كيف تساعدين أطفالك الصبيان على التعامل بنجاح مع وسائل الإعلام والعنف؟
الصبيان، وسائل الإعلام والعنف
نادراً ما يواجه الصبيان الذين يحاطون أثناء نشأتهم بالحب والذين يختبرون الانتماء والارتباط والذين يتعلمون تحديد مشاعرهم والتحكّم بها، مشاكل جدية مع العنف فيما هم يكبرون. لكنكم أصبحتم تعلمون أن الصبيان في مجتمعنا يختبرون على الأرجح التأديب القاسي، والمعاناة في الدراسة، وإظهار الغضب الحاد. من المحزن أن غالبية جرائم العنف التي يرتكبها القاصرون يرتكبها الصبيان.
لِمَ يلجأ الصبيان إلى العنف؟
لا يظهر فشلنا في تعليم الصبيان الوعي العاطفي بوضوح أكثر مما يظهر في اتجاه العنف الملفت بين الصبيان والشبان. إن أخبار الاعتداءات والمشاكل في المدارس تملأ الصحف لكن ثمة أعمال عنف تجري بشكل صامت كل يوم، من التنمّر إلى الاعتداء الجنسي والسطو.
معلومة ضرورية
يبدو أن الأطفال الصغار أكثر تأثراً بالعنف في وسائل الاعلام لأنهم يتعلمون بالتقليد ولأنهم لا يستطيعون أن يميزوا بين الواقع والخيال ولأنهم أكثر قابلية للتأثر من الأطفال الذين هم أكبر سناً. من المهم جداً أن تحدّي من كمية العنف التي يراها ابنك الذي لم يبلغ بعد عمر الالتحاق بالمدرسة.
يعتقد معظم الباحثين أن الصبيان الذين يلجأون إلى العنف يفعلون ذلك لأنهم يفتقرون إلى الاحساس بالارتباط والانتماء الضروري للصحة العاطفية. لعلهم تعرضوا لسوء المعاملة أو اختبروا الاهمال أو لعلهم عاشوا تجربة يجدون صعوبة في التحدث عنها، كطلاق الوالدين أو الانتقاد الحاد والقاسي أو الاذلال المستمر. إن الصبيان الذين يفتقرون إلى الارتباط بأهلهم أكثر تأثراً بالعنف في التلفزيون والأفلام والألعاب الالكترونية… وهم يرون العنف حلاً لمشاكلهم الخاصة.
يحدّ العنف في وسائل الإعلام من الاحساس بالتعاطف؛ لا يدرك الأطفال الذين يرون العنف على الشاشة الأثر الحقيقي للعنف على الأشخاص الحقيقيين. فأبطال برامجهم يبقون على قيد الحياة ويتابعون المعركة رغم إصابتهم بالرصاص أكثر من مرة؛ أليس هذا حال الجميع؟
قوة الارتباط والتواصل
تبقى العلاقة الحقيقية أفضل طريقة لمواجهة العنف ولإبقاء ابنك قوياً وسليماً. يحتاج ابنك إلى وقتك واهتمامك؛ يحتاج لأن يعرف أنه مهم وقيّم، بغض النظر عن سوء تصرفه من حين إلى آخر. وكما هو الحال مع العديد من أوجه تربية الصبيان الأخرى، يبقيك الوقت الذي تمضينه في الاصغاء والحديث والضحك أو الذي تمضينه معه وحسب، قريبة من ابنك وسيسمح لك بأن ترشديه فيما هو يواجه تحديات الحياة.