Site icon التربية الذكية

بين كوكب النظريات والواقع الذي تعيشه الأم فرقٌ كبير

dreamstime License

بين كوكب النظريات والواقع الذي تعيشه الأم فرقٌ كبير

“توقفي عن التمييز بين أطفالك”! “لا تهملي ابنتكِ الوسطى هي بحاجة إلى اهتمام عاطفي”! “لا تتركي ابنتكِ الصغرى تبكي كثيراً في السرير، ستعاني من اضطرابات نفسية حين تكبر”! “كيف يعيش أطفالكِ في هذه الفوضى، لا يمكن أن يعيش الأطفال دون نظام”! “أتركي لأطفالكِ بعض المساحة ستدمرين شخصيتهم”! “لا تنفعلي هكذا على أطفالكِ، الصراخ لا ينفع”! “لِمَ لا يصغي إليكِ أطفالكِ، التساهل إلى هذا الحد مضر”!
ماذا بعد؟ بإمكاننا أن نحضّر كتاب إرشادات من آلاف الصفحات بعنوان “نظريات تربوية مهمة ولكن…”.
بين هذه النظريات المتناقضة اللامتناهية والواقع طفلين أو ثلاث أطفال أو ربما أربعة، لديهم الكثير من الطلبات، يتشاجرون يومياً وينثرون الفوضى في كل مكان… ويومٌ يمر على أم لا تدرك متى يبدأ وكيف ينتهي.

أنا لا أنكر أهمية هذه النظريات. لكن دعوني أوضح لكم الأمر بطريقة أبسط، عبر بعض الأمثلة التي توضح الفرق بين ما يُقال نظرياً وما يحدث في الواقع عملياً.

ما رأيكم أن تتركونا بسلام؟ إن كان هناك سبيل كي نصل إلى السلام أصلاً وسط زحمة مطبات الحياة ومشاكلها. وإن كنتم مهتمين إلى هذا الحد ما رأيكم أن تترجلوا من كوكب نظرياتكم لبعض الوقت وأن تساعدونا بدلاً من إلقاء الحكم من برجكم العاجي؟ أن تنزلوا إلى واقعنا وتمدوا لنا يد العون حقاً… أراهن على أنكم ستنسحبون من أول المعركة. أتدركون لماذا؟ لان قلب الأم وحده قادر على الصمود ودفعها إلى النهوض رغم انعدام الطاقة والأمل.

سماح خليفة

Exit mobile version