كيف نربي طفلاً طيباً ومتعاطفاً

0

الأطفال المتعاطفون:

الأطفال بطبيعتهم متعاطفون. وبما أنهم طيبون بالفطرة، فهذا يسهّل الأمر على الأهل الذين يرغبون في تربية أطفال طيبين. ومع ذلك، يتوجّب على الأهل الراغبين في أن يربوا أطفالاً يدعمون الآخرين ويستمتعون بالعطاء ويختارون الطيبة، أن يتصرفوا على هذا النحو أمام أطفالهم، وأن يعطوا دروساً واضحة تبيّن أن الطيبة خيار. تقدّم ديل أتكنز المؤلفة المشاركة لكتاب ميزة اللطف The Kindness Advantage: تربية أطفال متعاطفين ومترابطين، في ما يلي طرقاً يمكن للوالدين من خلالها أن يعطوا مثالاً على اللطف في تصرفاتهم ويعلّموا أطفالهم التّعاطف.

لا يوبخون أطفالهم في الأماكن العامة (عندما يمكنهم تجنب ذلك)

عندما يسيء الطفل التصرف، يجب على الأهل أن يحاولوا الحفاظ على هدوئهم لاسيما في الأماكن العامة. مما لا شك فيه أنّ الكلام أسهل من الفعل. لكن في حال انفعال الأهل، سيؤدي غضبهم بحسب أتكينز إلى ضياع الرسائل المهمة التي يحاولون إيصالها لأطفالهم. تقول أتكينز “قد يجدر بكم أن تتدخلوا وتقولوا ’مهلاً، سنوقف هذا التصرف، وعليك أن تأتي معي‘ لكن لا تعاتبوا طفلكم أمام مجموعة من الأطفال الآخرين. يمكنكم قول ’أنا غاضب جداً الآن، ولا أريد أن أتكلم معك حالياً لأنه يجدر بي أن أفكر في ما أرغب في قوله.‘”

إن الأهل القادرين على القيام بذلك يساعدون أنفسهم ليس على التفكير والسماح بتهدئة الوضع وحسب، بل على إظهار الصفات الحسنة أمام أطفالهم أيضاً. من المهم جداً أن تأخذوا بعض الوقت لمعرفة ما تريدون قوله بطريقة لا تحرج طفلكم أمام الآخرين.

Freepik License
يتعاطفون دوماً مع أطفالهم

يخطئ الأطفال كثيراً. لكن من المهم أن يتعاطف الأهل مع أطفالهم، حتى عند تأديبهم. دعونا نأخذ مثالاً وهو أنّ طفلاً ضرب طفلاً آخر وعلم بذلك أحد الوالدين. عند التحدث إلى الطفل، ينبغي على الأم أو الأب ألا يسارعا فوراً إلى فرض عقوبة بل عليهم أن يستفسروا من الطفل عن شعوره قبل وبعد ضربه للطفل الآخر، ولما رأى أنّ عليه التصرف بهذا الشكل. تقول أتكينز: “بعد أن يشعر الطفل أنكم تصغون إليه وأنه لا يحتاج لأن يدافع عن نفسه بسبب إقدامه على فعل لئيم، يمكنكم أن تقولوا له ’أعلم أنك أردت أن تؤذيه لأنك تعرضت للأذية. لكن ما هو التصرف الآخر الذي كان من الأجدر أن تقوم به؟ “

يقرأون مع أطفالهم

تظهر الأبحاث أن الأطفال في سن ال 4 و5 و6 سنوات، الذين يقرأون كتبًا عن شخصيات تختلف حياتها كثيرًا عن حياتهم، يكونون أكثر انفتاحًا وتعاطفاً مع تجارب الآخرين. “هناك بحث مقنع للغاية أن القراءة للأطفال تساعدهم على الشعور بالتعاطف والقدرة على التواصل. فهم يكتسبون مفهوماً مفاده أنّ لدى الآخرين أفكار ومعتقدات وأولويات تختلف عن تلك الخاصة بهم، وهذا يثبت التعاطف“، كما تقول أتكينز.

يدركون أن تعليم التعاطف يستغرق وقتًا طويلاً

يستغرق نمو التعاطف وقتًا طويلاً كما هو الحال مع أي سمة يركّز الأهل على زرعها في طفلهم. يجب أن يدرك الأهل أن الأمر سيستغرق وقتًا طويلاً، وغالبًا ما سيبدو وكأنه ميؤوس منه. عليكم أن تكونوا ثابتين في أفعالكم، ودقيقين في تربيتكم، وأن تدركوا أن ترسّخ الدروس يتطلّب سنوات طويلة.

اترك رد