إليكم قواعدي كأم صارمة وقاسية
قواعد الأم الصارمة:
تعتبرني الكثير من الأمهات صارمة جداً، لكن أسلوب حياتنا يتناسب مع عائلتنا. لذلك، لا أسمح لأحد بأن يفرض عليّ فلسفته الخاصة.
مع مرور الوقت، لاحظتُ أن القواعد التي وضعتها تفيد أطفالي أكثر من كونها تقيدهم أو تضر بهم. قد يكون هذا العالم أحياناً مكاناً مخيفاً. وحين تكونين أماً، من الممكن لقلق لامتناهٍ أن يجعلكِ مستيقظة طيلة الليل.
إن مجرد اصطحاب الأطفال إلى المدرسة قد يوترني إذا فكرتُ بكل ما قد يحصل لهم حين يكونون بعيدين عني.
بدءاً من حوادث إطلاق النار في المدارس، وصولاً إلى الأطفال العنيفين وحتى الإعتداءات والإساءات عبر الإنترنت، فالمواقف المروعة المحتملة التي قد يتعرض عبرها أطفالنا للأذى لا تعد ولا تُحصى.
لهذا السبب، لا أريد أن أعتذر لأطفالي وللمجتمع على كوني أماً صارمة.
بالتأكيد، غالباً ما يتذكر أطفالي ويشتكون من لائحة القواعد الطويلة التي وضعتُها، إلا أن ذلك لا يزعجني إطلاقاً. فأنا أعرف أن حمايتي المفرطة لهم ضرورية جداً للحرص على حمايتهم أطول وقت ممكن. بالإضافة إلى ذلك، أنا مقتنعة أن كوني متشددة يفيد أطفالي أكثر من كونه يضع لهم حدوداً أو يقيدهم.
إليكم القاعدتين الأكثر أهمية اللتين أتبعهما في تربيتي لأطفالي الذين يبلغون سبع وأربع وثلاث سنوات:
1- حفلات البيجاما في منازل الأصدقاء ممنوعة
أريد أن أطمئن أن جميع أطفالي متواجدين تحت سقف منزلي وأنهم بأمان قبل أن أخلد إلى النوم. من المسموح أن ينام أطفالي في منزل جدهم وجدتهم أو في منزل أشخاص أعرفهم جيداً منذ زمن طويل.
لكن فيما يتعلق بالسهرات في منازل أصدقائهم، الأمر غير وارد إطلاقاً. على أي حال، اعترفت لي العديد من الأمهات أن فكرة السماح لأطفالهن بالنوم في منازل أصدقائهم تخيفهن أيضاً، لكنهن يسمحن لهم بالذهاب، كي يحظوا بوقتٍ ممتع.
أنا شخصياً أرفض القيام بذلك…
أرفض أن أمضي حياتي في الندم على حادث مؤسف لأنني بكل بساطة أرغب في أن أتيح لأطفالي الفرصة للحصول على وقتٍ ممتع.
لحسن الحظ، هذه المواضيع لا يتم تداولها في منزلنا، وهذا الأمر يجعلني أشعر براحة اكبر مع مرور الوقت. ولكن حتى لو تم طرح هذا الموضوع، لا يوجد أي سبب يدفعني إلى الموافقة على شيء كهذا والقلق طيلة الليل بشأن أطفالي.
سيكون لدي متسع من الوقت للقلق عندما يذهب أطفالي إلى الكلية يوماً ما.
2- على أطفالي أن يخلدوا إلى النوم باكراً
أرفض السماح لأطفالي بقضاء أمسياتهم أمام شاشة التلفاز وباللعب مساءً. النهار طويل جداً، ولديهم ما يكفي من الوقت للقيام بكل ما يحلو لهم.
بالطبع، في ظروف معينة قد يضطرون إلى الخلود إلى النوم في وقت متأخر. لكن ذلك يحصل فقط في الحالات الاستثنائية!
لماذا؟
لأنني أدرك تماماً أن أطفالي يحتاجون إلى النوم وأنه لا يوجد أي سبب كي يبقوا مستيقظين، مرهقين مقطبي الجبين لوقت طويل ومن ثم يتخذوا قرارات سيئة في اليوم التالي.
في نهاية الأمر، يحتاج الأطفال إلى قواعد صارمة كي يكبروا، لا إلى نسبة كبيرة من الحرية لإنشاء جداولهم اليومية الخاصة.
الاستثناءات التي أسمح لهم فيها بالتأخر في النوم هي الإجازات العائلية. في كل الحالات الأخرى، وحتى في عطلة نهاية الأسبوع، أعتبر أن النوم في وقت مقبول جزء من حياتهم طالما أنني أمهم.
ينام أطفالي الثلاثة في الساعة 8:00 مساءً. في الساعة 7:30 نقرأ قصة وعند الساعة 8:00 أقوم بإطفاء الأنوار.
هذا الروتين مفيد أيضاً لصحتي العقلية، ولعلاقتي الغرامية بوالدهم. إن فلسفتي العامة على صعيد التربية هي أن القواعد تتيح للأطفال التقدم لأنهم يعلمون ما يتوقعه أهلهم منهم.
بالإضافة إلى ذلك، تمنح القواعد الأهل أيضاً بعض راحة البال في محيط مخيف وخارج عن السيطرة.
إن مؤسستنا العائلية متقاربة ومحبة، يجمعها جدول مزدحم بالأنشطة والترتيبات الاجتماعية. كما أنني أشجع أطفالي على تجربة أشياء جديدة وعلى أن يكونوا أصدقاء جيدين، وكذلك أشخاص طيبين. لكن لن يكونوا كذلك في منازل مجهولة أو بعد الساعة 8 مساءً.