لماذا عليك تعليم طفلك أن يحرر نفسه من نظرة الآخرين إليه وكيف؟
نظرة الآخرين إلى طفلك: ا
الجميع يحكم على الآخرين والجميع يُحكَم عليهم. هذا الأمر ليس محبذاً نهائياً، لكنه لن يتغير إطلاقاً. لذلك يجب أن نتعلم كيف نتعايش مع هذا الواقع وألا نخاف من نظرة الآخرين لنا. الأمر ليس سهلاً بالنسبة للبالغين، وهو أصعب من ذلك بالنسبة للطفل.
عندما تنتشر المضايقات في ملعب المدرسة، تزداد المشاكل النفسية وتنخفض الثقة بالنفس. ما الذي علينا أن نفعله حينها؟ كآباء وأمهات، يجب علينا ويمكننا تعليم أطفالنا التحرر من نظرة الآخرين لهم. هذا ما سنراه هنا في هذا المقال.
لماذا عليك تعليم طفلك أن يحرر نفسه من نظرة الآخرين إليه
لا أحد في مأمن من الحكم على مظهره وذكائه وأفعاله وأذواقه وشخصيته وعواطفه وما إلى ذلك… يمكن للانتقادات أن تبدأ في سن مبكرة جدًا وأن تؤثر على الشخص الذي يتلقاها! بدون الحماية من هذه الهجمات، يمكن أن تتطور المشاكل النفسية ويزداد الانغلاق على الذات. وهذا بالطبع ليس ما نتمناه لأطفالنا. لتجنب ذلك، من الضروري تعليمهم كيفية التعامل مع الموقف (لأنهم سيواجهونه يوماً ما).
التحرر من نظرة الآخرين إلينا أمرٌ صعب… لكنه ممكن!
الرغبة في الانتماء إلى مجموعة هي غريزة موجودة بشكل كبير في البشر. فمن الأزل وتواجد الإنسان بين الآخرين يتيح له الاستمرار في العيش، لأنه سيصبح ضعيفاً في مواجهة الخطر إذا وجد نفسه وحيداً. نحتاج جميعاً إلى الشعور بالانتماء إلى مجموعة، هذا جزء من استمرارنا في الحياة! من أجل ذلك يجب أن نبحث عن إرضاء الناس، كي نعجبهم ولا نصبح خارج نطاق الحشود. لهذا السبب نظرة الآخرين مهمة جدًا بالنسبة لكل واحد منا، بما في ذلك أطفالنا.
لكن هذا الحكم الخارجي يمكن أن يؤثر على معنوياتهم واحترامهم لذاتهم وثقتهم بأنفسهم. لذلك فإن تعليم طفلك تحرير نفسه من نظرة الآخرين له أمر ضروري من خلال ما يلي:
- حمايته من المضايقات.
- عدم السماح بتطور مشاكل نفسية لديه.
- تحديد هويته (من هو).
- إيقاف أي محاولة لمضايقته؛
- جعله يفهم أن قيمته لا علاقة لها بما يعتقده الآخرون.
- مساعدته على العيش بهدوء.
لا تحكم على طفلك
يبدأ تعليم ذلك لطفلك مبكراً جداً في المنزل. النظرة الخارجية الأولى التي يواجهها الطفل هي نظرة والديه. عبارات من نوع “افعل هذا، ستجعل أمكَ سعيدة” أو “إذا لم تفعل ذلك، لن يكون والدكَ سعيداً” يجب أن تُرمى في سلة المهملات. الهدف هنا هو فصل ما على الطفل فعله، عما يريده الآخرون ويفكرون به. لذلك، يجب أن يشعر بأنه محبوب دون قيد أو شرط.
في هذا السياق، تنصح جين نيلسن مؤلفة كتاب الانضباط الإيجابي، بتشجيع طفلكِ بدلاً من مدحه. يكمن الاختلاف في فارق بسيط… عندما نثني على طفلنا، فإننا نعبر عن حكم، هو حكم إيجابي بالتأكيد، لكنه يبقى حكماً. على عكس ذلك، من خلال تشجيعه فإننا نعترف بجهوده.
