النساء قاسيات:
من الواضح أن نمط حياتنا يتغير كلياً عندما يكون لدينا أطفال صغار السن. في هذه المرحلة يتعذر علينا الاستيقاظ في وقتٍ متأخر في اللحظة الأخيرة للذهاب إلى العمل، أو استغلال عطلة نهاية الأسبوع للنوم أو الاحتفال حتى وقتٍ متأخر من الليل.
تتغير عاداتنا تماماً كما نتغيّر نحن أيضاً. وإن كنا نظن من قبل أننا نعرف معنى عبارة “إرهاق”، ندرك في هذه المرحلة أننا كنا مخطئين. وبعد هذه المرحلة نبدأ بالوصول إلى مستويات جديدة من الإرهاق والتعب.
بالتأكبد علينا الاعتناء طيلة النهار بنسخ مصغرة عنا متقلبة وغير قادرة على شرح ما تريده بوضوح. إنه أمرٌ محبط!
وإذا كنا بالإضافة إى ذلك نعمل، علينا أن نجد طريقة للتوفيق بين الأعمال المنزلية، الواجبات المهنية، تحضير وجبات الطعام، والاعتناء بكل الأطفال، إلى آخره. بصراحة، بمجرد سرد لائحة المهام التي أقوم بها خلال اليوم، أبدأ بالشعور بالدوار.
كل ما أقوم به هو الجري. حسناً، لدي ثلاث أطفال، وبالتالي فإن الأمر طبيعي إلى حد ما. لكن الأمهات اللواتي لديهن طفل أو طفلين فقط يقضين اليوم أيضاً بالجري. ولا أتجرأ حتى على تخيّل ما تقوم به الأمهات اللواتي يمتلكن عدداً أكبر من الأطفال.
فليكن الله بعونكن! وبعد ذلك، وبالإضافة إلى الإجهاد والإرهاق والإحباط الذي نعاني منه، تأتي النساء االأخريات لزيادة الأمر سوءاً.
أنظري، إنها لا تقوم بتمشيط شعرها لا تهتم بمظهرها الخارجي. نعم، كالعادة… الفوضى تعم في منزلها بالكامل.
يا لها من أم سيئة! أطفالها يلعبون بمفردهم فيما تجلس هي لشرب القهوة.
أين ذهب التضامن بين النساء؟ لِمَ نحن سيئات بحق بعضنا البعض إلى هذا الحد؟ بدلاً من دعم بعضنا وإظهار التفهم والتعاطف والتقبل، نقوم بإطلاق الأحكام الجارحة!
من الواضح أن كل هذا يجعل الأمهات في قمة الإرهاق… طيلة الوقت! لكن هذا ليس كل شيء، فهناك مواقف تؤدي إلى تفاقم هذا الشعور بالتعب الكبير.
1- لا تملك الأمهات الكثير من الوقت لتخصيصه لأنفسهن.
قضاء يومنا كاملاً في التركيز على متطلبات الآخرين أمرٌ متعب. لا تسيئوا فهمي، أنا أعشق كوني أماً. إنه أمرٌ ممتع وهي تضحية جميلة، لكن أحياناً تتراكم الكثير إلى الأمور.
من شروق الشمس إلى غروبها، نصب كل تركيزها على شخص آخر. في السابق، كان لدي وقت لأخصصه لنفسي بعد العمل أو في عطلات نهاية الأسبوع.
كان بإمكاني أن أدخل إلى الحمام بمفردي! قد يضحككم الأمر قليلاً، إلا أنها الحقيقة. كان بإمكاني أن أشرب قهوتي بهدوء وأن أشاهد مسلسلاً.
أما الآن، فكل ما أقوم به علي أن أنجزه بسرعة وفي ظل صخب دائم.
فكوننا أمهات، يُعد عملنا الأساسي دون شك هو الاهتمام بالأطفال.
لكن هذا لا يعني أن علينا التخلي عن كل شيْ. ان الاعتناء بأنفسنا، هو ما يحفزنا على الاستمرار. لذلك عندما نهمل أنفسنا، نشعر بالتعب والاكتئاب بسهولة أكبر.