ما على الأهل فعله لمساعدة أطفالهم الموهوبين (بحسب دراسة استمرت 45 سنة)

0

الأطفال الموهوبين: دراسة امتدت على 45 سنة تكشف ما على الأهل فعله لمساعدة الأطفال العباقرة والموهوبين على تحقيق ذاتهم

في العام 1968، التقى جوليان ستانلي، وهو أستاذ في جامعة جون هوبكنز بصبي يبلغ من العمر 12 سنة يُدعى جوزيف بيتز. كان الصبي يشعر بالملل في المدرسة، لأنه يجد أن ما يتم يتعلّمه يوماً بعد يوم سهل جداً. في نهاية المطاف، اتضح أن جوزيف طفل عبقريّ. لكن النظام التعليمي التقليدي العاجز عن التعرّف إلى الطلاب الذين يتمتعون بمستوى ذكاءٍ عالٍ، لم يكن يدعمه.

تم تسجيل جوزيف بيتز في برنامج علوم الكومبيوتر في جامعة جون هوبكنز، حيث أمل والداه أن يحظى ابنهما بالتحفيز المعرفيّ المناسب.

لكن، حتى هذا البرنامج الصعب في إحدى أعرق الجامعات في الولايات المتحدة لم يكن كافياً. في الواقع، انتهى الأمر بالطفل بأن تسجّل في جامعة جون هوبكنز وبدأ بتعليم لغة برمجة متقدّمة للطلاب حاملي الشهادات.

بعد أن لاحظ فشل التعليم التقليدي في التعرّف على الأطفال العباقرة ودعمهم، وضع ستانلي دراسة الشباب المتقلّب رياضياً (Study of Mathematically Precocious Youth -SMPY)، لتحديد الأطفال الذين يتمتعون بمستوى ذكاء عالٍ، وخاصة أصحاب التفكير المنطقي في مجال الرياضيات والموهبة العالية.

أجرى برنامج SMPY على مدى أكثر من 45 عاماً مئات الدراسات الدقيقة علمياً حول عدد كبير من المواضيع المتعلقة بذكاء الطفولة.

ولعل أهم دور لعبه برنامج SMPY هو اكتشاف وتدريب الأطفال الموهوبين في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.

ما اكتشفه برنامج SMPY بشأن الأطفال الموهوبين

تابع برنامج SMPY إنجازات 5000 طفل موهوب إلى أن وصلوا إلى ذروة حياتهم المهنية. واكتشف الباحثون أنّ العديد من المبتكرين في العلوم والتكنولوجيا والثقافة تلقّوا دعماً في سنواتهم الأولى من مركز جون هوبكنز للشباب الموهوبين، وهو برنامج تعليمي مكمل لبرنامج SMPY

يبيّن برنامج SMPY في الدراسات التي تم نشرها أن لذكاء الطفل تأثير غير متكافئ على نجاحه المحتمل.

في ما يلي النتائج الرئيسية لأبحاث دراسة SMPY
  • يشكّل الذكاء الموروث مؤشراً للنجاح أقوى من الممارسة المتكررة أو الوضع الاجتماعي والاقتصادي.
  • إذا تطوّر الطفل الموهوب بشكل صحيح، فمن المرجّح أن يترك أثراً كبيراً في المجال الذي اختاره.
  • ما من عامل واحد قادر على تحديد نجاح الشخص، فثمة قيم متطرفة لكل مستوى فكري.
  • التعليم الجيد مهم لتطوير المجتمعات في المستقبل وتحسين قدرتها التنافسية.
  • يمكن للأطفال الموهوبين القيام بالعديد من المهام الغريبة، كما يمكنهم انجاز مهام ليس لديهم أيّ معرفة مسبقة بها.
تربية طفل يتمتع بمستوى ذكاء عالٍ

قدّمت كاميلا بينبو، عميدة التعليم والتنمية البشرية في جامعة فاندربيلت الواقعة في ناشفيل في ولاية تينيسي، والباحثون الذين يعملون معها في مجال تنمية المواهب، سلسلة من التوصيات لأهالي الأطفال الموهوبين.

والغاية من هذه التوصيات هي تمكين الأطفال الأذكياء من النجاح وتحقيق ذاتهم.

في ما يلي بعض توصياتهم لأولياء أمور الأطفال الموهوبين:
  • استخدموا لقب “موهوب” أو “مميز” بحذر. غالباً ما يؤدي إلصاق صفة بالطفل إلى اضطراب عاطفي ونفسي لديه.
  • دعوا طفلكم يبذل جهداً فكرياً بنفسه. وهذا يعني أنّ الفشل والمخاطرة ضروريان في تجربة التعلم.
  • ركزوا على الجهد لا على المهارات الفطرية. فكما ذكرنا أعلاه، ثمة عوامل مختلفة تحدد “نجاح” الشخص، وليس الذكاء الموروث وحده.
  • شجعوا طفلكم في المجالات التي تستهويه. لا تجبروه على أن يكون “شخصاً” لا يشبه حقيقته.
  • تعاونوا مع المعلمين لوضع برنامج له. غالباً ما يسأم الأطفال الموهوبون من الواجبات المنزلية التي تُعطى لهم في المدرسة. طوروا برنامجاً جيداً يتلاءم مع قدراته.
  • يحتاج طفلكم إلى دعم عاطفي وفكري. سيساعده ذلك على أن يصبح شخصاً متزناً وسعيداً.
  • اجعلوا طفلكم يخوض تجارب مختلفة. غالباً ما يحتاج الأطفال الذي يمتلكون مستوى ذكاء عالٍ إلى التجديد ليظلوا متحمسين ومهتمين.
اترك رد