نوم الطفل مع أهله: اسباب هامة تدفعكم الى جعل اطفالكم الصغار ينامون معكم
نوم الطفل مع أهله:
انجبت طفلتي الثانية بينما طفلتي الاولى كان عمرها سنة وشهر ونصف.. أتعرفون ما معنى ذلك؟ معناه انه كان عليّ تربية طفلين رضيعين في وقت واحد. احداهما تنام لتستيقظ الثانية وانا واقعة في المنتصف احاول ان اكون اماً صالحة لكلتيهما فلا بمقدوري ترك ابنة السنة دون ان احملها وارعاها ولا بمقدوري ترك ابنة الايام بدون ان اهتم بها .
كانت تجربة صعبة حقاً فمن منهما ستنام معي ومن منهما يمكنني تركها في غرفة منفردة. الاجابة ولا واحدة .. فأنا من الامهات اللاتي يؤمنّ ان الطفل في السنتين الاولى من عمره يجب ان ينام مع امه..
اذن كان امامي خيار واحد لا ثاني له.. نوم ابنتاي وزوجي معي في ذات الغرفة..
فوضى في غرفة نومي
نعم كانت فوضى في غرفة نومي: اربعة ارواح تنام ليس في غرفة واحدة بل على سرير واحد
لكي أحلّ هذه المشكلة اشتريت سريراً للأطفال له جانب واحد وليس جانبين والصقته بسريري وبذلك وضعت احدى طفلتيّ فيه والثانية وضعتها بيني وبين زوجي. بهذا الشكل ضمنت ان تشعر كلتاهما بأنهما نائمتان قرب امهما .. ويا لزوجي المسكين الذي اعرف اني ظلمته اذ جعلت امومتي اولوية ..
موضوع نوم الطفل الرضيع مع امه موضوع جدلي فهناك بعض الأراء التربوية تقف ضد نوم الطفل مع الوالدين فيما هناك آراء اخرى تعلو اصواتها وتتحدث عن اهمية نوم الرضيع مع امه حتى عمر السنتين او الثلاث سنوات
انا ولله الحمد اؤمن بالمدرسة الثانية لاعتبارات كثيرة
اكنت اشعر ان من القسوة وضع الطفل الرضيع في غرفة خاصة فهذا الطفل الذي كان ملتصقاً بالأم في رحمها مدة تسعة اشهر ، سيشكل صدمة كبيرة له ان يوضع في غرفة وحده ومن هنا كان قراري ان ابقي ابنتي معي في غرفتي اولاً لحاجة طفلتي الصغيرة الى ذلك وثانياً من اجل الأمان النفسي لطفلتي الكبيرة وعدم شعورها بأن هناك من اخذ مكانها حتى في غرفة نوم امها.
بعد ثلاثين سنة من الدراسات المدعومة بأبحاث من علماء الأنثروبولوجيا وعلماء التنمية توصل عالم الانثروبولوجيا جيمس ماكينا الذي كتب ١٥٠ مقالة عن نوم الطفل مع اهله الى مخالفة رأي الجمعية الامريكية لطب الاطفال واكد ان الأفضل للطفل النوم مع اهله بسبب ما يقدمه هذا الامر من فوائد للطفل وسعادة للأهل ..
الفوائد النفسية التي يقدمها نوم الطفل مع اهله
خلال هذه السنوات الثلاثين ، لاحظ علماء الأنثروبولوجيا أنه عند جميع الثدييات وغالبية المجتمعات، باستثناء المجتمع الغربي ، ينام الطفل الرضيع مع اهله .
تمثلت إحدى أعظم الإسهامات العلمية لـ McKenna وزملائه في إظهار كيف ان نوم الوالدين والأطفال معًا يقدم الفائدة للجميع ، فمعدلات ضربات القلب وموجات الدماغ وحالات النوم ومستويات الأكسجين ودرجة الحرارة والتنفس، تؤثر في الأطفال واهلهم .
