موقف خاطئ يقع فيه الأهل يؤذون به أطفالهم عن غير قصد. تجنبوه اليوم قبل الغد

0

موقف خاطئ يقع فيه الأهل:
«ليتك كنت فقط كأختك! هادئة دائماً وتلميذة مجتهدة، إنها لا تسبب لي المشاكل أبداً. أما أنت! فلا أدري من تشبه ومثل من تتصرف». هذا ما قالته الأم لابنها بيأس.
أود القول لهذه المرأة: «إنه لا يشبه أحداً ولله الحمد».

هل نصر على مقارنة أولادنا بالآخرين لأننا نعتقد أنها طريقة لتحفيزهم حتى يتحسنوا؟ أو ربما لأن هذا ما فعله أهلنا معنا؟ إنه موقف خاطئ.. في الأيام السابقة كانت العادة أن يركِّزوا على الولد البكر ليرضوا فكرة الأهل عن الولد المثالي ولأن العائلات كانت كبيرة فيها عدد كبير من الأولاد كان هذا شائعاً. كل ما كان عليهم قوله للأولاد الأصغر سناً: «اتبع خطى أخيك البكر». هذا قول سهل، عملي ولكن المشكلة الوحيدة أن البكر كان يكبر كصورة مصغرة عن الراشد وكان عليه أن يتحمل مسؤولية أن يكون كاملاً من أجل إخوته وأخواته. ومما لا شكّ فيه أن إخوته كانوا يمتعضون ويستاؤون منه.

«أتمنى أن تكون مجتهداً كأخيك» هذا ما علّق به الأستاذ وهو يتحدث إلى مارتي في أول يوم مدرسي له. «كان يدرس بجد ويحسن التصرف.. وأتوقع منك الشيء ذاته». دخل مارتي إلى الصف وهو يجر نفسه جراً لأنه سيبدأ عامه الدراسي مثبط الهمة.

مخاطر المقارنة
freepik.com
عندما تتم مقارنة الولد بولد آخر، يتلقى هذه الرسالة:

«اسمع، أنت لا تملك أي قيمة بحدّ ذاتك. ولهذا يجب أن تقارن نفسك دائماً بالآخرين، تلك المقارنة هي التي تجعلك تحدّد قيمتك الفعلية!»
الولد الذي ينشأ وهو يُقارن بالآخرين، يتعلم أن يقوّم نفسه ويزنها مقارناً إياها بالآخرين. وهذا يخلق شعوراً بعدم الأمان:«أنا الآن جدير بالاحترام أكثر من أي شخص آخر ولكن هل سأظل غداً الأفضل؟»
تضعنا المقارنة دائماً تحت أو فوق الآخرين درجة: «أنا أفضل من.. أنا أسوأ من…؟»

يرتبط شعور الولد الذي يقارن بالآخرين بحاجته إلى أن يكون محبوباً. فإذا اعتقد الولد أن عليه أن يكون الأفضل حتى يحبه والداه، فسيبذل قصارى جهده حتى يريهما أنه يستحق حبهما. وإذا كان المطلوب حتى يحقق هذه الغاية، أن يحطّ من مكانة إخوته بحيث يسقطون من عيون أهلهم، فسيفعل ذلك.حاجته إلى الحب والقبول هامة جداً بالنسبة له وإذا كان عليه أن يخونهم ليحقق هذه الحاجة فلن يكون لديه خيار آخر غير هذا.

الواقع أن هذه هي الطريقة التي تؤدي إلى تقويض العلاقة بين الإخوة والأخوات. تبدأ المنافسة ليحصل الرابح على حصة الأسد وليصبح المحبوب الأول من أهله. عندما نعلِّم أولادنا من خلال المقارنة فإننا بذلك نفسخ العلاقات التي يجب أن تتواجد بينهم محولين إياها إلى علاقات قائمة على الحسد والغيرة والخيانة.

عندما رجع الأهل من السينما وجدا غرفة الجلوس في فوضى عارمة فبقايا الأطعمة والفتات على الطاولة وعلى الأريكة فتساءلت الأم: «رباه ما الذي حدث هنا؟». سارعت أليس إلى ملاقاة والديها: «إنهما أريك وألن». استدعى الأبوان المذنبين وراحت الأم توبخهما: «سارعا إلى تنظيف الغرفة فوراً وغداً أنتما محرومان من مشاهدة التلفزيون. مفهوم؟». نظر ألن وأريك بعداوة إلى أليس التي اقتربت من أمها هازئة منهما.
عندما يقوم الأخ باتهام إخوته فإنه بذلك يخونهم وهو يفعل ذلك عن لاوعي منه ليجعل أمه تعتقد أنه غير مذنب.

اترك رد