أنواع الآباء السامين وتأثيرهم على الطفل

0

الآباء السامين: كيف يتحول الأب من مصدر أمان إلى مصدر خوف

حان موعد النوم، فوضعتُ ابنتي ذات الأربع سنوات في سريرها، وغمرتها كي تغفو في حضني كالعادة. لكنها نظرت إلي وقالت بتردد “أمي أنا خائفة من الوحش، أريد أن أنام بجانب أبي”. تركتُها تذهب إلى غرفة نومنا كي تنام بالقرب من أبيها، واعتنيتُ بأختها الصغرى قبل أن تتسلل من سريرها. مرت دقائق معدودة وسمعتُ صوت زوجي يصرخ بابنتي “ما بالكِ لا تكفين عن الحراك طيلة النهار وطيلة الليل. هيا اخلدي إلى النوم!”. أنا شخصياً ذعرتُ من صوته المرتفع. كان يصرخ كأنه يجادل شخصاً راشداً ويحتد. سرعان ما ركضت صغيرتي نحوي وعيناها تذرفان بحر دموع ثم رمت نفسها بين يديّ وجسمها يرتجف من شدة الخوف وقالت “أمي، خبئيني في قلبكِ. أنا خائفة من أبي!”.

غمرتُها ورويتُ لها حوالي 3 قصص وغنيتُ لها كل الأغاني التي تعرفها إلى أن غفت. وبدأتُ أفكر بيومي الطويل المرهق الذي مر بصعوبة، ولكنني رغم كل ذلك كنتُ مصرة أن يحظى صغاري بيومٍ جميلٍ لطيفٍ بجمال قلوبهم ورقتها.

وها هو شريك حياتي كالعادة يفسد محاولاتي بانفعاله المستمر عليهم. كان من المفترض أنّ صغيرتي ترى والدها مصدر أمان، لقد ركضت نحوه كي يحميها من خوفها، لكنه زاد من حدة الخوف في قلبها. وبالتأكيد حين أحدثه عن الأمر سيعتبر أنه موضوع تافه وسخيف. حسناً. لعل مباريات كرة القدم وكرة السلة أهم بكثير من أحاديث الأمهات بنظرهم!!

للأب دورٌ أيضاً

لطالما تحدثنا عن الأم المهملة والأم الأنانية والأم السامة. لكن ماذا عن الأب. للأب دور أيضاً. وهناك آباء في أيامنا هذه حدث ولا حرج.

للأم دور أساسي حتماً، ولكن للأب دور كبير أيضاً في تربية الأطفال. حتى لو كان يقضي معهم يضع دقائق فقط يومياً، طريقة معاملته لهم وطريقة تواصله معهم تؤثر في شخصيتهم حتماً. فكما تٌعتبر الأم مصدر الدفء والحنان، الأب هو مصدر الأمان والدعم والسند. وإن تخلى الوالد عن دوره سيؤثر ذلك على نفسية طفله وطريقة تفكيره اتجاه ذاته حتماً. ومهما حاولت الأم أن تبرر أو تعوّض، سيلاحظ الطفل كل شيء.

دعونا نتحدث في هذا المقال عن أنواع الآباء السامين أو السيئين:
الأب الحاضر الغائب:

ذاك الأب الذي ليس لديه طاقة أو وقت كي يسمع شيئاً من طفله. لا يلتفت إليه حين يحدثه ويكتفي بالإيماء برأسه دون الإصغاء حتى، أو يطلب منه تأجيل الحديث إلى وقتٍ لاحق دائماً. إلى هذا النوع من الآباء أقول، الطفل مسؤوليتكم أيضاً. خمس دقائق من اللعب أو التحدث لن تؤثر على مجرى حياتكم، لكنها ستؤثر على مجرى حياة طفلكم حتماً. نشرة الأخبار المسائية ليست أهم من أخبار طفلكم الذي ينتظر قدومكم طيلة اليوم بفارع الصبر. ومهما كانت حدة التعب الذي تعانون منه، هذا ليس ذنب الطفل. أحدهم قال لي ذات يوم “الطفل يحتاج إلى أمه”. ونتيجة لتجربتي مع أطفالي أقول “الطفل يحتاج إلى والده أيضا!”.

premium freepik license
الأب الذي يسيء معاملة أطفاله:

ذاك الأب الذي يسيء معاملة طفله سواء لفظياً أو جسدياً. ذاك الأب الذي لا يرى سوى سلبيات طفله ويسخر من أفكاره ويستهزئ بها. أو ذاك الأب الذي يحطم ثقة طفله بنفسه دون أن يدرك خطورة ما يفعل. لهذا الأب أقول، استيقظ قبل فوات الأوان! لا يوجد في هذه الدنيا ما هو أسوأ من أن يتحوّل مصدر الأمان إلى قلق وخوف. لا يوجد ما هو أسوأ من أن يهرب الأطفال للاختباء في غرفهم عند سماع صوت مفتاح والدهم في الباب، بدلاً من الركض نحوه.

الأب المستبد

هو الأب الذي يفرض الأوامر على أطفاله دون شرح او تفسير ويتوقع منهم أن ينفذوا أوامره فوراً دون جدال. يفرض رأيه بغض النظر عن احتياجات الطفل ورغباته. ويستخدم أساليب صارمة وعدوانية عندما لا يلبي الطفل طلباته.

الأب المتطلب جداً

هذا النوع من الآباء السامين: يريد من أطفاله أن يكونوا متفوقين مهذبين إجتماعيين لطيفين، هادئي أقوياء، أذكياء لكن لا يجادلون الكبار، مميزين في كل شيء… هؤلاء الآباء ينزعجون من أي تصرف خاطئ من قِبَل الطفل وينتقدونه باستمرار ويهينونه عندما يفشل. كأنهم يرون الطفل شخصاً آلياً قد تمت ولادته مع كتاب تعليمات..

اترك رد