لماذا تنجح الفتيات بامتياز… أو يفشلن

0

لماذا تنجح الفتيات بامتياز… أو يفشلن

تسعى الفتيات، مثل جميع الناشئة، لتلبية ما نتوقّعه منهن. فعندما يكون أملك في ابنتك كبيراً، تعرف الفتاة ذلك ويصبح أملها في نفسها كبيراً أيضاً. ولكن عندما تتوقّعين منها الأقلّ فإنها، على الأرجح، ستعطي الأقلّ.

احرصي على أن تقولي لابنتك بين حين وآخر إن حدودها هي السماء. أخبريها كم هي محظوظة ـ وأنت أيضاً ـ لتمتّعها بكل هذه الفرص التي كانت مفقودة في الماضي. لا تضغطي عليها، ولكن ادفعيها برفق وشجّعيها. ابدأي باكراً، قبل أن تبدأ بارتياد المدرسة. لا تدعي ابنتك تعبّر عن موقف سلبي بخصوص البنات من دون أن تصوّبي كلامها على الفور. جدي لها فرصاً إضافية لتقوم بما يحسّن عملها الدراسي واطرحي أفكاراً مختلفة تكون لها نقاط انطلاق. أشيري إلى القمم الأكاديمية، ثم راقبيها وهي تتسلّقها.

تنبيه

لا تتحوّلي إلى مثال الأم التي تختبئ في الكواليس لترى ابنتها على المسرح، أو في هذه الحالة، تختبئ وراء برّاد الماء في رواق المدرسة لتلقي نظرة إلى داخل صفّ ابنتها، تتبع كل حركة من حركاتها، وتهلّل بصوت عالٍ كلّما تهجّت كلمة بشكل صحيح. ما تريدينه هو تقوية نموّها الأكاديمي وليس إحباطه.

الكماليّة نزعة مبالغ في تقديرها

السعي إلى الكمال هو محاولة القيام بأفضل ما نستطيع ولكن عدم الرضا مع ذلك عن النتيجة؛ الكمال ليس هو الهدف. وتحمل الكلمة معنى «الإكمال» و«الإتمام» ولكن ليس من الضروري أن تعني «خال من أي عيوب» أو «بالغاً مرتبة الكمال». هذا التمييز مهمّ جدّاً بالنسبة للفتيات في سنوات الدراسة، فالكثير جدّاً من الفتيات يتعلّقن بفكرة أن كل ما يقمن به ـ من مشروع للمواد الاجتماعية إلى البحث الفصلي ـ يجب أن يكون خالياً من أي خطأ. وغالباً ما يشغلهن هذا السعي للكمال ويصرف اهتمامهن عن أي أمر آخر، أو قد يشلّ حركتهنّ ويمنعهنّ من البدء بالعمل على الفرض.

لذا فمن المفيد أن تعلّمي ابنتك أن الكمال في الدراسة مبالغ في تقديره، فلا شيء أبداً يجب أن يكون خالياً من الأخطاء بشكل مبالغ فيه. أعلميها أنك تتوقّعين منها أن تحرز علامات جيّدة، ولكن يجب ألاّ تبالغ في القلق بشأن كلّ ربع أو نصف نقطة. اشرحي لها أن السعي للانتقال إلى مستوى أعلى (من B إلى A مثلاً) أمر جيّد، واطلبي منها أن تقوم بجميع واجباتها المدرسية بأفضل ما يمكنها، ومن ثمّ إخراجها من ذهنها واستئناف مسيرتها.

إن الطريقة الفضلى لتقليل أهمية الكمال بالنسبة لابنتك هي في تخفيف معاييرك بعض الشيء. هذا هو وقت ممتاز لتتأمّلي في سلوكك الشخصي. هل تبالغين في القلق بشأن كل تفصيل دقيق في البيت أو في العمل؟ إذا كان الأمر كذلك، حدّدي وقتاً مع نفسك لمعالجة سعيك المبالغ للكمال ـ وأشركي ابنتك في العملية. اطلبي منها أن تذكّرك عندما تتوتّرين لأسباب تافهة.

يقول المثل الصيني المعروف: «أخبرني، أنسى. أرني، أتذكّر. أشركني، أفهم».

اترك رد