لديّ طفل وزوج أحبهما، ولكنني حزينة وأرى الحياة سوداء. ماذا يحدث لي؟ (و3 أسئلة أخرى حول الصحة العقلية للأم)

0

عندما يواجه الشخص مصيبة (خسارة شخص ما، انفصال، حادث، …)، قد تتأثر صحته العقلية. لكن هذا لا يعني أنه سيصاب حتمًا بالاكتئاب مثلًا. في الواقع، لا تزال الأسباب الفعلية للاضطرابات العقلية مجهولة. ما نعرفه هو أن هذه الاضطرابات هي نتيجة مجموعة من العوامل الوراثية والبيولوجية والنفسية والاجتماعية. ولكن الخبر السار هو أنه يمكن معالجة الاضطرابات العقلية. وبالتالي من الممكن أن ننعم بحياة أسرية هانئة حتى ولو كنا نعاني منها من خلال تلقي المساعدة. سنجيب فيما يلي على 4 أسئلة حول الصحة العقلية للأم.

لديّ طفل بصحة جيدة وزوج أحبه، ولكنني حزينة وأرى الحياة سوداء. ماذا يحدث لي؟

يعاني حوالي 13% من الأمهات الجدد من اكتئاب ما بعد الولادة خلال الشهر الأول الذي يلي الولادة. ومن بين الأعراض المحتملة: الحزن الشديد، تقلب المزاج، فقدان الاهتمام أو المتعة بالأنشطة اليومية، صعوبة النوم، التعب، الشعور بالفراغ، التفكير بالانتحار، وغيرها. وتؤكد الطبيبة النفسية ماري جوزيه بولين، رئيسة برنامج الطب النفسي في فترة ما حول الولادة في المعهد الجامعي للصحة العقلية في كيبك، “أن اكتئاب ما بعد الولادة يتطلب رعاية طبية فورية. لا تجرؤ المرأة التي أصبحت أمًّا للمرة الأولى على طلب المساعدة لأنها تخجل من شعورها بالتعاسة.” إذا لاحظ الزوج أو أحد الأشخاص المقربين أن الأم في حالة سيئة، من المهم أخذها لاستشارة طبيب.

لا علاقة لاكتئاب ما بعد الولادة بالـ “بيبي بلوز baby blues”، الذي هو عبارة عن اكتئاب مؤقت يصيب حوالي 80% من النساء، وغالبًا ما يظهر في اليوم الثالث بعد الولادة. “تكون المرأة التي أصبحت أمًّا للمرة الأولى في مزاج سيء وتبكي دون أن تعرف السبب. ومع ذلك لا يكون لديها أفكار سوداوية، وتكون قادرة على رعاية طفلها”، كما أوضحت الطبيبة النفسية نانسي فيرو.

وكذلك هناك مرض نادر وخطير للغاية وهو: هَوس ما بعد الولادة. يحدث بعد بضعة أيام من الولادة ويظهر على شكل ارتباك، وهلوسة، وهذيان وعدوانية. ويستدعي نقل الأم إلى المستشفى لأن سلامتها وسلامة طفلها تكونان عرضة للخطر.

Family is having fun outdoors
أشعر بالقلق الدائم على طفلي؟ هل أعاني من القلق المرضي؟

من الطبيعي أن تقلقي على طفلك من وقت لآخر. ولكن يصبح القلق مشكلة عندما لا نستطيع السيطرة عليه، إذ يسيطر علينا ويمنعنا من القيام بأعمالنا اليومية، حسب ما أوضحت الطبيبة النفسية ماري جوزيه بولين. وفي هذه الحالة يكون القلق عامًا أو مرضيًّا.

غالبًا ما يرافق اضطراب القلق العام مجموعة من العوارض مثل: التعب، وتقلب المزاج، وصعوبة النوم والتركيز، والانزعاج، وخفقان القلب، والارتعاش، والغثيان، وغيرها… إذا كنتم تعانون منها، لا تترددوا في استشارة طبيب.

أنا أم لطفلين صغيرين ومرهقة جدًا. هل أنا معرضة للإصابة بالانهيار العصبي؟

“إن القيام بأعمالنا وواجباتنا الأسرية أمر منهك بحد ذاته. إلا أن بعض النساء يشعرن بالإرهاق لأنهن يحاولن أن يكنّ أمهات مثاليات، حسب ما أوضحت الطبيبة النفسية نانسي فيرو. يبالغن في القيام بدور الأمومة. وقد يؤدي ذلك إلى خيبات أمل، لأن حياة الوالدين ليست دائمًا سهلة. ” تشعر الأمهات بالتعب الجسدي والعقلي الشديد، المترافق مع التوتر. ما يسمى بالاحتراق الوظيفي (النفسي) لدى الأمهات. كيف نتجنب حدوث ذلك؟ يكمن الحل في أن نخصص وقتًا للراحة، وأن نحاول أن تكون توقعاتنا واقعية. من المفيد أن تعرفي قدراتك وأن تتقاسمي المهام والمسؤوليات مع شريكك. إذا كنت أم وحيدة، لا تترددي في طلب المساعدة من الأشخاص المحيطين بك.

هل يجب أن أفسر لطفلي أنني أعاني من مرض عقلي؟

مرضكم يشكل جزءًا من حياة طفلكم. لذلك يحتاج الطفل إلى معرفة ما يحدث. ابتداءًا من عمر 3 أو 4 سنوات يجب عليكم أن تفسروا له أن لديكم مرضًا يجعلكم تشعرون أحيانًا وكأنكم في عالم آخر. يمكن أن تساعدكم الهيئات المتخصصة بالصحة العقلية على إيجاد الكلمات التي تناسب عمر طفلكم. من المهم أن تخبروه أنه هو ليس سبب إصابتكم بالمرض، تقول انجلينا اندريه المرشدة الاجتماعية:”افسحوا له المجال أن يعبر عن مشاعره، وأفكاره، وأن يطرح الأسئلة حول المرض. وكذلك يجب عليكم أن تسمحوا له بالتواصل مع الأشخاص الراشدين الآخرين المهمين بالنسبة له، مثل جدته أو خاله.”

اترك رد