تحرك الجنين ليلا
هناك أمر واحد تتفق عليه الأمهات الحوامل حول العالم: جمال التنعّم بنوم هانئ. نعم، من المريح أن يتم إشباع الرغبة الشديدة في تناول طعام ما في فترة الحمل، أو أن يتم فرك قدميك. ولكن لا شيء يضاهي عجائب التنعّم بنوم هانئ ليلاً.
للأسف، تعاني الأمهات في آخر فترات الحمل من الحرمان من نعمة النوم. بينما يستلقين في الفراش ويتجهّزن للراحة بعد يوم طويل حافل، تحدث الرفسة. تلي الرفسة لكمة، ودحرجة، وساعات من الفرفرة داخل الرحم. فتغدو الأمهات اللواتي كن على استعداد للاستسلام للنوم مستيقظات طوال الليل. (ودعونا لا ننسى أنه عندما ينامون أخيرًا، سرعان ما توقظهم الحاجة إلى التبول.)
قد تصبح التحركات المفاجئة والمستمرة مصدراً للقلق للعديد من الحوامل. هل يتحرك طفلي أكثر من اللزوم؟ لماذا يتحرك الأجنّة كثراً في الليل؟ متى عليّ ان أقلق؟
الجواب بالمختصر هو أن ذلك طبيعي جداً وعلى الأمهات ألّا يقلقن. ولكن للمساعدة في التخلص من المخاوف أكثر، تعمّقن أيتها الأمهات في معرفة الأسباب وراء تحرّكات الأجنة في الليل، ومتى يجب عليك التواصل مع طبيبك، وكيف يمكنك التنعّم بالراحة بالرغم من الحفلة الليلية التي تدور في بطنك.
لماذا يتحرك الأجنة ليلاً؟
تماماً كما حديثي الولادة، يقضي الأجنة معظم يومهم نائمين. بحسب Psychology Today، ينام الأجنة بنسبة تتراوح بين 90 و95% من وقتهم مع دخول الأم شهرها السابع من الحمل.
بينما تمارس الأمهات أعمالها الروتينية، يهدأ الأطفال بسبب الحركة المستمرة والضوضاء فيسهل عليهم النوم. من ناحية أخرى، في الليل، من الممكن أن يشعر الجنين بتوقّف أمه عن الحركة وقد تزيد حركته كردة فعل للتغيير الكبير في حركتها. قد لا يفهم الأطفال سبب توقف الأم عن الحركة أو سبب عدم قدرتهم على سماع صوتها، حيث أن موقع Psychology Today وجد أن صوت الأم يهدئ الجنين أثناء وجوده في الرحم.
مع اعتياد الصغار على الروتين اليومي لأمهاتهم، قد يبدؤون أيضًا في إنشاء جدول خاص بهم، حيث تشير الحركة إلى وقت القيلولة. يفترض بعض الخبراء أن هذا النمط قد يؤدي إلى تكوين جدول للساعة البيولوجية الخاصة بهم. فعندما تكون الأم مستيقظة خلال النهار، سينام جنينها خلال النهار والعكس صحيح.
متى عليّ أن أقلق؟
كشفت دراسة نُشرت سنة 2019 أنه من الطبيعي جداً أن يتحرك الأجنة في الرحم ليلاً. بنسبة كبيرة، ذكرت 75٪ من النساء اللواتي شاركن في الدراسة أن وقت النوم هو الوقت الذي تكثر فيه اللكمات واللف والدوران. كل الحركات داخل الرحم طبيعية خلال فترة الحمل. سواء كان الأطفال في الرحم نائمين أو مستيقظين، إنهم يتحركون 50 مرة أو أكثر كل ساعة، وقد تكون هذه الحركات على هيئة تمدد أو تحريك الرأس.
في حين أن النساء اللواتي سيصبحن أمهات قريبًا عادةً ما يبلّغن عن شعورهن بالحركة الأولى للجنين، والمعروفة أيضًا باسم التسارع، خلال فترة الأسابيع ال 16 إلى 22 من الحمل، لكن، في الواقع، يكون الجنين نشيطاً منذ الأسابيع الأولى من الحمل.
تعتبر الركلات علامة على سلامة الحمل -والعلم يوافق على ذلك. اكتشف الباحثون أن التحركات في الرحم تسمح بأن تتكون عظام وغضاريف ومفاصل وعضلات الطفل بشكل صحيح.
عليكِ أن تقلقي وتتواصلي مع طبيبك فقط عندما تلاحظين انخفاضاً حادّاً في حركة طفلك أو عندما تتوقفين عن الشعور بأي حركة على الإطلاق. من المهم أيضاً أن تتذكري أن لا حمل مثل الآخر ولا طفل مثل الآخر. فتجربتك مع طفلك الأول قد تختلف عن تجربتك مع طفلك الثاني أو الثالث.
