Site icon التربية الذكية

ما نزرعه في أطفالنا سنحصده

ما نزرعه في أطفالنا سنحصده

premium freepik license

ما نزرعه في أطفالنا سنحصده:
مررتُ بفترة صعبة ومرهقة جداً. حاولتُ أن أتماسك لمدة طويلة، تجاهلتُ حاجتي إلى الراحة، تجاهلتُ انفعالاتي وحزني وغضبي كثيراً. فالأمهات لا يحق لهن الاستسلام أو إظهار ضعفهن أمام أطفالهن. أو هذا ما كنتُ أظنه.. إلى أن تعبتُ من كل هذا ووجدتُ نفسي دون أن أشعر أنهار باكيةً، شعرتُ حينها بالدوار فاستلقيتً على الأريكة.

كان أطفالي الثلاثة يلعبون في غرفة الألعاب. لكن سرعان ما ركَضَت نحوي ابنتي التي تبلغ أربع سنوات من العمر، لم يكن لدي ما يكفي من الطاقة للنهوض، فما كان مني إلا أن سارعتُ في إغلاق عينيّ وتظاهرت بالنوم. لم أكن أريدها أن تراني منهزمة ضعيفة، لم أشأ أن ترى الدموع في عيني أمها التي لطالما أخبرتها انها هنا لأجلها. بماذا ستشعر حينها؟ ستظن أن مصدر أمانها في خطر. ستظن أنني ضعيفة وغير قادرة على حمايتها.

كانت هذه الأفكار تدور في ذهني. قاطعتني صغيرتي بصوتها الملائكي اللطيف، وهي تقول: “أمي أنتِ متعبة؟ سأحضر لكِ غطاء. وأحضرت غطاءً من غرفة النوم، وضعته عليّ وصعدت على الأريكة وأطفأت الأنوار. ركضت أختها الصغرى التي تبلغ من العمر سنتين وهي تضحك عالياً، فأشارت لها بأن تصمت، وقالت لها “أخفضي صوتكِ، ماما نائمة”.

زال كل تعب الكون في لحظات. لكن الأمر لم ينتهِ على هذا النحو. بعد بضع دقائق شعرتُ بتحسن ونهضت وأكملتُ يومي بشكلٍ طبيعي قدر الإمكان. وفي المساء جلستُ بالقرب من أميرتي كي أروي لها قصة قبل النوم كعادتي كل يوم. فتفاجأتُ بها تسألُني “أمي لِمَ كنتِ تبكين؟ هل كنتِ تبكين لأنكِ متعبة؟ لا بأس أن نبكي أحياناً، لكن يجب أن نفكر في خطة كي نجد حلاً. أليس كذلك أمي”.

إنها عباراتي.. إنها الجملة التي قلتُها لها عندما كانت تبكي لأنها أضاعت لعبتها. نشجع أطفالنا وندعمهم ونزرع فيهم قيماً عجز أهلنا عن تلقينها لنا كي يصبحوا أقوى وأنجح منا في المستقبل. وننسى أنفسنا..

ثلاثة أمور تعلّمتُها من هذا الموقف:

سماح خليفه

Exit mobile version