمر على هذا النحو مع مرور الأيام.

اترك رد