كيف يضع الأهل حدوداً مناسبة لصبيانهم المراهقين بدون أن يضعفوا شخصيتهم

0

ضعوا حدوداً مناسبة مع ابنك:
عندما يصل ابنك إلى مرحلة المراهقة. تدركين فجأة أنك لن تحتفظي به إلى الأبد… فبعد بضع سنوات، سيستقل ويشق طريقه وحده. سيخلّف كل قرار تتخذينه خلال هذه السنوات تداعيات على المستقبل. عليك أن تعترفي بما تريدين لهذا الشاب أن يصبح عليه.

الشخصية والمهارات

تخيّلي أنك تعلّمين ابنك القيادة. لعلك بدأت بالتحدّث إليه فيما أنت تقودين السيارة، مشيرة إلى عجلة القيادة، والفرامل وقواعد السير التي عليه أن يعرفها جيداً. في نهاية الأمر، سيمسك ابنك بالمقود فيما تجلسين أنت في مقعد الراكب. سيقود السيارة فيما تتولين أنت مهمة إرشاده (وتلهثين بين الحين والآخر من الصدمة). وأخيراً، سيحل اليوم الذي يقود فيه ابنك السيارة وحده فيما تقفين أنت أمام المنزل وأنت تأملين أن تكوني قد علّمته كل ما يحتاج لمعرفته.

وقائع أظهرت دراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا في العام 2000 أن أبرز ما يقلق المراهقين الذين شملتهم الدراسة هو عدم قضاء الوقت الكافي مع أهاليهم. وبدا أن المخدرات والكحول هي ما يقلق الأهل أكثر. حلّت تمضية الوقت مع أبنائهم المراهقين في المرتبة الرابعة على سلم أولويات الأهل. يلقي الأهل والمراهقون باللوم على واجبات العمل والتزاماته التي تمنعهم من تمضية ما يكفي من الوقت معاً.

إنّ الحياة مع الصبي المراهق مسألة هامة مثل تعليمه القيادة. تقضين سنوات عمره الأولى في تعليمه المهارات والتصرفات التي يحتاجها، بالكلام والأفعال. وفيما هو يكبر، تفسحين له المجال كي يجرّب بنفسه، مع تقديم الدعم والإشراف اللازمين. سيترك المنزل في نهاية الأمر ليعيش حياته فيما أنت تراقبين وتأملين وتحبين عن بُعد. إذا حاولت توجيه حياته بدلاً منه فقد يشعر أنّ ما من خيار أمامه سوى أن ينزلك من السيارة. يدرك الوالدان الحكيمان ان مهمتهما تقضي بأن يعلِّما ابنهما وأن يدعماه فيما هو يتعلّم وأن يتركاه في نهاية المطاف ينطلق ويسمحا له بأن يعيش حياته بنفسه.

يدفع الخوف الأهل أحياناً إلى الإفراط في حماية أبنائهم أو إلى الاسراع إلى إنقاذهم أو إلى إدارة حياتهم. لكن ثمة طريقة أفضل: يمكنك استخدام مسائل الحياة اليومية لتعلّمي ابنك المسؤولية ومهارات حل المشاكل والمحاسبة.

اترك رد