الصبيان والانفعالات: لماذا عليكم ألا تكسروا صبيانكم وتحرموهم من البكاء والانفعالات؟

0

الصبيان والانفعالات
ثمة نقاط تباين عديدة بين الصبيان والفتيات لاسيما في سنوات الحياة الأولى. على الرغم من أن الصبيان غالباً ما يكونون أكثر حساسية على الصعيد العاطفي في سنوات الحياة الأولى ويكتسبون المهارات الاجتماعية والعاطفية ببطء أكثر من الفتيات إلا أن التركيبة والتوصيلات العاطفية في دماغي الأنثى والذكر هي نفسها بشكل عام. لكن الأهل في العديد من الحضارات (والعديد من العائلات) ما زالوا يظنون ان الفتيات يمكنهن أن يبكين وأن يضحكن وأن يخفن في حين لا ينبغي للصبيان أن يفعلوا هذا.

أسطورة الذكر المتحرر من الانفعالات

تخيلوا رجلاً يدعى غاري وهو لا يزال يتذكر شعوره حين كان في التاسعة من عمره على الرغم من أنه بلغ سن الثامنة والثلاثين. يتذكّر قائلاً: «كان والداي رياضيين من الطراز الأول، يشاركان في الماراثون ويلعبان كرة المضرب. اعتادا أن يتغلبا على الألم واعتبرا أن عليّ أن أحذو حذوهما. لذا، عندما كنت أتعرّض لأي أذى أو أشعر بالحزن يأتي جوابهما دوماً «امتص ألمك وتجاوزه».

هز غاري رأسه مضيفاً: «ما زلت أحاول تقبّل فكرة أن لابني مشاعره الخاصة وأن لا بأس بذلك». في كتابه Real Boys: Rescuing Our Sons from the Myths of Boyhood ، يصف الدكتور ويليام بولاك ما يسميه «قانون الصبي» وهو قانون السلوك المقبول الذي زرعته ثقافتنا في رؤوسنا والذي ينص على ما يمكن للصبيان أو ما لا يمكن لهم أن يشعروا به. وهذا القانون يدفع الصبيان لأن يقولوا إنهم بخير في حين أنهم ليسوا كذلك ولأن يتجنبوا طلب المساعدة وأن يتهربوا من إظهار أيّ نعومة أو أيّ ضعف.

قانون الصبي

يكتب الدكتور بولاك: «إن قانون الصبي قويّ جداً لكنه في الوقت عينه خفي في تأثيره بحيث أن الصبيان قد لا يدركون حتى أنهم يعيشون حياتهم وفقاً له. في الواقع، قد لا يدركون وجود مثل هذا الشيء حتى ينتهكوه بطريقة ما أو يحاولون تجاهله. وعندما يفعلون، يميل المجتمع إلى إعلامهم بسرعة وقوة على شكل سخرية مؤلمة من شقيق أو توبيخ من الأب أو الاستاذ أو نبذ من رفاق الصف».
فكروا في آخر مرة رأيتم فيها صبياً يُصاب في لعبة كرة قدم أو كرة سلة. لا تسارع الأمهات إلى الملعب ويستند الآباء إلى الخلف تاركين المدرب يتولى المسألة. عندما يقف الصبي ويتقدم بصعوبة على أرض المعركة، يصفق الجمهور ويحتفل. إن الرسالة واضحة: يجب ألا يظهر الصبيان ألمهم أو خوفهم. يجب أن يتابع الصبيان المسيرة حتى لو كانوا مصابين.

وقائع

لا يتعامل العالم بلطف مع الرجال الذين يظهرون مشاعرهم. فكروا في الحياة السياسية لادموند موسكي. خلال الحملة الانتخابية لرئاسة الجمهورية في العام 1972، بكى موسكي وهو يجيب على الانتقادات الموجهة إلى زوجته وقد أنهت دموعه حياته السياسية. في العام 2004، تداعت حملة هوارد دين الانتخابية عندما بلغ به الحماس والإثارة حدّ الصراخ فرحاً.
يبدو أن السلسلة نفسها من العواطف والانفعالات موصولة في دماغي الذكر والأنثى. فما الذي يفسّر المعتقدات المختلفة التي لدينا بشأن الصبيان والفتيات والمشاعر والانفعالات؟

اترك رد