ما هو تأثير البيئة في الطفل؟
تأثير البيئة في الطفل:
يولد طفلكم بطبع خاص به يميزه، سواء كان هادئاً أو كثير الحركة، فضولياً أو متحفظاً. لكن الأمر لا يقتصر على ذلك. فحتى لو كانت الجينات تلعب دوراً مهماً، فإن الطفل يتأثر بكل ما يعيشه، يراه ويسمعه، وكل هذه العوامل مجتمعةً تؤدي إلى تكوين خصائص سماته وشخصيته.
تأثير البيئة المحيط
تلعب البيئة التي ينمو فيها الطفل دوراً مهماً في تطور سماته وشخصيته. التوائم المتطابقة مثال جيد. هؤلاء يولدون بطباع متشابهة بما أنهم يتشاركون نفس الخلفية الجينية. إلا أن الأمر ليس كذلك، فلكل طفل طبعه. يعود ذلك إلى اختلاف التجارب الحياتية التي يخوضها كل منهم. تؤكد جينيت ديون أنه “حتى لو لم ينتبه الأهل دائماً إلى ذلك، إلا أنهم فعلياً يتصرفون بطريقة مختلفة مع كل طفل من أطفالهم. بالإضافة إلى ذلك، ليس لدى هذان الطفلان التوأم نفس الأصدقاء ولا نفس الأساتذة. كما أنهما قد لا يمارسان نفس الانشطة. باختصار، هما يعيشان تجارب مختلفة. إن هذا التنوع في التجارب الذي يعيشانه هو ما يجعلهما يبنيان شخصيتهما شيئاً فشيئاً”.
كما أن تكوّن شخصية وسمات الطفل لا يقتصر على الأسرة والبيئة المحيطة به فحسب. يلعب المجتمع أيضاً دوراً في هذا السياق. على سبيل المثال، يمكن للتقاليد الاجتماعية أن تشجع الفتيات والفتيان على التصرف وفقاً للسمات المرتبطة بجنسهم. وقد تم إثبات أن الصور النمطية تحدد جزءاً من تصرفات الأهل تجاه أطفالهم أيضاً. في الواقع، كل ما يراه طفلكم ويسمعه ويختبره يؤثر على بناء شخصيته.
تتطور الشخصية حتى بداية بلوغ سن الرشد
أخيراً، تقول كاثرين روث سولومون شيرزر إنه حتى لو لم يكن الأمر واضحاً دائماً، فمن الأفضل تجنب منح الطفل سمات شخصية سلبية. على سبيل المثال، تجنبوا قول: “أنت مزعج” أو “أنت كاذب” أو “أنت عنيد”. فأنتم بهذه الطريقة تقومون بلصق بطاقات تعريف تحبسه في دور معين.. فإن أخبرتم طفلكم أنه مزعج، سيصبح مزعجاً”.
هل لترتيبه في الأسرة دور؟
على عكس ما نسمعه غالباً، إن ترتيب الطفل في الأسرة لا يؤثر كثيراً على شخصيته. الأطفال الأكبر سناً في الأسرة ليسوا دائماً أشخاص مسؤولين ومنظمين. والأطفال الأصغر سناً ليسوا دائماً ظريفين أو أشخاص يتهربون من تحمل المسؤولية! ترتيب الطفل في الأسرة واحد من العناصر التي تؤثر على تطور شخصية الطفل، لكن تأثير هذا العامل ليس كبيراً جداً وفق دراسة أميركية حديثة. كشفت هذه الدراسة التي أجريَت على 377000 طفل، أن الأطفال الأكبر سناً هم أكثر جديةً بقليل، وأكثر لطفاً وأكثر التزاماَ بالتوجيهات وأقل قلقاً من باقي الأطفال في الأسرة. لكن هذه الاختلافات قليلة جداً بدرجة لا تؤثر بشكل عملي على حياة الناس.