كيف تلزمون ولدكم المراهق بقراراتكم من دون صدام ؟

0

إلزام المراهق بالقرار: لدينا فكرة معيّنة عن التربية ونحن متمسكون جداً بالالتزام بقراراتنا مع أولادنا المراهقين. يقترح عليك هذا المقال بعض المفاتيح لمساعدتك على النجاح.

ها هم أولادنا يكبرون ويصبحون مراهقين ومن ثم راشدين. هذا هو المسار الطبيعي للأمور.

الخبر الجيد هو أننا ومع مرور الأيام نكبر معهم لأنهم يكشفون لنا من دون أن يدركوا ذلك حكماً، طرق تفكير جديدة.

الامتنان…

نعيش هذه المراحل بالألم أحياناً وبالفرح أحياناً أخرى. لكن أليست هذه هي الحياة بكل بساطة؟

هذا لا يعني أنني أقبل أيّ شيء وكل شيء من أولادي المراهقين… أنا مثلك تماماً، أنت يا من تقرأ هذا المقال، اختبر يومياً مواقف جديدة ومزعجة وأبحث عن حلول تفلح لعائلتنا وكيف أتمسك والتزم بها خصوصاً.

فمع مرور الوقت، أتساءل كيف أتمكّن من تنظيم أموري، ما بين الأولاد والعائلة والأعمال التي لا مفر منها والعمل، الخ…

إن كانت نهاية العام فترة مواتية لاتخاذ “القرارات المناسبة والصائبة”، أبقى مقتنعة أننا نستطيع اتخاذ هذه القرارات على مدار العام والالتزام بها. فكل لحظة من حياتنا هي لحظة قرار.

إليك 4 خطوات لتتمكّن أنت أيضاً من ذلك.
تحديد دورك كأب أو أم وكمربّي

أنت والد أو والدة ومربي. لقد عشت العديد من التجارب التي جعلتك ما أنت عليه الآن وههنا. إنّ علاقتك بولدك المراهق مزيج من بُعدين: التعلّق والسيطرة.

التعلّق رابط عاطفي قويّ. وهذا الرابط يمكن أن يتراوح بين المحبة أو المودّة الناشئة عن قدرتنا على إدراك حاجات ولدنا وتقبّلها والتعامل معها بطريقة مناسبة، وبين النقيض أي العداء.

أما السيطرة فهي الدور الفاعل الذي ينبغي أن نلعبه كأهل، بغية تنشئة ولدنا. فهو يقيم توازناً بين تطلعات الأهل ومتطلباتهم والتوجيهات والارشادات المعتمدة ضمن الأسرة.

اتخاذ موقع مع الانفصال

يسمح تحديد أسلوبك التربوي كأب أو كأم بإجراء تقويم للوضع ومن ثم تحديد ما ترغب في أن تتطور لتصل إليه. إنّ أسلوبك في التربية وقيمك ومتطلباتك وتطلعاتك تحدد من أنت.

ترغب في أن تنقل قيمك إلى ولدك المراهق، لكن ولدك ليس أنت والعكس بالعكس! وهذا أمر رائع!

الالتزام بالقرارات هو الشروع في العمل باعتدال

بعد أن وضعت تصوّراً لما أنت عليه، يمكنك أن تنتقل إلى العمل والتطبيق وعليك أن تتذكّر في كل لحظة لما تتصرف هكذا ونحو أيّ هدف تتوجّه.

ومهما كان أسلوبك في التربية، عليك أن تلتزم بأمر واحد وهو الاعتدال.

أن تأخذ عمر ولدك المراهق بعين الاعتبار

تتغيّر حاجات ولدك المراهق مع مرور الوقت. إذا التحق بالكليّة فستكون يومياته مختلفة جداً عن يوميات طالب في المدرسة. كما أن شخصيته تتطوّر وتتغيّر مع مرور الوقت والأشخاص الذين يلتقيهم. لا بد من أن تأخذ هذا بعين الاعتبار حتى وإن “كان الوضع أفضل من قبل” من وجهة نظرك.

كلما تحاورت معه وتبادلت معه الأحاديث سواء بطريقة غير رسميّة أو خلال أوقات مخصصة ومبرمجة للتحدّث، كلما استطعت أن تدرك بشكل يوميّ الشخصية التي بدأ بتكوينها وأن تأخذها بعين الاعتبار.

اترك رد