تربية أطفالنا:
صح أم خطأ؟
المؤكّد هو أنّ الخرافات بشأن الأطفال شائعة ومن الصعب أحياناً أن نميّز الصحيح من الخاطئ بينها. بحثنا من أجلكم لنكتشف ما يقف خلف بعض التأكيدات الشائعة ونقترح عليكم أيضاً بعض الحقائق المذهلة حول هذه الكائنات الصغيرة التي تحتل حيّزاً كبيراً في حياتنا.
1- الردّ طيلة الوقت على بكاء الطفل يجعل منه ولداً مزاجياً وصاحب نزوات
لحسن الحظ أن فهم الأطفال وراحتهم تطوّر لكن هذا المفهوم يحتاج بعض الوقت ليزول. ما من شيء خاطئ بقدر هذا الكلام لسوء الحظ.
مداعبة الطفل والاهتمام والعناية به لن تجعل منه مشروع شخص مستبد بل تعزز ببساطة الروابط بينكما وتزيد من شعوره بالأمان.
عليك أنت وعائلتك أن تجدوا التوازن المناسب ما بين الحاجة إلى التقارب لدى الطفل وغيرها من الحاجات الأخرى. عندما تشعرين بأنه أصبح مستعداً، اسمحي له بأن يتعلّم كيف يهدأ ويتسلى وحده.
وفي مطلق الأحوال، وبغض النظر عن عمره، لا يعود لأحد أن ينتقد الطريقة التي تختارينها “لتدليل” طفلك أو عدم تدليله.
ما من دليل علميّ أو غيره يثبت أنّ التواجد باستمرار قرب طفلك والاعتناء به سيجعلان منه ولداً يبكي من دون سبب في وقت لاحق مثلاً.
إنّ الأشهر الستة الأولى في حياة الطفل الرضيع مهمة وجوهريّة لبناء الثقة. عندما يبكي فهذه طريقته ليعرف أنك موجودة من أجله، ما يساهم بشكل بطيء في بناء الرابط بين الأم وطفلها ويزيد الثقة الثابتة بأنك ستكونين موجودة في حال حصول خطب ما.
عدم إبداء أيّ ردّ فعل على بكاء الطفل يمكن أن يجعل الأمور أكثر تعقيداً في مرحلة لاحقة!
2- أغطية ووسادات السرير غير منصوح بها لأسرّة الأطفال الرضّع
صحيح!
غالباً ما يشكّل هذا صراعاً قوياً بين هذا الجيل والجيل السابق الذي لم يكن لسوء الحظ يدرك المخاطر.
يعتقد البعض أن استخدام أغطية ووسادات لسرير الطفل يحول دون ارتطام رأسه وإصابته بأيّ جروح.
لكن الطفل لا يتمتع بالقوة اللازمة ليصل إلى حدّ الإصابة بجروح كبيرة وخطرة بسبب قضبان السرير الخشبيّة. ما يُحتمل حدوثه أكثر هو التسبب بمتلازمة الموت الفجائي لدى الرضّع. وهذا الخطر كبير بما يكفي بحيث أنّ الهيئات الوطنيّة المعنيّة بالصحة تنصح بإزالة كل البياضات الرخوة (غطاء، وسادة، الخ…) من سرير الطفل الرضيع.
ولهذه الغاية أيضاً ننصح حالياً بجعل الطفل ينام على ظهره وليس على بطنه كما في السابق.
3- وضع العسل على الرضّاعة يساعد على ظهور أسنان الطفل
خطأ! هذا مفهوم خطر!
يجب ألا يُعطى العسل للأطفال خلال السنة الأولى من حياتهم. والسبب في ذلك يعود إلى بكتيريا محددة.
يمكن لجسم الشخص الراشد أن يتعامل مع هذه البكتيريا من دون أيّ ضرر لكن الرضّع لا يمكنهم ذلك. وهذه البكتيريا تسبب الشلل لدى الأطفال كما يمكن أن تؤدّي إلى الوفاة.
يُمنع إعطاء العسل لأيّ طفل رضيع خلال السنة الأولى من حياته، وهذا أمر يجب أن يعلمه الجميع.
