عندما يتصرف أولادنا بطريقة عدائية أو مزعجة، تجاه إخوته ماذا علينا أن نفعل ؟

0

التصرف بطريقة عدوانية:
مؤخراً أصبح ابني يتصرف بعدائية تجاه أخيه كلما أراد أن يلفت انتباهنا..

وعندما لا يتوقّف نضطر لأن نضعه في غرفة أخرى لئلا يؤذي أخاه أو أخته. عندئذ، نفسح له المجال كي يشارك مشاعره، الخ…

بعد أن يهدأ، نتحدّث عن قاعدتنا بألا يجرح الناس والحيوانات.

نشعر صراحة أنه يتصرّف بعدائية كي يلفت انتباهنا.

كيف يمكننا أن نضع حدوداً حازمة من دون أن يستخدمها ابننا كوسيلة للفت الانتباه أكثر ؟

1- بيّنوا له (على الفور) بدلاً من أن تقولوا له

حدوا جسدياً من سلوك ولدكم مع تقبّل مشاعره أو رغباته والاعتراف بها. مع منعه بثقة (من دون المبالغة في ردّ الفعل أو الإفراط)، يمكننا أن نقول: “تريد أن تضرب أخاك لكني هنا لأمنعك. أرى أنك تشعر برغبة قويّة في أن تغضب.”

وربما يمكن أن تقولوا: “إنه شعور مخيف، أليس كذلك؟ سأحاول دوماً أن أكون موجوداً لأحميك.” أنت تشير ضمناً إلى التالي: أنا أساندك وإلى جانبك. ومن الطبيعي أن تشعر بما تشعر به.

2- لا تكرروا القواعد

على الرغم من أن الأولاد يتصرفون بناءً على نزوات إلا أنّهم يدركون عموماً، وعلى مستوى معيّن، أنهم يخرقون القواعد تماماً أو أنهم لا يفعلون ما نريد.

بمعنى آخر، لقد تلقّوا المذكرة من قبل وهو يعلمون ما ينبغي أن يفعلوه لكنهم يستطيعون أن يغامروا لاارادياً في الناحية المظلمة. وتدفعنا غريزتنا في هذه الأوضاع إلى تكرار القواعد أو صياغتها بطريقة مختلفة. (لا بدّ أنهم لم يسمعوا أو يفهموا في المرة الأولى).

المشكلة في هذه المقاربة أنه من الصعب أن نحافظ على هدوئنا عندما نكرر كلامنا من دون جدوى. ومن الطبيعي أن يتعاظم إحباطنا ويعطي لسلوك الولد سلطة واهتماماً سلبياً.

الرسالة التي يحتاجها أولادنا فعلاً ليست تكرار القواعد بل تقبّلنا للدوافع غير الناضجة والانسانية التي تدفعهم لخرق هذه القواعد.

Little kid hitting another child. Bullying concept.
3- الاعتراف بصدق وصراحة بمشاعر ولدنا

لا نهدف بإقرارنا بمشاعر ولدنا إلى إصلاح سلوكه في لحظته أو وضع حدّ له، بل يجب أن يكون هدفنا أن نتواصل مع أولادنا وأن نشجّعهم على الشعور بما يشعرون به وأن نبيّن لهم أنّ الرغبة في الضرب وفي رميّ الأشياء مقبولة بالنسبة إلينا، حتى وإن كان التصرّف وفقاً لذلك غير مقبول (رسالة نعلّمها عبر منع حدوث هذه الأفعال).

الحل المثالي هو أن نفهم أننا نحمل كلنا مشاعر مظلمة وسلبيّة وأننا عندما نتعرّض للضغط النفسي أو عندما يطفح الكيل، يمكن أن نتصرّف وفقاً لهذه المشاعر، حتى وإن كنا راشدين.

إنّ الأولاد الصغار عموماً أكثر حساسية واضطراباً على المستوى العاطفي من الراشدين ولم يطوّروا مستوى التحكّم بالذات نفسه كالبالغين. بالتالي، إنّ عتبة التصرّف وفقاً لمشاعرهم منخفضة أكثر بكثير.

إذا حكمنا على هذه النزوات (التي نعيد ونكرر أنهم لا يتحكّمون بها) ومنعناها، فسيولّد إلغاؤنا لها المزيد من الضغط النفسي ما يؤديّ إلى سلوك أكثر تهوّراً.

إنّ رؤية هذه النزوات وتقبّلها يولّد تحرراً عاطفياً يخفف من حدّة السلوك السلبي وتكراره. لقد نجحنا في معالجة سبب سلوك ولدنا بدلاً من أن نمنع الأعراض أو نحاربها.

” في الآونة الأخيرة، لم يعد يتوقّف فنضطر لأن نضعه في غرفة أخرى لئلا يؤذي أخاه أو أخته. عندئذ، نفسح له المجال كي يشارك مشاعره، الخ…”

4- إعادة السلوك المتهوّر والمندفع إلى طبيعته بدلاً من ايلائه اهتماماً سلبياً

اتخذوا الحد الأدنى الممكن من الإجراءات لكبح الضربات وعملية رمي الأغراض واحرصوا على أن يبدو ذلك سهلاً ومن دون مشاكل قدر الإمكان. إنّ اصطحاب الولد إلى غرفة أخرى لكي يهدأ وإطالة هذه الجلسة عبر تكرار القواعد والدروس سيمنحان قدراً كبيراً من الاهتمام غير المجدي لهذه التصرفات النمطيّة التي يُقدم عليها الأخوة والأخوات.

هذا هو نوع الاهتمام الذي لا يحتاجه الأولاد: حكاية لا تنتهي عما أقدموا عليه من تصرّف سيء. بالتالي، يُفضل قدر الإمكان البقاء حيث نحن، أن نمنع التصرّف بهدوء مع ايصال رسالة تقبّل وأمان موجزة لأولادنا. وإن كان لديهم مشاعر يشاركونها فسيفعلون.

اترك رد