تجربتي في تعليم ولدي في المنزل. لماذا يجب أن تفعلوا مثلي ؟
التعليم غير الرسمي هو التعليم خارج المناهج التعليمية المعتمدة في المدارس والمؤسسات التعليمية، يستخدم طريقة مختلفة عن التعليم الرسمي لتنمية مهارات الأطفال.
ما هو التعليم “غير الرسمي”؟
إليكم بعض المعلومات الأساسية حول ما يُسمى “التعليم غير الرسمي”:
اتباع وتيرة الطفل (إذا كان طفلاً يبلغ 8 سنوات لا يهتم بالقراءة، لا نقلق بشأن هذا الأمر!)
لا نرتب تسلسل المواد التعليمية وفق أهميتها. بل نتقبل فكرة أن لكل المواد التعليمية أهمية خاصة.
مواد التعليم الأساسية (الرياضيات، اللغة…) تتم بشكل طبيعي عبر أنشطة مختلفة (الطبخ، لقاء الأصدقاء، الخروج إلى المدينة…) دون تخصيص أنشطة لها تحديداً. (إلا إذا طلب الطفل ذلك)
لكي تنجح عملية التعليم غير الرسمي، يجب أن نمنح للطفل بيئةً غنية.
نترك بابه مفتوحاً ليتعرف على كل ما تقدمه الحياة من تطورات جديدة.
نصطحبه للالتقاء بالناس والتعرف عليهم، مجموعات من كل الأعمار وكل المستويات والانتماءات.
يلعب الأهل دور المرافقين، يتولون مهمة البحث عن مراكز اهتمام الأطفال ويسعون إلى تغذية محاور الاهتمام هذه بأفضل الطرق الممكنة.
يتابع الأهل تعليمهم غير الرسمي الخاص عبر تغذية حس الفضول لديهم والسعي إلى تعلم أمور جديدة.
بفضل تجربتي كمعلمة وبفضل قراءاتي، اقتنعتُ بسرعة أن كل شخص يتمتع بمهارات محددة.
بمجرد تغذية هذه المهارات، يصبح هذا الشخص سعيداً وناجحاً ويلمع إلى أقصى الحدود. مما يتيح له القدرة على تحقيق أمر مميز لهذا العالم.
إذا تم تجاهل هذه المهارات ونبذها، سينطفئ لمعان هذا الشخص شيئاً فشيئاً، وسيصبح كذلك من الأصعب عليه أن يعرف ما يجعله ينجح ويتميز ويشعر بالسعادة حين يصبح راشداً.
من النقاط التي جعلتني أركز على التعليم غير الرسمي أنها تركز على نقاط القوة لدى الأطفال لجعلهم يثمرون.
كيفية مراقبة أطفالكم
بغية التمكن من تغذية شغف أطفالكم، يجب قبل كل شيء أن تقوموا بمراقبتهم. وحدها المراقبة تسمح بفهم الطفل واكتشافه يوماً بعد يوم. في البداية سيكون من الصعب عليكم المراقبة دون التدخل. إذا كان أحد الأطفال لديه شغف بالأسلحة النارية في أسرة من أكثر دعاة السلام، سيكون من الصعب على الأهل عدم التدخل وعدم الحكم على هوس طفلهم بالأسلحة البلاستيكية.
إلا أن السحر لا يعمل عمله سوى عبر تجنب إصدار أي حكم.
بالتالي ليس من السهل أن تكونوا مجرد مراقبين.
كانت الطاقة النووية من أقوى مصادر الشغف العظيمة لابننا. كان يقول إنه سيصبح مهندساً نووياً، وبما أننا أهل مهتمون بالبيئة ونسعى إلى الحفاظ عليها لم يكن من السهل علينا دائماً تقبّل أن يعلن ابننا عن طموحاته هذه بإصرار ووضوح. على الرغم من كل شيء، سمحنا له باستكشاف هذا الموضوع، حتى وصل بنا الأمر إلى اصطحابه إلى مركز للطاقة النووية أو إلى معارض الطاقة. لقد شاهد الكثير من البرامج حول الطاقة النووية والنشاط الإشعاعي وكارثة تشيرنوبيل… إنها برامج ما كنتُ لأقترح السماح لطفل يبلغ من العمر 7 سنوات بمشاهدتها! ثم في أحد الأيام الجميلة، رأيته يذهب بمفرده إلى محل مضاد للأسلحة النووية ويشتري لنفسه شارة تعريف كُتِبَ عليها “نوويًا؟ لا شكراً!” ارتداها لمدة أسابيع.
أدركت حينها أن ما كان يثير شغفه هو الفيزياء وقد تمكنت من تغذية هذا الشغف بفضل مواضيع أخرى غير نووية. (أخيراً!)
يسلك أطفالنا أحياناً طرقاً متعبة ومعفدة جداً لاكتشاف ما يجعلهم يتميزون، وكلما وقفنا في طريقهم عبر إصدار الأحكام، نجعل المهمة أصعب عليهم.