أنواع العلاقات الأخوية:
في ديناميكية الولد المحبوب (الولد الذهبي) والولد الذي يشعر بأنه الغريب ضمن العائلة (الخروف الأسود)، ثمة ولد هو المفضّل في الأسرة وآخر يشعر بأنه المنبوذ.
هل أنت طفل ذهبي أم خروف أسود؟
تظهر العلاقات الأخويّة السامة عندما يكون الوالدان مشغولين على الدوام، مكتئبين، عنيفين، نرجسيين أو يحبان السيطرة على أولادهم والتحكّم بهم. عندما لا يضع الأهل حدوداً أو لا يعالجون العلاقات بين الأخوة والأخوات بطريقة سليمة وصحيّة، نشهد علاقات سلبيّة ومؤذيّة بين الأولاد.
ولد ذهبيّ وخروف أسود
على الرغم من أنّ الكثيرين غير مستعدين للاعتراف بذلك، إلا أنّ الأهل غالباً ما يفضّلون أحد الأولاد على أخوته. وعندما يظهرون ذلك بطريقة واضحة، تبرز ديناميكية الولد الذهبي والخروف الأسود.
الخروف الأسود هو كبش الفداء في العائلة الذي يوصف على الدوام “بالسيء” ولا يستطيع أن يقوم بأيّ شيء بشكل صحيح. وفي إطار آلية دفاعية تتخذ شكل إسقاط، تُسقط العائلة عيوبها كلها على الخروف الأسود.
يصبح هذا الولد هو الجاحد الذي تلقي عليه العائلة باللوم في ما خص مشاكلها كلها.
وبما أنّ الأهل يعتبرون الولد الذهبي امتداداً لهم، لا يمكنهم أن يسمحوا للخروف الأسود بأن يزعزع الحكاية التي وضعوها. بالتالي، حتى وإن قام الخروف الأسود بعمل جيد، يتم تجاهل انجازاته أو رفضها.
يجب أن يكون الولد الذهبي الأفضل في كل شيء ولا يمكن للخروف الأسود إلا أن يأمل نيل الرضى والقبول بدرجة لا تؤثر في مركز الطفل الذهبيّ
يكبت الخروف الأسود في داخله رأيّ عائلته فيه، ما يجعله يعاني من عدم تقدير الذات، ومن عقدة ذنب سامة وضارة فيعتقد أنه لا يستحق السعادة والنجاح.
يشعر في لاوعيه أنّ كل انجاز من انجازاته سيُهاجم وينتقد. وحتى بعد أن يصبح راشداً، نجده يميل إلى تخريب انجازاته كي يتجنّب الهجوم الذي يتوقّعه في لاوعيه.
وبما أنّ الخروف الأسود لم يشعر يوماً بالانتماء ولا يعرف معنى أن يكون مرحباً به في منزله الخاص، فيمكن أن يحمل شعوراً عميقاً بالوحدة طيلة حياته.
لكن الولد الذهبي ليس في وضع أفضل أو في وضع مثاليّ أيضاً. وكما يقول كارل جانغ غالباً: إنّ أكبر عبء يمكن لولد أن يحمله هو الحياة التي لم يعشها أهله.
الولد الذهبي هو ذاك الذي يعيش الأهل طموحاتهم من خلاله. وفي حين يُضطر الخروف الأسود لأن يعتمد على ذاته وأن يجد طريقه وحياته، يجد الطفل الذهبي نفسه مجبراً على أن يتعايش مع أهله الذين يتحكّمون فيه.
إن لم يتبع الدرب الذي رسموه له فتنتظره العقوبات أو التهديدات المبطّنة
يشعر بأنه مجبر دوماً، حتى بعد أن يصبح راشداً، على أن “يفعل ما يجب فعله” أو على أن يرضي أهله.
يصعب عليه أن يكون تلقائياً وأن يفعل شيئاً غير تقليديّ.
كما يمكن للولد الذهبي أن يعاني من عقدة لاواعية بسبب المعاملة غير العادلة التي يلقاها أخوه أو أخته، لكنه لا يستطيع أن يفعل الكثير حيال ذلك.
في مرحلة لاحقة من حياته، يمكن أن تظهر لديه “عقدة الانقاذ” حيث يجذبه الشركاء الضعفاء الذين يحتاجون إلى المساعدة أو يمكن أن يميل إلى التسامح والتساهل والخضوع والاستسلام.
