ما لا يخبركِ به أحد عن ما ستعيشينه حين تصبحين أماً لأول مرة
من السهل أن تحصلي على الكثير من المعلومات العملية حول الحمل والتربية.
لكن ماذا عن التحولات العاطفية الحادة والتبدل في الهوية الذي يحدث للكثير من النساء (وكذلك لأزواجهم) حين يتم إنجاب طفل للمرة الأولى؟
إنه ليس موضوع يتم التحدث عنه بانتظام ولا بانفتاج، عندما يتم طرحه غالباً ما يكون في سياق اكتئاب ما بعد الولادة.
ومع ذلك، فإن الانتقال إلى مرحلة الأمومة هي قصة أخرى.
التحول من امرأة إلى أم: الانقلاب
غالباً ما يتم تعريف الأمومة بأنها ولادة الطفل. لكن مع ولادة هذا الطفل تولد في داخل المرأة أم. هل سبق بان سمعتم بمصطلح ” matrescence التحول إلى أم” (لقد ألفته عالمة الأنثروبولوجيا دانا رافائيل). إنها عبارة يتم استخدامها لوصف التحولات الجسدية والنفسية والعاطفية التي تعيشها المرأة أثناء حدث التحول العظيم إلى أم.
ومع ذلك، على الرغم من ضخامة هذا التغيير، فإن العملية الكاملة التي تمر بها المرأة لتصبح أماً لا تزال غير مستكشفة إلى حد كبير، بحيث أن التركيز ما زال يقتصر بشكل أساسي على الطفل أو التغيرات الجسدية والفسيولوجية في الأم.
إلا أن الحقيقة هي أن تحول المراة إلى أم يغير كل شيء، وأن الأمهات الجدد اليوم يحتجن إلى دعم أكثر من أي وقتٍ مضى.
هناك الكثير من النساء اللواتي يواجهن معاناة وصعوبة أثناء الانتقال إلى مرحلة الأمومة.
هل ينطبق عليكِ الأمر؟
قبل ولادة طفلكِ، ربما تدور حياتكِ حول جداول الاجتماعات، والمحادثات الفكرية، وكتابة رسائل البريد الالكتروني، وملابس العمل الرائعة والقهوة التي غالباً ما تشربيتها باردةً لأنكِ مضطرة إلى التركيز على العديد من الأمور في الوقت نفسه.
أما اليوم، مع ولادة طفل، من المفترض أن تحافظي على نمط الحياة نفسه، لكن إضافة إلى المهمات المذكورة في جدول أعمالكِ ستتم إضافة عامل عنصر غير متوقع.
وبعد ذلك ربما تمرين بمرحلة تسرّب الحليب، وبالتالي يصبح التلفاز ووسائل التواصل الاجتماعي أفضل أصدقائك لأنه أصبح من الصعب جداً عليكِ مغادرة المنزل.
وإذا حاولتِ التسوق مع طفلكِ، سرعان ما سيتحول ذلك إلى محنة أو معاناة. ستحتارين بين اضطراركِ إلى تجهيز نفسكِ بمعدات تنظيف الأرداف الصغيرة التي قد تمتلئ بالبراز، واحتمال حصول نوبات بكاء يجب تهدئتها، وعربة الأطفال غير العملية للتجول.
في السابق، كان التسوق أشبه بعلاج نفسي. أما اليوم، كل الأمور تدور حول طفلكِ الرضيع. حتى المشتريات لأنكِ ستعطين الأولوية دائماً لطفلكِ أو أطفالكِ.
هل هناك فعلياً طريقة للاستعداد لهذه المرحلة الانتقالية؟
تقضين 9 شهور في فترة الحمل وأنتِ تحاولين الاستعداد لوصول هذا الكائن الصغير الوشيك، لكن هل تعرفين فعلياً ما الذي ينتظركِ، إلى حين قدوم تلك اللحظة حقاً.
من المحتمل أنكِ لا تعرفين.
تماماً كما ينتقل الطفل الصغير من مرحلة الطفولة إلى مرحلة المراهقة، فإن الانتقال إلى مرحلة الأمومة يشكل فترة تحول طبيعية بالنسبة للنساء، لكنه مع ذلك ليس تحولا سهلاً.
يعد فقدان الهوية كما تم ذكره اعلاه، أحد العوامل الرئيسية في هذا التطور نحو الأمومة.
في السابق، كنتِ تتميزين بحياتك المهنية أو وضعك الاجتماعي، أما الآن فأنتِ “أم” فقط.
يمكن أن يكون هذا التغيير بمثابة انقلاب يؤثر بشكل سلبي على تجربة ولادة الطفل الرضيع التي تعيشينها.
كوني مطمئنة، فلا بأس ولا حرج في أن يخالجكِ هذا الشعور.
ما تمرين به الآن أو ما مررت به سابقاً أو ما ستمرين به لاحقاً عظيم جداً!
ستواجهين الكثير من التغييرات الفسيولوجية والنفسية وأنت تحملين على عاتقكِ هذا الدور وفكرة الأمومة هذه.
ليس من السهل أبداً أن تحاولي جاهدة تلبية الاحتياجات الجسدية والعاطفية لرضيعك ولنفسك ولأفراد الأسرة الآخرين.
دون أن ننسى التحولات الهرمونية الحادة في فترة ما بعد الولادة أيضاً …