لماذا يبكي الأطفال بطريقة دراماتيكية حين تدخل الأم إلى الحمام؟

0

بكاء الطفل عند دخول الأم إلى الحمام:
في كل مرة أدخل فيها للاستحمام تُصاب ابنتي التي تبلغ من العمر حوالي السنتين بنوبة بكاء حاد. وتطرق الباب وتبكي وتنادي ماما، على الرغم من تواجد والدها وإخوتها في المنزل. ويفقد زوجي السيطرة على الموقف لأنها ترفض رفضاً تاماً أن يحملها أي شخص في هذه الأثناء، وتجلس على الأرض وتستمر على هذا النحو إلى أن أخرج. حاولتُ أن أحدثها من خلف الباب وأخبرها أنني سأخرج في بضع دقائق لكن بكاءها كان يزداد حدةً أكثر فأكثر.

وحين أحملها بعد خروجي من الحمام تغمرني بقوة وتهدأ ويستمر صوت تنهدها من شدة بكائها حين كنتُ في الداخل. في إحدى المرات وبخها والدها بسبب عنادها ولأنها تمكنت من فتح باب الحمام وكادت تنزلق وتؤذي نفسها. وحين خرجتُ سألني “ما الذي يصيبها؟ هل تظن أنكِ مسافرة ولن تعودي؟ أم انها تظن أنكِ تغرقين في الداخل؟ إنها تبكي بشكلٍ هستيري ولا شيء يمكن أن يهدئها في هذه اللحظات”.

فضحكتُ وأنا أغمر هذه الطفلة المسكينة وأقبلها على عينيها وأجبته “كلا عزيزي هي لا تظن أنني أغرق، إنه قلق الانفصال. إنه السبب أيضاً في استيقاظها في المساء كي تبحث عني. والسبب في بكائها المستمر حين أتركها عند والدتي لبضع ساعات”.

ما هو قلق الانفصال؟

هو مرحلة طبيعية يمر بها معظم الأطفال. هو جزء طبيعي جداً من النمو أو التطور العاطفي لطفلنا الصغير. يتراجع شيئاً فشيئاً كلما تقدم الطفل في السن.

قد تلاحظين أن طفلكِ يتوتر عند رؤية الغرباء، أو يتصرف بخجل بوجود أي شخص غيركِ. يبكي أو يصرخ كلما تركته بمفرده أو مع جليسة الأطفال أو مع أحد الأقارب، أو يستيقظ في منتصف الليل للبحث عنكِ..

Depressed young woman with cute baby at home
على الرغم من أن هذه المرحلة غالباً ما تكون صعبة على جميع أفراد الأسرة، إلا أن هناك طرقاً لمساعدة طفلك في التغلب على قلق الانفصال. من هذه الطرق:
  • “تدربب” طفلك على الانفصال: اتركي طفلك مع شخص موثوق به لفترات قصيرة في مكان مألوف بالنسبة إليه وآمن (مثل المنزل)، تمالكي نفسكِ حتى لو بكى وقت الانفصال، ثم قومي بإطالة المدة التي تتركينه خلالها تدريجياً
  • تجهيز طفلك للانفصال: تحدثي معه عن المكان الذي ستأخذينه إليه أو الذي ستتجهين إليه، وعن المدة التي ستغيبينها. إذا كنتِ ستتركينه في مكانٍ ما حاولي أخذه إليه مسبقاً، وتعريفه على الشخص الذي سيعتمد عليه في غيابك. إذا كان الذهاب إلى المدرسة يجعل طفلك قلقًا ، فيمكنك أن تريه المدرسة وتستمتعا معًا في الفناء.
  • الحفاظ على روتين مطمئن: حاولي الحفاظ على الروتين في حياة الطفل اليومية (جدول الوجبات، وقت النوم، وقت ذهابك، وقت عودتك.. إلخ)
  • طوّري عادات موجزة لتوديع طفلك قبل الابتعاد عنه: كأن تقبليه أو تغمريه قبل المغادرة. واتبعي دائمًا نفس الخطوات بحيث يمكن للطفل التنبؤ بها وبالتالي الشعور بالاطمئنان
  • حاولي احترام وقت العودة المحدد: ذلك سيجعل الطفل يثق بوعودكِ ويطمئن في المرات المقبلة.
  • تحل بالصبر: قد تكون بعض الفترات (كصباح الاثنين، والعودة من الإجازة، وما إلى ذلك) أكثر صعوبة من فترات أخرى بالنسبة لطفلك
  • ابقي هادئة: سلوكك سيطمئن طفلك الذي سيتفهم أنه بأمان. إذا شعر طفلك بأن كل شيء على ما يُرام سيهدأ، لأنه يستمد ثقته منكِ. أما إذا أحس أنك تشعرين بالخوف والتوتر والحزن، سيزيد ذلك من حدة قلقه.

سماح خليفة

اترك رد