أما بالنسبة للانتقادات السلبية، فمن الأفضل أن نستبدلها باقتراح طرق للتحسين .
أن نتحرر نحن من نظرة الناس إلينا
طفلنا يتخذنا مثالاً. لذلك إذا أظهرنا أن ما يعتقده الآخرون مهم، فهذا هو ما سوف يتلقاه ويفكر به. على سبيل المثال، عندما نقول لطفلنا “اصمت، توقف عن الكلام، لا تصدر الكثير من الضوضاء، سوف نزعج الناس”، فإننا نظهر له أنه بحاجة إلى الاهتمام بآراء الآخرين والتكيف معها. لذلك فمن الضروري أن نتحرر نحن من نظرة الآخرين، حتى يتمكن طفلنا من القيام الشيء نفسه، وعدم السماح لنظرات الآخرين بالتأثير به.
ساعده على أن يكون مستقلاً
إن إعطاء طفلك الفرصة لأن يكون مستقلاً، وأن يتعلم كيف يحل مشاكله بنفسه هو أحد أهم المفاتيح. لا يعني هذا تركه يقع؛ على العكس من ذلك، يتعلق الأمر بمساعدته ودعمه في بناء شخصيته. عندما تواجه ابنتي مشكلة مثلاً، عادة ما أسألها عن رأيها فيها، وما هي الحلول المتاحة لها، من أجل تطوير تفكيرها النقدي وإبداعها.
فمساعدة طفلك على أن يكون مستقلاً تمكنه من اكتساب الثقة بالنفس والتعامل مع المواقف الصعبة.
الفكرة هي تمكين طفلك من إحداث فرق بمفرده، إذا تعرض للتنمر على سبيل المثال. من خلال إظهار عدم تأثره بالإنتقادات، سيتوقف المهاجم من تلقاء نفسه.
تعليمه بأن لكل شخص الحرية في أن يكون له آراءه الخاصة
من خلال التوضيح لطفلك أن حكم الآخرين لا يعنيه هو بل يخصهم. سيعرف أنه يمكن لكل شخص التفكير في ما يريد، وأن هذا لا يؤثر على قيمته الخاصة. يمكن أن يكون عكس الموقف مفيداً لمساعدته على فهم ذلك:
“تخيل أن صديقك يرتدي قميصاً لا يعجبك، ما الذي سيغيره ذلك بالنسبة لك؟ بالطبع، من حقك ألا تجد ملابسه جميلة، لكن هل تعتقد أن هذا الأمر يخصك؟ حسنًا، إذا كان أحدهم لا يحب القميص الذي ترتديه أو لون شعرك أو الطريقة التي تضحك بها، فهذا لا يعنيه أيضاً. له الحق في ألا يعجبه الأمر، لكن ذلك يخصه وحده، ولا يعنيك في شيء.”
عبارات مفيدة حتى ينسى طفلك نظرة الآخرين له
بعض العبارات التي ينشرها الاهل عندما تسنح الفرصة هنا وهناك، يمكن أن تساعد الطفل كثيراً. فمن خلال سماعها بانتظام، سيقوم الطفل بتلقيها وحفظها، وسيكون بالتالي قادراً على استعمالها في الوقت المناسب لحماية نفسه من نظرة الآخرين له. هذه عينة صغيرة:
- “لا يمكننا إرضاء الجميع.”
- “لكل فرد الحرية في التفكير فيما يريد.”
- “ما يعتقده الآخرون عنك أمر يخصهم هم.”
- “تقبل الاختلافات دليل على ذكألعاب الأولاد لا تجعلهم أكثر ذكاء. وأخطاء أخرى شائعة يقع فيها الأهل الجدداء عظيم.”
- “لكل فرد أذواقه/آراءه الخاصة. “
- “إذا بدا الجميع متشابهين، فلن تكون الحياة ممتعة!”
إذا كان لديك أيضًا عبارات صغيرة تساعدك على التحرر من آراء الآخرين، فأنا أدعوك لمشاركتها في التعليقات.