5 أسباب كي لا تكترثوا لتعليقات الناس السلبية الجارحة حول أطفالكم
تعليقات الناس السلبية: إبنكِ لم يمشِ بعد، هل يعاني من تأخر ما؟
ابنتكِ هزيلة جداً، أنتِ لا تغذينها جيداً؟
طفلكِ ضخم جداً وفقاً لسنه، يجب أن تنتبهي إلى وزنه ونظامه الغذائي..
لِمَ تتكلم ابنتكِ بهذه الطريقة،؟ يجب أن تستشيري معالجاً لغوياً..
أنتِ تفسدين ابنك، أسلوبك التربوي سيدمره..
دعيه يبكي قليلاً، لا تجعليه يعتاد على الاهتمام المفرط.
هي عبارات لا بد أنكم كأهل سمعتم بعضها أو ما يشبهها من أقاربكم أو جيرانكم أو بعض الأشخاص المحيطين بكم. ينطقها بعض الأشخاص بهدف النقد البناء، والبعض الآخر (ومع الأسف هم الأكثرية) يقومون دون قصد بإسقاط نقص داخلي وتعويضه عبر التقليل من قيمة الآخرين وإحباطهم.
مع الأسف الشديد، بعض العبارات تكون مدمرة. تشكل سبباً إضافياً لزيادة شعور الأهل، وتحديداً الأم، بالذنب والتقصير اتجاه أطفالها. وفي بعض الأحيان تقوم بعض الأمهات بردات فعل سلبية اتجاه أطفالهن نتيجة للضغط والنقد المتكررين.
تعرفوا معنا عبر هذا المقال على 5 أسباب تجعلكم لا تكترثون لتعليقات الناس السلبية حول أطفالكم
1- من المستحيل أن تتمكني من إرضاء الجميع
مَن منا لا يتمنى نيل إعجاب ودعم مَن حوله باستمرار ! إن محاولة إرضاء الجميع ناتجة أولاً عن مفهوم تربوي خاطئ اعتدناه منذ طفولتنا، بحيث علينا أن نتصرف بطريقة لائقة كي يرانا الناس مهذبين، أو علينا أن ننجح كي نثبت للآخرين أننا أذكياء.. وما إلى ذلك.
إلا أن الحقيقة هي أنه علينا أن نتخلى عن هذه النظرية كي نتمكن من كسب سلام داخلي نابع من إرضاء الذات أولاً. لذا ثقي بأنكِ لن تتمكني من إرضاء الجميع أبداً. فرأي والدتكِ قد يكون مختلفاً عن رأي والدة زوجكِ، ورأيهما معاً مختلف عن رأي الأخصائيات.. لا يمكن الوصول إلى هذه الغاية نهائياً. خذي قراراتكِ نتيجة قناعاتكِ الشخصية، وركزي على ما تجدينه الأفضل لطفلكِ.
2- حدسكِ كأم يكفي
لن يتمكن أحد من أن يعرف احتياجات الطفل الحقيقية كأمه. إن كان طفلكِ يعاني من مشكلة حقاً ستكتشفين ذلك دون شك. هناك شعورٌ يولَد داخل الأم عند ولادة طفلها، يجعلها تشعر إن كان طفلها فعلاً بخطر وتفهمه قبل أن يبدأ بالكلام. لذا اتبعي حدسكِ كأم لا انتقادات الناس. انتقادات الناس لن تنتهي، لكن حدس الأم لا يخيب.
3- ليس كل نقدٍ بناءُ، بعض النقد لا ينطلق من نوايا صادقة
هل تساءلتِ يوماً لِمَ تنتقدك تلك الجارة باستمرار؟ أو لماذا لم تنل تصرفاتكِ إعجاب قريبتكِ يوماً؟ هل يُعقَل أن المشكلة دائماً تتعلق بكِ، بطريقة تربيتكِ، بالقواعد التي تضعينها في المنزل، بالنظام الغذائي الذي تتبعينه مع أطفالك؟ وهل يُعقل أن أطفالكِ فعلاً دائماً مشاغبين فوضويين فاشلين، كأنهم لا يمتلكون أي صفة إيجابية؟
بالتأكيد لا. بعض الأشخاص يستخدمون النقد لتعويض نقصٍ ما أو بدافع الغيرة والأذى فقط لا غير. لا مشكلة في الاستفادة من النقد البناء. لكن انتبهي جيداً إلى الكلمات التي تؤثر فيكِ وفي أطفالكِ وعلاقتكِ بهم، ليس كلّ نقدٍ بناء.
4- الأطفال بطبيعتهم مختلفون، وكل طفلٍ يتميز بطريقته الخاصة
كل طفلٍ ينمو ضمن وتيرة خاصة ويعبر بطريقة مختلفة. لا يوجد معيار للطفل “الطبيعي” والطفل “غير الطبيعي”. أعظم الأشخاص الناجحين اليوم كانوا يعانون من مشاكل واضطرابات تواصل وتأخر ما في طفولتهم. فعناد بعض الأطفال قد لا يكون سوء سلوك بل تعبير عن الحاجة إلى الحب والاهتمام.
لذا لا تكترثي لتلك الجارة أو القريبة التي أخبرتكِ أن ابنتها تكلمت حين كانت تبلغ من العمر سنة، وأن ابنها خلع الحفاضات في عمر 9 أشهر، وأن ابن صديقتها يتحدث 5 لغات في سن الرابعة من عمره! حسناً العبارة الأخيرة مبالغ فيها قليلاً، لكن ما أقصده هو أن بعض الأهل حقاً يبالغون. وحتى لو كان ذلك حقيقياً، طفلكِ سيتطور في المرحلة المناسبة وحين يكون مستعداً لذلك.
5- بعض المقارنات غير عادلة
تلك الصديقة التي تساعدها عاملة منزلية في ترتيب بيتها، وتمتلك كل مقومات الحياة التي تتسم بالرفاهية، ولا تتولى أي مهنة. لا يحق لك مقارنة حياتكِ بحياتها، فالظروف المحيطة مختلفة.. والأمر نفسه ينطبق على الأطفال، لا يمكن مقارنة طفل يعاني من صعوبات في التواصل مع طفلٍ آخر لا يعاني من أي مشكلة. وليس من العادل مقارنة طفلين في مادة العلوم مثلاً أحدهما متهم بالفشل، فيما هو يتفوق في الكتابة أو مجال الموسيقى. لذا لا تكترثي لعباراتهم الجارحة، وركزي على إيجابيات طفلكِ ومميزاته واحتفلي بكل ما هو جميل فيه.
أخيراً أود أن أذكر ما دفعني لكتابة هذا المقال.. لقد كانت صديقتي تبكي وتقول “لا أستطيع أن أتقبل طفلي الذي يعاني من اضطراب طيف التوحد. انتقادات الناس جارحة جداً. لا أريد أن يعلم أحد أن ابني طفل متوحد. كلامهم يحبطني ويدمرني. أنا أرفض طفلي، وأشعر بالذنب الشديد. لكنني لا أستطيع تقبل الأمر”.
بعض الناس يطلقون عبارات جارحة ثم يكملون يومهم بشكلٍ عادي، تاركين الشخص الذين هاجموه وانتقدوه بلا رحمة يتخبط في إعصار من الأفكار السلبية. هؤلاء الأشخاص لا يستحقون أن نقف عند كلامهم، لا يستحقون أن نصغي إليهم ونقيّم أطفالنا وفق آرائهم غبر المنصفة وغير المنطقية، وربما لا يستحقون أن يتواجدوا في حياتنا من الأساس.
سماح خليفة