عندما تكون طفلتك صعبة الإرضاء كيف تتصرفين؟
طفلتك صعبة الإرضاء
ليس جميع الأطفال هادئين رائقين وتسهل تسليتهم والاعتناء بهم في السنة الأولى من حياتهم. فلبعض الأطفال أجسام مرهفة مضبوطة بدقّة هي أشبه بآليات شديدة التعقيد يمكن أن تُصاب بالكثير من الأعطال. لذلك، قد تجدين نفسك أمام قدر هائل من الجهد والعمل في محاولتك التأقلم مع طفلة حديثة الولادة معرَّضة مثلاً بشكل كبير للزكام، ألم الأذن أو الانفلونزا، أو تعاني من الحساسية. فتجدين أنك تزورين طبيب الأطفال اسبوعيّاً وتبتاعين باستمرار الأدوية التي يصفها لك. ثمّ تحاولين اكتشاف الطريقة المناسبة لجعل ابنتك تبلع الدواء، الذي تكرهه بالطبع.
وقد تعرف ابنتك نوبات شبه متواصلة من البكاء لا تعود لوجود مرض واضح. يُعرف هذا النوع من الأطفال بالطفل «السريع الاهتياج» أو «الكثير الجلبة» لأنه يتسبّب بجلبة دائمة، ولا تهدأ نوبات البكاء هذه حتّى عندما تجرّبين الوسائل المعتادة لإراحتها وتهدئتها، كإطعامها وتغيير حفاضها أو مجرّد ضمّها إليك. وأسوأ ما في الأمر هو أن فترات الصراخ الشديد تكون أطول في المساء عندما تكونين منهكة، بعد يوم طويل من العمل في المنزل أو في المكتب. وهكذا، فإن ابنتك الصغيرة الكثيرة الجلبة تطرح عليك تحدّياً إضافياً، تحدّياً لم تأخذيه ربما بعين الاعتبار، :
ولكن يمكنك التصدّي له باتّباع التدابير التالية:
- سجّلي مواقيت فترات الهيجان خلال اليوم. ما الذي يسبقها؟
- راقبي ما الذي تفعله طفلتك أثناء البكاء. هل ترفع قدميها أو تشير بأي طريقة أخرى إلى ألم في بطنها؟
- لا ترضعي طفلتك كلّما بكت.
يعاني العديد من الأطفال الكثيري الجلبة من جهاز هضمي غير مكتمل النمو وتزيد المعدة المنتفخة هذه الحالة سوءاً.
يستعمل معظم أطبّاء الأطفال كلمة «المغص» لوصف الألم التشنّجي الذي قد يكون السبب في اهتياج طفلتك الصغيرة وبكائها المستمر.
ولكن مهما يكن تشخيص الطبيب، فطفلتك ليست طفلة فرحة وسعيدة. وسرعان ما ستجدين، بشيء من الهلع والخوف، أنك لست فرحة وسعيدة أيضاً. لكنّ الخبر الجيّد في الموضوع هو أن طفلتك الصغيرة ستكبر وتتغلّب على هذه الحالة ببلوغها الشهر السادس، مع أن لبعض الأطفال ـ وكذلك لبعض البالغين ـ جهاز هضم حسّاس قد يظلّ على هذا النحو طوال حياتهم. خلال معاناة طفلتك لهذه الحالة من المغص المتكرّر، الشائعة الحدوث وغير المؤذية، التي تحدث عند واحد من كل عشرة أطفال رضّع تقريباً، تريدين دون شك القيام بكل ما في استطاعتك لمساعدتها على الشعور بالتحسّن.
من الأمور التي يمكنك تجربتها:
- اصطحابها في نزهة بالسيارة.
- وضع موسيقى مهدّئة.
- وضعها على ركبتيك، ووجهها إلى أسفل، مع تمسيد ظهرها.
- إعطاؤها مصّاصة (مسكّتة).
- أرجحتها في مقعدها الهزّاز.
اعلمي أن مجرّد الانتظار حتّى تكبر قليلاً يساعد أيضاً في هذه الحالة، خصوصاً إذا لجأت إلى الشبكة المحيطة بك من الأهل والأصدقاء لمشاركتهم مصادر قلقك.
اعتمدي على شبكة الأهل والأصدقاء
تصبح تربية طفلتك الصغيرة ـ سواء كانت من النوع الهادئ أو الكثير الاهتياج ـ أسهل بكثير إذ كانت لديك شبكة من الأشخاص الذين يمكنهم الحلول مكانك لبعض الوقت عندما تُنهك أعصابك. يحذّر العديد من الخبراء الوالدين من التعرّض للإرهاق الشديد وذلك لأن الإرهاق يجعل أسهل الأعمال المتعلّقة بالطفل، مثل الرضاعة والحمّام، أصعب بكثير.
أبقي إذن هاتفك بمتناول يدك، وضعي على جهاز الاتصال السريع Speed ـ dial أسماء جميع الأشخاص الذين يمكنهم مساعدتك ليس فقط في الأعمال المتعلّقة بطفلتك ولكن أيضاً في شراء الحاجيات ورفع معنوياتك. ابعثي برسائل قصيرة لطرح الأسئلة البسيطة؛ وأرسلي الأسئلة الأكثر تعقيداً بالبريد الالكتروني. جدي راحة وطمأنينة في تحلّق أخواتك واخوتك ووالدتك ووالدك حولك الآن. واطلبي منهم المساعدة.