فقدت سيطرتي على ولدي المراهق. ما العمل ؟ (3)
فقدان السيطرة على المراهق: ما العمل؟
إنّ الإصغاء إلى المراهق في حدّ ذاته (بالأذنين والقلب معاً) وإلى ما يعيشه هو دليل كبير على الحب والثقة والاحترام.
مما لا شكّ فيه أنّ التخليّ عن محاولات التحكّم به لا يعني أن نتخلى عن ولدنا المراهق وألا نراقب ما يفعله.
لعله من المفيد أن نتذكّر مراهقتنا الخاصة وما كنّا عليه في مثل سنه… هل كنّا نطيع أهلنا على الدوام؟ كيف كان أصدقاؤنا يتصرّفون؟ في ظل أيّ ظروف أو شروط كنا نطيع أهلنا؟ ما كانت ردود أفعالنا ومشاعرنا عندما يفرض الأهل قواعد صارمة نجدها غير عادلة؟ وعلى العكس من ذلك، ما كان شعورنا عندما ننجح معاً في ايجاد قواعد عادلة ومشروعة برأينا؟ متى أو في أيّ لحظة شعرنا بالثقة بأنفسنا وأصبح لدينا حسّ المسؤولية؟
بالتالي، وبدلاً من أن تعتمدوا على التحكّم والسيطرة، حاولوا أن تتشاركوا مع المراهق وأن تتعاونوا معه وأن تظهروا له أخيراً الكثير من الاحترام. يمكنكم أن تظهروا الاهتمام به وبحياته وثقافته وأصدقائه. كلما تقرّبتم منه أكثر، كلما استطعتم أن تواكبوه في قراراته إذا ما لجأ إليكم وأن تتناقشوا معه.
أصغوا إليه كي يتحدّث إليكم!
انتبهوا، يجب أن تبقوا مستعدين لتقبّل فكرة أنّ قراراته قد لا تكون تلك التي تتمنون أن يتخذها.
فإذا طلب على سبيل المثال أن يضع وشماً، فمنعه من ذلك بطريقة متسلطة من شأنه ألا يفلح. غالباً ما يؤدي المنع الصارم إلى نتيجة هي خلاف ما نريده تماماً. إن كانت المسألة مهمة بالنسبة إليه فسيرتّب أموره بحيث يحصل على هذا الوشم.
من ناحية أخرى، إنّ مناقشة المسألة معه وفهم ما يريد أن يفعله والسبب الذي يدفعه إلى ذلك وفي أيّ مكان من جسمه وفي أيّ استديو، والتأكد من أنه جمع ما يكفي من المعلومات عن المخاطر وعن الاجراءات الوقائية التي يجب أن يتخذها…. تساهم في جعله يفكّر بشكل منطقي وصحيح ويختار عن دراية ومعرفة.
يحتاج ولدي المراهق إليّ لأساعده على شقّ طريقه في التفكير وليس لأقول له ما عليه أن يفعله. ومواكبته تعني أن أكون إلى جانبه وأن أترك له القرار النهائي بعد أن يجمع المعلومات اللازمة بوعي وإدراك تامين.
إذن، ثقوا بالمراهق وسيكون أهلاً للثقة!
وأنتم، كيف عشتم تحكّم أهلكم؟ كيف كان رد فعلكم حيال ذلك؟ أتطلع لقراءة تجاربكم في التعليقات!