الأمهات الخارقات : يوم في حياة أم

0

أعمل 8 ساعات في اليوم، وأربّي ثلاثة أطفال. بالطبع، أنا لست وحيدة. لقد تزوجت منذ 10 سنوات، وأطفالي يذهبون جميعًا إلى روضة الأطفال. نعم، إن أطفالي الثلاثة تحت سن السادسة.

إنني محظوظة لأن زوجي منخرط جدًا في الحياة العائلية، ويساعدني قدر المستطاع. ولكن لا داعي للكذب، فتربية الأطفال، والاهتمام بالواجبات المنزلية، وتحضير الطعام، لا تزال جميعها تعتبر من مسؤولية المرأة.

ومع مرور السنوات، زاد جهدنا النفسي. بصراحة، كنت اعتقد انه، مع كل التقدم التكنولوجي والاجتماعي والاقتصادي الحاصل في مجتمعنا، ستكون المرأة في وضع أفضل.

الأب البطل

رغم أنني أفعل كل شيء لأجلهم (حرفيًّا)، إلا أن أطفالي يعتقدون تمامًا أن والدهم بطل. حسنًا، هذا ليس أمراً سيئاً، نوعًا ما.

ولكن ماذا عني أنا؟ أخيرًا، نجلس جميعنا لنأكل. ومرة أخرى، كل الأمور ملقاة على عاتق من يملك المهارات التفاوضية الأفضل..

“كلا، لا أحب الزهرة”…

“أريد أن أتناول الآيس كريم”…

لا أعلم كيف هم أطفالكم، ولكنني أعتقد أن أطفالي لا يشعرون بالرضى. وأشعر أنهم غير سعداء ابدًا. فمهما حضّرت من طعام، أو اشتريت لهم من العاب، وأينما ذهبنا هناك دائمًا من يتذمّر. لقد قيل لي إنها مرحلة وستمرّ.

ad
حسنًا، أتمنى لو أنها تمرّ بسرعة.

أثناء العشاء، نتحدث عن يومنا ونحاول أن نتناول الطعام قبل أن يملّ الصغير من الجلوس. وما إن تفرغ الصحون، ينهضون ويعودون إلى اللعب.

الجميع باستثنائي! أجد نفسي أقوم بتنظيف الطاولة وغسل الأطباق بمفردي، بينما يلعب الأب مع أطفاله. وبعد ذلك تعم الفوضى. تبدأ حالة الاستنفار. نعم، عليهم أن يرتبوا ألعابهم، وينظفوا أسنانهم، ويرتدوا ثياب النوم. إنه سباق! ومن ثم أقرأ لهم قصة قصيرة وأخيرًا… يحين وقت النوم!

من هذه الناحية، أنا محظوظة. عندما يحين وقت النوم (يذهبون إلى الفراش عند الساعة السابعة والنصف مساءً)، يسود الهدوء. على الأقل فيما يتعلق بهم، لأن أمّهم ستكمل يوم عملها.

يجب أن أنشر الغسيل، وأكويَ، وأنظف المنزل وأرتّبه. وفي النهاية، عند حوالي الساعة التاسعة أتمكّن من الجلوس. وكل ذلك لكي أبدأ من جديد في اليوم التالي.

ولكنني ممتنّة جدًا.

لا تسيئوا فهمي! أنا لا أتذمر. أريد فقط أن يفهم الجميع أن حياة الأم ليست سهلة. ويمكنني أن أعتبر نفسي محظوظة. أنا وزوجي نعمل مما يعني أننا لا نقلق كثيرًا بشأن وضعنا المادي. رغم أنه علينا أن ننتبه إلى الإنفاق، كوننا لدينا ثلاثة أطفال، إلا أن وضعنا ليس سيئًا.

لا يجب أن ننسى أن هناك العديد من العائلات التي يعمل فيها أحد الوالدين فقط، أو لا أحد منهما.

من المؤكد أن أطفالنا كثيرو الحركة (لكي أُحسن التعبير) ولكنهم بصحة جيدة. ليس لدينا أطفال ذوي احتياجات خاصة، الأمر الذي يجعل حياتنا أسهل.

فالعائلات التي لديها أطفال معوّقون أو يعانون من مشاكل صحية تكون حياتها صعبة. نحن ننسى دائمًا أن الصحة هي نعمة يجب أن نقدّرها. ففي نهاية الأمر أنا لست أم عزباء. فوالد أطفالي زوج وأب رائع. وبالتالي لدي من يدعمني وأثق به.

ولديّ أيضًا شخص يكون إلى جانبي عندما أمرض أو أشعر بالاكتئاب. فالأمهات الوحيدات لا يتمتعن بهذه النعمة. إذ يجب أن يستحملن كل شيء بمفردهن.

وأود أن أنوّه بشجاعتهن وقوتهن. من السهل توجيه أصابع الإتهام إليهن لأنهن “انفصلن” عن شركائهن، أو لأن أحد أطفالهن “قد ارتدى سرواله بالمقلوب اليوم”.

أجل، كثيرًا ما أسمع هذا النوع من العبارات السخيفة والسيئة. منذ متى أصبح الحكم على الآخرين أمرًا طبيعيًا؟ ألا يجب على النساء أن تدعمن بعضهن البعض؟

لذلك في المرة القادمة عندما ترون امرأة مرهقة، كونوا أكثر تسامحًا. وعنما تشكو إحداهن من الجهد النفسي، استمعوا إليها.

لأن المرأة التي تعبّر لكم عمّا تشعر به، تكون قد وصلت إلى مرحلة الانهيار. وهي بحاجة إلى مساعدة!

لذلك أجل، أنا أم غير عادية. وأنتِ أيضًا! إنك امرأة قوية وناجحة. لا تنسي ذلك أبدًا…

اترك رد