الصبيان والعالم الخارجي: كيف تعلمين أبناءك المهارات الاجتماعية والعاطفية ومهارات الحياة

0

الصبيان والعالم الخارجي
إن تربية الصبي عملية معقّدة. عليك أن تتخذي قراراً بشأن النظام وتعلّم آداب السلوك، وأن تفهمي عملية نمو وتطور ابنك وأن تبني رابطاً بينكما يقوم على الانتماء. يجب أن تعلّمي المهارات الاجتماعية والعاطفية ومهارات الحياة، كما يجب أن تساعدي ابنك على أن يبني شخصيته واستقامته. قد تبدو تربية الصبي بسيطة إذا كانت تشمل هذا فقط، إلا أن ثمة المزيد: ثمة عالم آخر في الخارج. يترك التلفزيون والإعلانات والثقافة الشعبية تأثيراً عميقاً في ابنك وقد لا تعرفين دوماً ما يتعلمه.

الصبيان والعالم الخارجي: سلطة وسائل الاعلام

يستحيل في أيامنا هذه أن نتمكّن من الفرار من الحضارة فقد تسللت التكنولوجيا إلى كل زاوية من زوايا حياتنا العائلية. لا بد أنكم تملكون جهاز تلفزيون واحد على الأقل في المنزل ولا بد أنكم تملكون أيضاً جهاز كمبيوتر أو تخططون لشراء واحد (مع خدمة انترنت طبعاً). وهناك الأفلام وألعاب الفيديو ومشغلات MP3 فضلاً عن الأجهزة الخلوية والقارئ الالكتروني وآلات التصوير الرقمية. كما تحيط بنا الإعلانات. فكيفما نظرنا أو استمعنا، تطالعنا إعلانات مصممة لبيع شيء ما. ما قد لا تدركونه هو أن جزءاً كبيراً من هذه الإعلانات يوجّه إلى أبنائكم الذين يكبرون.

الأولاد كمستهلكين

إن الإحصاءات مذهلة. فالتلفزيون في كل مكان؛ يشاهد معظم الأطفال التلفزيون مدة ثلاث ساعات ونصف في اليوم كما يمضون ما يعادل 4 ساعات في اليوم أمام شاشة الكمبيوتر أو الألعاب الالكترونية.

ينتبه قطاع الإعلانات جيداً إلى ما يشاهده الأطفال. ويُنفق في كل عام ما يقارب 15 بليون دولار على تسويق المنتجات المخصصة للأطفال. في الواقع، تخصص حوالى 16 دقيقة للاعلانات في كل برنامج يمتد على ساعة. عندما يجلس ابنك ليشاهد برنامجه المفضّل، يمطره المعلنون بالإعلانات المصممة لبيع المأكولات السريعة والأحذية الرياضية والألعاب. إن تأثير التلفزيون مقنع للغاية بحيث نصحت الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال بألا يشاهد الأطفال دون سن السنتين التلفزيون أبداً.

وقائع

لا يشكّل تسويق المنتجات للأطفال ظاهرة جديدة. فمنذ عقود، كان الأولاد يشترون الحلوى التي تتخذ شكل سجائر ويحملونها بين أصابعهم ويدّعون أنهم يدخنونها. في نهاية الأمر، تبيّن أن شركات التبغ سوّقت لها لتجعل التدخين أكثر جاذبية للأطفال.

ينظر المعلنون إلى الأطفال على أنهم سوق ضخم محتمل، فأفلام الأولاد تترافق مع إعلانات مرتبطة بها. نرى الشخصيات والألعاب وغيرها من المنتجات في كل مكان ويطالب الأولاد بشرائها. لِمَ يستهدف المعلنون الأطفال؟ لا يملك الأطفال المال وحسب بل يمارسون أيضاً تأثيراً كبيراً على ما يشتريه الأهل. يعرف المعلنون أن الأهل الكثيري الانشغال قد يستبدلون الوقت والاهتمام بالمقتنيات وأن الأهل يريدون لأبنائهم أن يكونوا سعداء. وما هو أفضل من إعطاء الطفل أحدث وأجمل لعبة؟

اترك رد