كيف تعلمين ابنتك الصبر والسيطرة على غضبها

0

تعليم الصبر:
في كل يوم تواجهني نفس المشكلة: طلبات ابنتي التي لا أستطيع تلبيتها جميعها.. بعض طلباتها تكون منطقية فأسارع إلى تلبيتها ولكن بعض الطلبات الأخرى قد تكون مؤذية أو ضارة لها.. مثلاً في كل يوم تريد تناول الشوكولا والبونبون وما شابه.. حينما أرفض طلبها تملأ البيت بصراخها .. في بعض الأحيان ألبي طلبها لا لسبب إلا لشراء صمتها وسكوتها ولكن الأمر بدأ يتفاقم فقررت أن علي تعليمها الصبر والسيطرة على غضبها.. علي أن أعلمها أن الإنسان لا يحصل على كل ما يريد. فماذا فعلت حتى خففت من صراخها وطلباتها؟ صدقوني تعليم الصبر لن يتم بدون بذل الجهد

من الأسهل جدّاً على ابنتك أن تتعلم ما تحتاج إلى تعلّمه إذا استطاعت أن ترى بأمّ العين ما الذي ينبغي عليها استيعابه ومدى تقدّمها في ذلك. وعندما تحاولين أن تغرسي فيها القدرة على الانتظار للحصول على شيء ما، قد تحتاج إلى بعض المساعدة. غالباً ما ينجح وضع ورقة صغيرة في يدها تحمل وجهاً مبتسماً بعد أن تُظهر مزيداً من الصبر. أو ألصقي روزنامة على الثلاّجة واجعليها تضع علامة على كل يوم يدنيها أكثر من الرحلة إلى الشاطئ التي كانت تتوسّلك للقيام بها. وعندما يمكنها أن ترى قُرب الهدف الذي تتطلّع إليه، يمكنها أن ترى أن الانتظار من دون إثارة مشكلة يأتي بالنتائج المرجوة.

الصبر

توقّعي بعض الصعوبة خلال تعليم الصبر لابنتك فأن تكون صبورة أمر ضروري. لا يمكن حدوث أي تعلّم جديد عميق من دون تغيير في السلوك، وهذا أمر صعب وغالباً ما يلقى مقاومة. أن تريد شيئاً «الآن!» هو أمر طبيعي بالنسبة إلى فتاة صغيرة مثلما أن توقّع الحصول على الحليب كلّما صرخت هو أمر طبيعي بالنسبة إلى طفلة حديثة الولادة. إلاّ أن عدم تعلّم مهارة الصبر في مرحلة مبكرة من الحياة سيكون له العديد من التأثيرات الجانبية السلبية بالنسبة لابنتك في ما بعد. سوف تصبح فتاة متطلّبة جداً قد تستمرّ في المطالبة بالمزيد في كل مرّة ـ والآن.

غالباً ما يمرّ الأطفال الذين لم يتعلّموا تقبّل العبارة «في ما بعد»، بوقت أصعب من غيرهم. في المدرسة، يطالبون بصوت عال بانتباه واهتمام المعلّمة بشكل متواصل، الأمر الذي يؤثّر سلباً في تقدّمهم. في فترة لاحقة من حياتهم، قد يستنفدون بطاقاتهم الائتمانية لأنّهم لم يتعلّموا يوماً تأجيل المشتريات الباهظة حتّى يصبح بإمكانهم تحمّل نفقتها. وقد يمارسون سلوكيات البالغين قبل أن تصبح ملائمة لسنّهم بوقت طويل.

ولكن بفضل توجيهك الودّي، يمكن أن تتعلّم ابنتك كيف تزيد من مستوى الصبر عندها، كيف تؤجّل رغباتها، وكيف تنتظر الأشياء حتّى يحين الوقت المناسب.

وقائع

بحسب العالم النفسي الشهير الدكتور جينوت، وهو مؤلّف أحد الكتب الأكثر مبيعاً في الموضوع، «Between Parent and Child»، إن أولادنا أعداء لنا ولا نعرف ذلك، في حين أننا أصدقاؤهم ولا يعرفون ذلك.

احرصي على بذل الجهد اللازم لمساعدة ابنتك كي تتغلّب على سرعة نفاد صبرها. وفي خلال ذلك، تذكّري دائماً أن الفتيات يملن إلى التمرّد بطريقة غير واضحة وصريحة بخلاف الفتيان، فهن يظهرن استياءهن بطرق أخرى.

حاولي توفير عوامل النجاح لابنتك من خلال:
  • التعبير كلاميّاً عن مشاعرها: «أنت غاضبة لأنه لا يمكنك الحصول على اللعبة الآن».
  • الاستجابة لاستيائها من دون غضب: «أظن أني أفهم لماذا».
  • تعليمها التغيير اللازم إجراؤه: «هناك حلّ».

إنَّ ثقة ابنتك بك واحترامك لمشاعرها، إضافة إلى ثقتها بأنك تعلمين كيف تحفّزين نموّها العاطفي، ستعود بنتائج ممتازة. يوماً بعد يوم، ستضيف طريقتك اللطيفة ولكن الحازمة، مزيداً من الصلابة إلى الأساس المتين الذي تبنيه في مسيرتها لتصبح امرأة شابة.

أساليب التربية الضعيفة غير الفعّالة أو غير الحازمة أو العاصفة والغاضبة غير مناسبة لك لأنك تريدين استخدام أسلوب التربية الأفضل. تربية ابنتك ليست تدريباً أو تجربة أوليَّة. إنها حقيقية وإلى الأبد.

اترك رد