قواعد وعواقب تربية البنات ولكن بحب
عواقب تربية البنات:
الحب مهمّ جدّاً في تربية ابنتك. ولكن عند تطبيق الحب على طفل صغير ـ شخص يافع هو في سياق النمو ليصبح الشخص الذي يمكن أن يكون ـ فإنّه يفتقر إلى الهيكلية والاتجاه. الحب بحد نفسه انفعال أو عاطفة ليست مرفقة بخارطة طريق. مثال واحد على ما نقول: بعض الأهل يغرقون أولادهم تحت تلال من الألعاب، في حين أن بعضهم الآخر يحرمونهم من كل ما هو غير أساسي وينتقدونهم بقسوة. على أنهم جميعاً يقومون بذلك باسم الحب. في كلا الحالين، قد يضلّ الطفل ولا يحقّق إمكاناته الضخمة لأن الأهل لم يفكّروا كثيراً في تربيته.
والحقيقة هي أن الدلال الفائق والعقاب الفظيع يضرّان كلاهما بابنتك. وليس بالتالي عمق حب الأهل لأولادهم أساس الخطأ ولكنّ الحب الخالي من العزم والثبات يمكن أن يعيق نموّ ابنتك بالشكل الصحيح.
الحب مع النظام
الحب المرفق بنظام ضابط يعني أنك تمنحين ابنتك الصغيرة حبّاً من نوع خاص. ويطلق بعض الخبراء على هذا الحب التسمية «الحب المتعاطف».
بكلام آخر، تفهمين كأم (أو كأب) مشاعر ودوافع ابنتك، لكنّك تحبّينها بعمق بحيث تكونين مستعدّة لإضافة الشجاعة والنظام إلى المزيج، الأمر الذي سيرشدها ويوجهها ويمنحها إطاراً لسلوكها ووجهتها. بكلام آخر، أنت تحبّينها وفي ذهنك خطّة محدّدة.
تكوين شخصية متينة
فكّري في مستقبل ابنتك. في السنين القادمة، عليها أن تكون قادرة على أخذ المسلكيات والقيم المتينة، التي علمتها إيّاها، إلى المدرسة أوّلاً ومن ثمّ إلى الحياة عندما لا تكونين معها. لا يمكنك، ولا تريدين، أن ترافقيها على الدوام، لذا فبتكوين شخصيتها المتينة الثابتة تنقلين إليها كل ما يبني شخصيّتها. ابدأي بأسرع وقت ممكن فتتوقّعين منها أن تتصرّف بأفضل طريقة ممكنة كل يوم.
تنبيه
احرصي على وضع بضع قواعد ما إن تبلغ ابنتك الصغيرة الثانية أو الثالثة من عمرها. بدءاً من مرحلة الروضة، يحبّ الأطفال أن يتبجّحوا بشأن ما يمكنهم أو لا يمكنهم فعله في البيت. يشعرون بالفخر عندما يذكرون ثلاثة أو أربعة أمور لن يسمح لهم أهلهم أبداً بفعلها. لا تغرقي ابنتك الصغيرة بكمّ هائل من القواعد، ولكن امنحيها بضعة قواعد مهمّة تتبّعها.
إن التربية، التي تتصف بالحب والنظام، التي حظيت بها ابنتك ستجعلها تشعر بالأمان وبالثقة في أنها محاطة بالعاطفة إضافة إلى كونها مدرَّبة على القيام بما هو صائب، وبالتالي فإن مستقبلها يبدو مشرقاً باسماً. قد لا تظلّ دائماً في بيئة تحيطها بالحب، لكنها ستظلّ دائماً في بيئة حيث قدرتها على التقيّد بقواعد المجتمع هي ذات أهمية جوهرية. لذا فمن الضروري أن تحضّريها لمواجهة واقع الحياة.
هذه هي النقطة الرائعة في تربيتك لابنتك: مع كل مرحلة في نمو ابنتك وتطوّرها، تصبحين أكثر فعالية وإيجابية في تصرّفك. أي أنك بدلاً من أن تنتظري حتى تقع المشكلة، تستعدّين لها مسبقاً. تعلمين أي القواعد والعواقب هي الممارسات الأفضل بالنسبة لابنتك، وتعلمين أنك لا تستطيعين منحها هدية أعظم من تنشئتها مع قواعد وعواقب.