وجدت الدراسات التي أجريت على الحيوانات أنه عندما تم فصل صغار القرود عن أمهاتها، تعرضت أجسادها لضغط نفسي شديد. كما أظهرت دراسة صغيرة أجريت على 25 طفلًا تتراوح أعمارهم بين أربعة وعشرة أشهر تم فصلهم لتدريبهم على النوم بعيداً عن اهلهم، ان هؤلاء الاطفال على الرغم من الهدوء الذي ظهر عليهم بعد اليوم الثالث إلا ان معدل الكورتيزول، وهو هرمون الضغط النفسي، كان مرتفعاً عندهم.
وجد ماكينا وزملاؤه أنه عندما ينام الكبار والرضع معًا ، يكون نومهم خفيفاً ويزيد من استيقاظهم. ومع ان هذا الامر قد يبدو سيئاً وغير مرغوب فيه الا أنه اكثر اماناً ، كما يقول ماكينا ، خاصة في الأشهر القليلة الأولى من الحياة ، لأنه يوفر المزيد من الفرص للأهل لتفقد أطفالهم. أما فوائد النوم الخفيف للأطفال فهو إعادة ضبط تنفسهم مع تنفس الكبار. ومن فوائد النوم الخفيف انه يساعد حديثي الولادة في تكوين المشابك ،اي النمو السريع للوصلات بين الخلايا العصبية.
في الوقت نفسه ، ينام كل من البالغين والأطفال لفترة أطول بشكل عام عندما يتشاركون في الفراش ، ربما لأن الاهل لا يضطرون إلى النهوض من السرير لإطعام الأطفال ولا يضطر الأطفال إلى طلب الأهل ليلاً ، وانتظار مساعدتهم حتى يعودوا الى النوم . كما ان للاستغراق الطويل بالنوم تأثيرات ايجابية في النهار فالأبحاث تشير إلى أن الآباء الذين يتمتعون براحة جيدة يتخذون قرارات أفضل ، كما ان عواطفهم وانفعالاتهم تكون منتظمة ايضاً . ويؤدي الحرمان من النوم أيضًا إلى زيادة خطر الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة.
الأهل الذين ينامون مع اطفالهم يستفيدون بطرق أخرى أيضًا: وجدت إحدى الدراسات أنه عندما ينام الأهل بالقرب من أطفالهم ، ينخفض هرمون التستوستيرون لديهم مقارنةً بالأهل الذين ينامون منفصلين. الرجال الذين ينخفض لديهم هرمون التستوستيرون قادرون على ان يمارسوا ابوتهم بشكل افضل ويستجيبون اكثر الى حاجات اطفالهم وهذا يعني ان نوم الاب مع طفله يعني ابوة أفضل.
متى نفصل اطفالنا عنا
عندما يصبح الطفل في الثانية او الثالثة من العمر يصبح قادراً على النوم بمفرده. وهذا ما فعلته مع طفلتي.. عندما اصبحت ابنتي الكبرى في الثالثة من عمرها قلت لها إنه حان الوقت لتنام في غرفة نوم خاصة بها فهي اصبحت كبيرة. في البداية وضعت لها فراشاً على ارض غرفتي لتنام عليه، بهذه الطريقة فصلتها اولاً عن سريري وليس عن غرفتي وومن ثم نقلتها فيما بعد الى غرفتها .؛ تقبلت ابنتي الفكرة بكل سرور وانتقلت الى غرفتها ولا اذكر انها ككثير من الاطفال كانت تأتي الى غرفتي طالبة النوم معي . فقد كانت مقتنعة وتشعر بالامان في غرفتها ولم يمض وقت طويل حتى نقلت ابنتي الصغيرة الى غرفة اختها مع ان عمرها كان اقل من ثلاث سنوات ..
تخشى العائلات التي ينام اطفالهم معهم ان يعتمد اطفالهم بشكل مفرط عليهم ولكن الابحاث بينت ان الاطفال الذين ينامون مع اهلهم يصبحون قادرين على النوم بمفردهم بعد عمر السنة وانهم يكونون اكثر اعتماداً على انفسهم واكثر ثقة بأنفسهم من الاطفال الذين ينامون وحدهم.
آمال الاتات