طفلك لا يعاني من الحركة الزائدة ونقص الانتباه..طفلك يعاني من الصدمة النفسية.أغيثوه

0

الصدمة نفسية عند الطفل: يخزّن الدماغ الأحداث الصادمة التي لم تعالج في منتصف الدماغ. عندما يمرّ الطفل بحدث مماثل في وقت لاحق، أو عند تعرضه لضغط مفرط، يمكن أن يمسي سلوكه شبيهاً باضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط. تصوّروا أنه كشخص يحمل حقيبة ظهر مليئة بالتجارب. بالنسبة لمعظمنا، تحتوي “حقيبة الظهر” على بعض الأشياء التي كانت تمثل تحديًا لنا، لكننا نتجاوزها لأنها لم تكن بالغة الأهمية. عندما يمر الطفل بتجارب صادمة، تصبح “حقيبة ظهره” “ممتلئة أكثر وأكثر ثقلاً” من حقيبة الأطفال الآخرين، ويعمل عقله ساعات إضافية لإدارة هذا العبء.

عادةً، عندما يكون كل شيء على ما يرام، نستخدم قشرة الفص الجبهي prefrontal cortex (PFC) الموجودة في مقدمة الدماغ لمساعدتنا على اتخاذ القرارات المهمة. عندما تتواجد الصدمة، أو عندما يتم تحفيزها، غالباً ما تتدفق لدى الطفل مهارات البقاء على قيد الحياة التي وُلد بها وقد لا يتمكن من الوصول إلى قشرة الفص الجبهي (PFC). إن الذكريات في الدماغ الأوسط (حقيبة الظهر التي تحتوي على التجارب المؤلمة/الصادمة) تخرّب قدرة الدماغ على استخدام جزء “التفكير” من الدماغ، أو ال .PFC. وبدلاً من ذلك، تظهر الحاجة إلى “القتال أو الهروب” بسبب ذكرى الصدمة، ويمكن للطفل أن يتصرف وكأنه مشتت، وقلق للغاية، وغافل. لذلك، هو لا يعاني من مشكلة سلوكية، بل هو بحاجة إلى مساعدة.

إن أحد الحلول لهذه التحديات هي السماح للطفل بأن يحظى بمساحة أمان لمعالجة أي حدث مهم لاستبعاد الصدمة.

هناك علاجات متاحة للتخلص من الصدمات منها طريقة EMDR( وهي طريقة علاجية للتخلص من الصدمات)، ومنها أيضاً التجربة الجسدية (somatic experiencing)، واكتشاف الدماغ (Brainspotting).

premium freepik license

في كثير من الأحيان مع العلاج بالكلام التقليدي، يتعامل الطفل مع المواضيع باستعمال الجزء المتعلق بالتفكير في الدماغ. قد يكون هذا الأمر صعباً للغاية ويؤدي إلى أن يتوقف الطفل عن الذهاب لجلسات العلاج النفسي. ولكن مع علاج الصدمات الدماغية والجسدية باستخدام الطرق المذكورة أعلاه، يعالج الطفل الموضوع باستعمال الجزء الأوسط من الدماغ ويحرّر الحدث “العالق” الذي يتسبب في ظهور الأعراض الشبيهة باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.

باستخدام أساليب اكتشاف الدماغ Brainspotting والصوت المزدوج (bilateral sound) باستعمال سماعة بسيطة، يستطيع المعالج النفسي إرشاد الطفل إلى أن يتذكر حدثاً “متوسط الحجم” لكي يتحرر منه. من المهم للطفل بناء علاقة وطيدة معه حتى يشعر بالأمان الكافي لإعادة النظر إلى الصدمة. يكمن الفرق في هذا النوع من العلاج في أن الطفل لا يتذكر الحادثة فقط، بل يحررها من المكان التي تكون عالقة فيه داخل دماغه. بعد هذا التحرر، يصبح من السهل للطفل أن يتعلم مهارات جديدة يمكنها ان تحسّن من سلوكه.

لقد رأيت تحسّناً لدى أطفالٍ من ناحية تصرفاتهم الناتجة عن القلق، وتركيزهم، وتغيير الطريقة التي ينظرون بها إلى الأحداث الماضية التي طغت عليهم في السابق باستخدام أسلوب معالجة الصدمات الدماغية والجسدية. غالباً ما تكون هذه الطريقة بالعلاج أقصر من الطرق الأخرى لأنها تعالج المشكلة الأساسية غير الواضحة قبل البدء بتدخلات العلاج السلوكي المعرفي. بصفتنا آباء ومعلّمين ومتخصصين في الرعاية الصحية، دعونا ندرك أوجه التشابه بين اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه والصدمات، ونكتشف ما الذي سيساعد أطفالنا حقًا على التحسن … ويسمح لهم بالازدهار.

اترك رد