ولدي لا يصغي إليّ ويضطرني إلى تكرار كلامي مليون مرة

0

من الضروري أن نعتمد تقنيات ايجابية لتربية أولادنا، تقنيات تحترم تقديرهم لذاتهم ولا تجرحهم كتقنية النداءات الثلاث لاجتذاب انتباه الأولاد.

أثناء تربية أولادنا، من المهم جداً أن نعتمد التأديب الايجابي لئلا نجرح تقديرهم لذاتهم ونزعزع أمانهم. سنتحدث هنا عن تقنيّة النداءات الثلاث لاسترعاء الانتباه لتصحيح تصرفات وسلوكيات الصغار عندما لا يستمعون إلينا.

يجب أن تتجنبوا تماماً استخدام السلوكيات والمعاملة السلبيّة مع الأولاد إذ سيؤثر ذلك بشكل سلبي في سلوكهم وتصرّفهم. هذه التقنيّة تسمح باجتذاب انتباه الاولاد بطريقة ايجابية وفاعلة كفاية. تابعوا القراءة إذا أردتم أن تعرفوا المزيد.

تقنيّة النداءات الثلاث لاجتذاب الانتباه

عندما لا ينتبه ولدكم لما تقولونه، تضطرون بالتأكيد إلى تكرار كلامكم مليون مرة. وعلى الرغم من ذلك، لا يصغي إليكم ما يجعلكم في معظم الأحيان تشعرون بالغضب ويدفعكم إلى رفع صوتكم. وهذا تحديداً ما ينبغي أن تتجنبوه. إنّ الصراخ والسلوك العنيف يؤذي الولد في نهاية الأمر ويلحق الضرر بتقديره لذاته. وفي نهاية الأمر، نشعر نحن الأهل بالسوء لأننا صحنا أو تكلمنا بطريقة غير مناسبة. بالتالي، يجب ألا نصل إلى هذه النقطة كي نتجنب الإضرار بنموه العاطفي.

هذه التقنية المقترحة فاعلة ويعتاد الأولاد تدريجياً على هذه النقاط الثلاث التي سيكون لها تداعيات إن لم يفعلوا ما نطلبه منهم (خسارة المكافآت أو الامتيازات، إنما ما من قصاص). وإن كان الصراخ يأتي بنتائج على المدى القصير، إلا أنّ نتائجه على المدى الطويل سلبيّة. بالتالي، من الأفضل أن نتجنّب الصراخ. بفضل هذه التقنية التي نتحدّث عنها هنا، سنتجنّب الكثير من المشاكل المستقبلية حتى وإن تطلّبت النتائج بعض الوقت لتظهر.

كيف نستخدم تقنية النداءات الثلاث لاجتذاب الانتباه؟

يجب أن نأخذ بعين الاعتبار أنّ استخدام هذه التقنية يجب أن يتم بطريقة تدريجية وأنّ علينا أن نتحكّم بنبرة صوتنا خلال المراحل الثلاث. هذه المسألة هامة جداً.

اجتذاب الانتباه الأول

سنستخدم خلال هذا النداء الأول نبرة هادئة. يمكننا حتى أن نطلب من ولدنا أن يقوم بعمل ما بطريقة محبة وحنونة: “هلا قمت بترتيب ألعابك، من فضلك؟”

اجتذاب الانتباه الثاني

إذا لم يصغي الولد إلينا بعد المحاولة الأولى، فعلينا أن ننتقل إلى المرحلة الثانية. هنا، لا بد لنبرة الصوت من أن تكون جادة أكثر كي يدرك الولد أننا لا نمزح وأنّ عليه أن يفعل ما نطلبه منه.

اجتذاب الانتباه الثالث

إذا لم تترك المرحلة الأولى والثانية أيّ أثر في الولد، فعلينا أن نستخدم التقنيّة الثالثة. علينا هنا أن نستخدم نبرة أكثر حزماً بكثير وأن نطلب منه مجدداً، مع إظهار الحماية التامة وتعزيز شعوره بالأمان، أن يفعل ما طلبناه منه ونتحدث إليه عن النتائج إن لم يطعنا.

علينا أن نلجأ دوماً إلى طريقة إلغاء الامتيازات ونبتعد تماماً عن طريقة القصاص. بالتالي، إذا استمع الطفل إلينا، نعطيه شيئاً يتمناه لكن هذا الشيء يجب أن يكون مادياً: مشاهدة فيلم ما معاً، اللعب معه، إعداد وجبته المفضّلة….

إذا لم يفعل الولد ما طلبناه رغم ذلك، سنعلمه بنبرة غاية في الجديّة أنّ عدم الطاعة سلوك غير مقبول وسيء وأنّ عليه ان يفعل ما نطلبه منه، حتى وإن كان ذلك أمراً.

ما الذي ينبغي أن نأخذه بعين الاعتبار عند تطبيق هذه التقنيّة الايجابية؟
  • يجب ألا نكون متطلبين كثيراً وألا نطلب منه القيام بأشياء كثيرة في وقت واحد إذ من شأن هذا أن يربكه ويمنعه من أن يصغي إلينا. بالتالي، علينا أن نطلب منه القيام بمهمتين كحدّ أقصى.
  • من ناحية أخرى، يجب أن نتحدث إليه عن النتائج التي ستترتب على عدم إطاعته لنا. أثناء هذه التقنية، سيدرك أهمية أن يقوم بالعمل خلال المرحلة الأولى أو الثانية من عملية اجتذاب الانتباه.
  • يجب أن ننتبه للكلمات التي نستخدمها وألا نستعمل أبداً عبارات من شأنها أن تجرحه أو تثير استياءه. عندما يقوم الولد بما تريدونه، أظهروا له امتنانكم بكثير من الحنان.
  • عندما نطلب منه القيام بعمل ما، علينا أن نشرح له لماذا نطلب منه ذلك.
بشأن تقنية النداءات الثلاث لاحتذاب الانتباه

هذه التقنية يمكن أن تكون فعّالة جداً إذا ما طبقناها بشكل صحيح. علينا دوماً أن نتذكّر أننا إذا كنا غاضبين أو مستائين، فمن الأفضل أن نخصص بضع دقائق لنهدأ قبل أن نلجأ إلى هذه التقنية إذ قد نقول كلاماً جارحاً لولدنا إن لم نكن هادئين.

اترك رد