إذا كان طفلك او طفلتك يتصرف بشكل سيء عندما يكون معك ، فلا بد ان هناك سبباً وجيهاً لتصرفاته
تصرفات سيئة للطفل: اقتربت مني سيدة كبيرة في السن لديها طباع الجدات اللطيفات في أحد الاجتماعات العامة في منطقتنا
“ابنتك حسنة التصرف – إنك تحسنين تربيتها !”
ابتسمت بلطف ، على أمل أن تخفي ابتسامتي ارتباكي العميق. ابنتي!! ابنتي أنا!
عاد ذهني إلى وقت سابق من هذا اليوم.
إلى نوبات الغضب الصاخبة بشأن ما أرادت تناوله وقت الغداء، إلى الصراخ عندما لم اعطها فرشاة الماكياج التي كانت تبكي من اجل الحصول عليها . إلى نواحها الذي ملأ فضاء البيت وبيت الجيران على الأرجح ( آسفة يا جيراني).
تعليقات المرأة جعلتني أشعر بأنني شخص محتال غشاش. أنا أُحسن تربيتها ؟ أنا؟ هل هذه السيدة واثقة مما تقول؟
لأنني تذكرت كل قرار تأديبي قمت به .
تذكرت كل مهلة اعطيتها إياها وكل طلب وافقت عليه وكل مرة جعلتها فيها تقول “من فضلك” (أو لا تفعلي) .. أنا مقتنعة أنني فعلت كل ذلك بشكل خاطئ.
الضغط الذي نشعر به نحن الأمهات بسبب جهدنا لمنع أطفالنا من التحول إلى أشخاص سيئين يشلنا في بعض الأحيان.
في نفس الاجتماعات التي نقيمها في بلدتنا ، غالبًا ما أجد نفسي على شفير البكاء ، صراخي عليها وكأننا في معركة ونظراتها تقول: ” أريني ماذا ستفعلين يا أمي “
إنها تمزق الأوراق وترفض الجلوس صامتة وتصرخ وتبكي عندما لا تحصل على ما تريد . لا أسمع كلمة واحدة من الخطابات التي تلقى .
اليوم بعد دقائق من تواجدنا هنا ، عرضت عليها إحدى صديقاتي أن تأتي معهم وتجلس لبضع دقائق. فجأة أصبح المكان هادئاً. ولم أنتبه الى هذا الهدوء إلا بعدما انتبهت الى أنني أصغيت الى جزء كبير من الخطاب الذي يلقى بدون ان يقاطعني أحد. وهنا تذكرت طفلتي.؛ أين هي؟
رفعت بصري الى الصف الذي تجلس عليه صديقتي التي أخذت ابنتي معها قبل دقائق ونظرت الى طفلتي الوحشية سابقاً جالسة بهدوء ترسم شيئاً ما بأدب وتلعب بهدوء بمرطب شفاه.
للحظات شعرت بالإحباط يغمرني .. لماذا لا تكون معي هكذا. ما الخطأ الذي ارتكبه؟
أخذت نفساً.
ولاحظت الطريقة التي تستمع بها ابنتي باحترام لتعليمات صديقتي. والطريقة التي تقلب بها الكتاب بأدب. والطريقة التي يبتسم بها اليها الأزواج المسنون في الغرفة بفخر .
في هذه اللحظات شعرت بأن عليّ تجنب نوبات الغضب تلك من طفلتي الوحشية. . سأتذكر أنها ربما تُظهر لي أسوأ جوانبها ، و لحظات ضعفها ، لأن لا مكان تشعر فيه بالأمان غير أمها .. فمع أمها تشعر بالأمان لتتجاوز حدودها .. مع أمها تشعر بالأمان حين تشعر بالإحباط او حينما تريد أن تجرب شيئاً مختلفاً .. حتى لو كان ذلك يعني ان تكون في بعض الأحيان أسوأ نسخة عن نفسها.
وفي كل لحظة تكون في أسوأ حالاتها ، فإنها دائمًا ما تعوضني بألف نسخة صالحة منها
وبعد ذلك استرخيت في مكاني مستمتعة بهذا الهدوء الذي ، بطريقة ما ، ساعدت في خلقه. لأنني .. اتعرفون السبب ؟
لانني بدون ادنى شك افعل شيئاً صائباً.