تشكل الواجبات المنزلية مصدر نزاعات كبير في المنزل وكذلك مصدراً كبيراً لتوتر الأطفال والأهل(توتر يسبب ارتفاع مستوى الكورتيزول، الذي يؤدي بدوره إلى تأثير سام على الأعصاب).
في المقالة السابقة ذكرنا بعض الأخطاء الأكثر شيوعاً التي يرتكبها الأهل فيما يتعلق بالواجبات المنزلية. ليس الهدف من ذلك جعلكم تشعرون بالذنب (لأن المجتمع من حولكم يقوم بذلك من الأساس)، بل جعلكم تعون أنه أحياناً (وربما في معظم الأحيان) التصرفات التي “نوبخ” أطفالنا بسببها، ليست سوى النتائج المنطقية لسلوكنا نحن اتجاههم. وفي هذه المقالة نذكر الأخطاء الثلاثة الأخرى الأكثر شيوعاً
خطأ: التركيز على النتائج
كم مرة سمعتم هذه العبارات:
- “لقد حصلت فقط على علامة 12”.
- “كم كانت علامة الأول في الصف”.
- “إذا لم تحصل على المعدل المطلوب، لن تخرج”.
- “سنلعب معاً فقط حين تنتهي من إنجاز واجباتك المنزلية”.
وما إلى ذلك…
اطمئنوا ! لقد سمعتُ هذه العبارات طيلة فترة طفولتي أيضاً ولو لم أكن أحرص على تدمير هذا النهج لكنتُ كررت قواعده مع أطفالي أيضاً.
إذا كنا نريد لطفلنا أن يتقدم ويثابر، يجب أن ننتبه جيداً للرسائل (اللفظية وغير اللفظية) التي ننقلها له.
عبارات كالتالي:
- “لقد لاحظتُ أنك اجتهدتَ جداً في العمل على هذا الدرس”.
- “سنلعب لمدة 15 دقيقة في البداية، ومن ثم ستنجز واجباتك المنزلية”.
- “هل أنتَ راضٍ عن المعدل الذي حصلت عليه؟ هل يوازي هذا المعدل توقعاتك؟”.
- “أعلم أن درس الرياضيات هذا صعب عليك، هل تود أن نبحث عن طرق لحله بطريقة مختلفة؟”.
إنها عبارات ستكون أكثر فائدة بكثير لتطوير دماغ طفلك، وتحسين علاماته، وكذلك لجعله يتعلم من أخطائه.
الخطأ الأخير: عدم إعطاء أوقات للاستراحة
وأخيراً، إليكم النقطة الأخيرة لكنها ليست أقل أهمية من باقي النقاط. وهي تخصيص أوقات للحرية الجسدية والنفسية للطفل.
إذا كنتم تطلبون منه إنجاز واجباته المنزلية بمجرد عودته من المدرسة، بينما كان يقضي فعلياً 10 ساعات في الإصغاء إلى المعلمين، من المحتمل جداً ألا يتمكن من استقبال أي معلومة. وسيحصل نزاع بينكما حتماً!
فلنسمح له بالحصول على بعض وقت الراحة (وجبة خفيفة، رياضة، نزهة في الطبيعة، أو حتى مجرد الملل) وملء خزانه العاطفي قبل إنجاز الواجبات المنزلية.
وبالطريقة نفسها، يجب أن تتأكدوا من حصول طفلكم على أوقات استراحة خلال الأسبوع.
سبق أن رافقت عائلات كان على أطفالها (في المرحلة الابتدائية) أن يختاروا ما لا يقل عن 3 أنشطة إضافية (رياضة أو موسيقى أو حصص في اللغة الإنجليزية). سأترككم تتخيلون مدى شعور الطفل بالتعب (وكذلك الأهل الذين يوصلون أطفالهم لتنفيذ الأنشطة) محاولين تنفيذ المطلوب.
النشاطات الإضافية كافية جداً (وليس حتى إلزامية) لطفل في المرحلة الابتدائية (وحتى في الجامعة).
إذا كنت ترغبون في جعله يكتشف أنشطة أخرى، فاستفيدوا عوضاً عن ذلك من التدريب خلال الإجازات المدرسية. من المهم جداً تعلم كيفية الاختيار أيضاً لحياتنا بشكل عام.
إن الراحة الجيدة والحياة اليومية الخالية من التوتر والإجهاد، يعدان من أساسيات نجاح الطفل في الدراسة أكاديمياً، وكذلك من العوامل الأساسية لتطوير قدراته على التركيز أو الاستقلالية.
إن السماح للطفل بقضاء أوقات يشعر فيها بالملل مفيد جداً لنمو دماغه (وكذلك بالنسبة للبالغين).
وذلك لن يتوافق مع أسابيع مكتظة بالأنشطة.
الحل في هذه الحالة هو عبر التركيز على ما هو أساسي، وتخفيف مهام الجدول اليومي واتخاذ الخيارات.
من المؤشرات الجيدة التي تساعدكم على معرفة ما إذا كان طفلكم يعاني من إرهاق أو لا هي التفكير في مدى الضغوطات التي تعانون منها أنتم على مستوى العبء العقلي الخاص بكم، فغالباً ما يكون الاثنان مرتبطين.
والآن ما الذي علينا فعله؟
الآن بعد أن عددنا لكم ما يجب تجنب القيام به، لن يساعد هذا في التعرف على ما يجب القيام به. أليس كذلك؟ (أو أنه سيفيدكم قليلاً).
التجرؤ على التساؤل حول طريقة أهلنا في مرافقتنا ودعمنا خلال عملية التعلم هو القاعدة الأساسية للتمكن من تطوير أطفالنا من الناحية الأكاديمية (في أغلب الحالات). لكن إن كنتم تقرأون هذا المقال الآن فهذا يعني أنكم على الطريق الصحيح.
بمجرد إنجاز هذه الخطوة، يمكننا الانتقال نحو تحضير أدوات بسيطة جداً وفعالة من شأنها تغيير حياتكم اليومية بشكل جذري، والحد من النزاعات، وكذلك تخفيف مستوى التوتر في الأسرة.
إذاً، إليكم الخطوط العريضة حول ما يجب أن تتجهوا نحوه.
- فهم طريقة عمل دماغ طفلكم
- مساعدته على وضع جدول لعمله
- مساعدته على التنظيم
- دعمه وطمأنته (عاطفياً)
- مساعدته في المحتوى حين يحتاج إلى ذلك
- مساعدته على تطوير التحفيز الذي ينطلق من ذاته
نتمنى أن يفيدكم هذا المقال وأن يتيح لكم تأسيس عادات جديدة لمساعدة طفلكم على التعلم بطريقة فعالة.
الآن أخبرونا في التعليقات كيف يتم إنجاز الواجبات المنزلية في بيتكم؟
اقرأ أيضاً: الواجبات المدرسية : أخطاء يرتكبها الأهل تعرقل نجاح أولادهم في المدرسة