كيف أعزز صحة طفلي العقلية؟ (و3 أسئلة أخرى حول الصحة العقلية للأطفال)

0

إن الصحة العقلية لا تقل أهمية عن الصحة البدنية. ومع ذلك، لا نعيرها الاهتمام اللازم… ربما لأنه يصعب علينا فهمها. سوف نكسر المحرمات من خلال الإجابة على 4 أسئلة حول الصحة العقلية للأهل والأطفال.

الصحة العقلية للأطفال
هل يمكن أن يصاب الأطفال بأمراض عقلية؟

يعاني حوالي 20% من الأطفال والمراهقين من اضطرابات عقلية، بعضهم منذ الطفولة المبكرة. تعتبر هذه النسبة مرتفعة ولكن يجب أن نعرف أن اضطراب نقص الانتباه مع أو من دون فرط الحركة (ADHD) والاضطرابات السلوكية تدخل أيضًا ضمن هذه الفئة. ومن بين الاضطرابات العقلية الأخرى التي قد تصيب الأطفال الذين يبلغ عمرهم الخمس سنوات أو أقل هناك اضطرابات القلق وعوارض الاكتئاب واضطراب التعلّق. ما هي الإشارات التي يجب التنبه إليها؟ بشكل عام، عندما يكون السلوك متكرّرًا ويستمر لوقت طويل، فقد يدل ذلك على أن هناك مشكلة ما، كما تقول الطبيبة النفسية للأطفال اندريه آن ماركو.

“عندما نتفاجأ بانفعالات وتصرفات طفلنا، يكون من الأفضل استشارة طبيب”، تقول الطبيبة النفسية. وقد يكون هذا هو الحال مثلًا إذا كان طفلكم دائمًا حزينًا، أو قلقًا أو غاضبًا، أو منعزلًا، أو لم يعد لديه الرغبة في اللعب، أو بالكاد ينام، أو يؤذي نفسه عن قصد، أو يشعر بالخوف الشديد عند الابتعاد عنكم، أو غير قادر على القيام بعمله في الحضانة بسبب سلوكه العدواني، …

family problem, divorce and people concept – unhappy father, mother and sad little son at home
هل يمكن أن يؤثر انفصال الوالدين على صحة أطفالهما العقلية؟

لقد أظهرت الدراسات العلمية أن انفصال الوالدين يزيد من عوارض القلق والاكتئاب لدى أطفالهما. حتى ولو كانت هذه الزيادة بسيطة إلى حد ما إلا أنها تشير إلى أن الانفصال يشكل مصدر توتر وحزن للأطفال الصغار. “كلما زادت حدة الخلافات، كلما سببت المزيد من الأذى للطفل، الذي يشعر بالحيرة بين والديه”، تقول الطبيبة النفسية نانسي فيرو. لتسهيل هذه المرحلة الانتقالية، من المهم التفكير في الطفل، وإظهار الاحترام للطرف الآخر والتعاون معه. حتى لو كنت مستاءةً/مستاءً من شريكك السابق/شريكتك السابقة، تذكرا أن طفلكما بحاجة إليكما.

كيف أعزز صحة طفلي العقلية؟

“قبل كل شيء، عليكم أنتم الاهتمام بصحتكم العقلية، لأنها تؤثر على صحة طفلكم، تجيب طبيبة الأطفال النفسية أندريه آن ماركو. والأمر الآخر هو الانتباه إلى احتياجات طفلكم بحسب عمره.” على سبيل المثال، يتعلق طفلك بك في الأشهر الأولى من عمره، ويثق بك. وبالتالي من المهم تلبية احتياجاته بشكل سريع (تهدئته، اطعامه، تغيير الحفاظة، …). ومن المهم أيضًا لنمو دماغه بشكل سليم أن نمنحه العاطفة، ونتبادل الابتسامات معه، ونتحدث إليه، ونلعب معه.

وعندما يكبر، يمكنكم تعليمه تحديد مشاعره والتعبير عنها، وإقامة علاقة مع الآخرين، وطلب المساعدة…

ولبناء ثقته بنفسه، من المهم تقدير جهوده وتهنئته على نجاحاته، وإظهار الاهتمام بما يفعله. ولكي يشعر بالأمان، يُنصح بوضع حدود له. ولكن انتبهوا: هذه ليست وصفة سحرية! فالأمراض العقلية معقّدة ويمكن أن تظهر بغض النظر عن طريقة تربية ورعاية طفلكم.

لقد عرفت للتو أن طفلي يعاني من تأخر في النمو. كيف يمكنني تقبّل الأمر؟

الإنكار، الغضب، الحزن، والشعور بالذنب… من الطبيعي أن تتملكنا مثل هذه المشاعر بعد أن نتلقّى خبرًا من هذا النوع. “يجب على الأهل أن يتغلبوا على حزنهم على طفلهم، تقول الطبيبة النفسية نانسي فيرو. إن هذه العملية صعبة وتحتاج إلى الوقت.” خلال هذه الفترة يفضل تجنب عزل أنفسكم. من المفيد أن تلجؤوا إلى الأشخاص الذين يمكنهم تقديم الدعم لكم ومواساتكم. يجب عليكم أن تحاولوا الاستمرار في القيام بالنشاطات التي تحبونها، على الرغم من أن هذا الأمر قد يبدو صعبًا في البداية. لأن هذا سيساعدكم على تجنب الاكتئاب ويجعلكم قادرين على مساندة طفلكم فيما يعانيه. وستتمكنون من تخطي الصدمة شيئًا فشيئًا، وستتأقلمون مع مشكلة طفلكم الصحية.

اترك رد