الواجبات المدرسية : أخطاء يرتكبها الأهل تعرقل نجاح أولادهم في المدرسة

0

الواجبات المدرسية: علينا أن نواجه الحقيقة: الأطفال ينهارون بسبب الواجبات المنزلية… وكذلك الأهل!!! 

تشكل الواجبات المنزلية مصدر نزاعات كبير في المنزل وكذلك مصدراً كبيراً لتوتر الأطفال والأهل(توتر يسبب ارتفاع مستوى الكورتيزول، الذي يؤدي بدوره إلى تأثير سام على الأعصاب). 

سنشارككم عبر هذا المقال الأخطاء الأكثر شيوعاً التي يرتكبها الأهل فيما يتعلق بالواجبات المنزلية. ليس الهدف من ذلك جعلكم تشعرون بالذنب (لأن المجتمع من حولكم يقوم بذلك من الأساس)، بل جعلكم تعون أنه أحياناً (وربما في معظم الأحيان) التصرفات التي “نوبخ” أطفالنا بسببها، ليست سوى النتائج المنطقية لسلوكنا نحن اتجاههم. 

ستجدون في هذا المقال الأخطاء الخمسة  الأكثر شيوعاً التي يرتكبها الأهل فيما يتعلق بالواجبات المنزلية (على الرغم من أن هناك المزيد من الأخطاء مع الأسف). كما ستجدون قائمة تتضمن 6 عادات جديدة تستطيعون تطبيقها كي تصبح الواجبات المنزلية أمراً يساهم في تطوير وتنمية قدرات طفلكم على المدى الطويل (وكذلك الأمر بالنسبة إليكم). 

الخطأ رقم 1: القيام بالواجب المنزلي نيابة عن أطفالكم (الأمر لا يتعلق فقط بالواجبات المنزلية) 

أحياناً، وذلك يحدث لدى بعض الأسر، يقوم الأهل بإتمام الواجبات المنزلية نيابة عن أطفالهم (بشكل أقل أو أكثر وضوحاً صراحةً)، بهدف التخلص من الواجبات المنزلية ولتوفير الوقت. 

نفهم أن الأمر قد يسهل الأمور على المدى القصير جداً، عبر تجنب الجدالات وتوفير الوقت في جدول أعمالكم المزدحم… 

يجب تجنب هذا الأمر تماماً لأنه لا يخدم أحداً! 

بالنسبة للواجبات المنزلية كما بالنسبة لباقي الأمور، عندما نقوم بأي شيء نيابة عن الطفل، ذلك لا يعلمه كيفية القيام به. بل يؤدي فقط إلى تأجيل المشكلة. وبالمناسبة سيجعلكم تتولون عملاً إضافياً وسوف يزعجكم بالتأكيد… 

ما نتمناه هو أن يصبح طفلنا مستقلاً في حياته اليومية وواجباته المنزلية؟ 

إذاً فلنعلمه القيام بذلك بمفرده! 

فلتتذكروا دائماً أنه كلما زادت مشاركة الأهل، كلما تدنى نجاح أبنائهم!! 

premium freepik license
الخطأ رقم 2: مراقبة وتصحيح الواجبات المنزلية 

الخطأ الثاني وهو الأكثر شيوعاً، هو مراقبة وتصحيح العمل الذي يقوم به طفلنا. 

هذا التصرف الذي قد يبدو لنا طبيعياً، لأننا جربناه مع والدينا، هو مع ذلك سام ومؤذٍ. 

يبعث هذا التصرف رسالة إلى طفلكم مفادها أنكم لا تثقون به. 

ستخبرونني حتماً أن هذا التصرف مفيد على الرغم من ذلك، لأنه غالباً ما لا يقوم طفلكم بجميع واجباته المنزلية أو لا يتممها بشكل صحيح. 

نعم، وهذا تحديداً ما يهم: إذا صححتم أخطاءه في المنزل أو إن لم تجعلوه يجرب العودة إلى المدرسة دون إنجاز واجباته المنزلية، لن يتمكن نهائياً من معرفة عواقب أفعاله هذه. 

وطالما أنه لم يعرف العواقب، لن يتمكن من تغيير سلوكه والتقدم في درب الانضباط الذاتي

إذاً دعوا أطفالكم يرتكبون الأخطاء، صدقوهم حين يخبرونكم أنهم أنجزوا جميع فروضهم المنزلية.  لكن ابقوا متواجدين وجاهزين للإصغاء إليهم إذا أتوا لطلب مساعدتكم (بطريقة مباشرة أو غير مباشرة). 

يحدث أحياناً أن يقوم الأهل بتصحيح واجبات طفلهم المنزلية، للاطمئنان، وخوفاً من أن يتم الحكم عليهم بأنهم “أهل غير صالحين”. في هذه الحالة، يجب أن تعملوا على أنفسكم وأن تستعيدوا الثقة بذاتكم وبخياراتكم التعليمية كي لا يعاني طفلكم من العواقب. 

الخطأ رقم 3: التدخل بين الطفل والمعلم 

نسمع المزيد والمزيد من المعلمين (حتى في مرحلة رياض الأطفال) يسردون مواقف يأتي فيها الأهل للدفاع عن أطفالهم حين يحصلون على علامات سيئة، أو حين يمتنعون عن أداء واجباتهم المنزلية، أو حتى حين يقومون بسلوك غير مهذب. 

باستثناء بعض الحالات الخاصة ( لأن هناك مع الأسف أشخاص يعانون حتى بين المعلمين)، من المهم أن يتعلم الطفل مواجهة العواقب الناتجة عن سلوكه أو عمله أمام المعلم (خاصة في الجامعة أو المدرسة الثانوية). 

سنكرر ذلك لمرة إضافية.. إن لم يكتشف الطفل ويجرب الأحاسيس (السلبية) التي يسببها هذا الموقف لن يتمكن من إدراك أن هناك تغيير من الضروري أن يحصل. 

لذلك دعونا نأخذ نفساً عميقاً، ونثق بطفلنا، ونطمئن إلى أن خزانه العاطفي مليء بما يكفي كي يتمكن من إيجاد السبل للتفكير بأخطائه والعودة إلينا لاستشارتنا إذا لزم الأمر. 

ترقبوا في المقالة القادمة : الأخطاء الأخرى التي يرتكبها الأهل: 

اترك رد