التوازن المستحيل: يتطلب التوازن بين الأسرة والعمل الكثير من الجهد، لكن يوماً بعد يوم يزداد عدد النساء اللواتي ينجحن في ذلك.
لكن كيف تنجح هؤلاء النساء في تحقيق هذا التوازن؟ ومن يدعمهن في ذلك؟ وما هي التنازلات التي عليهن أن يقدمنها كي ينجحن في هذه المهمة؟
إنّ العودة إلى العمل بعد إجازة الأمومة أشبه بصدمة. هزة على الكثير من الأمهات تحمل تداعياتها عندما تهب رياح مختلفة.
التواجد مجدداً مع الزملاء، لأننا نقصّر فترة استراحة الغداء لكي نتمكن من الوصول إلى الحضانة في الوقت المحدد. وموقف الآخرين الذين ينظرون إليكِ شزراً لأنكِ تغادرين في وقت مبكر.
لقد تعلمت كل ذلك بأصعب الطرق. كنتُ أصبو إلى مسيرة مهنية ناجحة ومستقرة ومليئة بالإنجازات.
قبل انتهاء إجازة الأمومة، تلقيتُ عرض عمل لم أتمكن من رفضه: رئيسة تحرير مجلة نسائية.
إنه حلمي!
عمل لطالما تخيّلته بأحلى صورة: راتب جيد، 30 ساعة عمل في الأسبوع ومع ناشر لا بد أنه يفهم بكل بساطة حياة المرأة اليومية.
لكن ما جاء بعد ذلك كان عبارة عن مشقة يومية مترافقة مع إرهاق تام.
لم أكن أتوقع هذا.
كان الشعور الأساسي الذي يرافقني هو أنني لم اتخذ القرار الصحيح: كان عليّ أن أجد مكاني في وظيفة جديدة، بينما لا تزال ابنتي تجد صعوبة في التكيف في الحضانة.
كنتُ أتأخر كل يوم، بعد أن أوصلها إلى الحضانة وهي تبكي بمرارة، وأسرع للذهاب إلى المكتب مرفقة بشعور حاد بالذنب وتسريحة شعر كارثية.
ويستقبلني هناك المسؤول الذي ليس لديه أطفال بتعليقات سخيفة أو نظرة تحذير.
كلا، لم يكن يتفهّم أني اضطررتُ للبقاء مستيقظة لساعات، وأن ايصال ابنتي إلى الحضانة استغرق 15 دقيقة إضافية لأنها كانت تبكي وتتشبث بي.
بالطبع، ليس من المستغرب ألا يفهم الأشخاص الذين ليس لديهم أطفال هذه الأمور.
كما أنهم لن يتمكنوا من فهم الألم الذي يسببه انفصالك عن طفلك الذي يكسر قلبك كل يوم.
علاوة على الدراما الصباحية، لم يتمكّن رؤسائي في العمل من أن يتفهموا أيضاً مسألة أنني لا أستطيع العمل لساعات إضافية.
يمكنك أن تتأخري لبعض الوقت عن موعد أخذ ابنتكِ من الحضانة!
هذه واحدة من تلك المقولات التي لا يمكن تطبيقها على الإطلاق.
ولم أكن أنا نفسي راضية عن عملي الذي ما كنت لأتمكّن من إنهائه حتى لو عملت 50 ساعة في الأسبوع.
إذن، كنت سيئة.
شعرت أني لا أستطيع أن أفعل أي شيء بشكل صحيح، حتى لو كان ذاك على حساب طفلتي. لذلك، قررت أن أضع حدّاً لكل شيء بعد 7 شهور وتركت وظيفتي.
تنازلتُ عن الوظيفة المستقرة الرائعة مع كل المزايا التي تمنح الكثير من الأمان. لكنني قررت أن حياتي يجب أن تكون مختلفة وأردت أن أضع قواعدها.
هل أعمل أقل اليوم؟ أبداً.
حتى أن عملي الآن يستغرق وقتاً أطول أثناء النهار، لكنني أختار متى أعمل ومتى أقضي الوقت مع طفلتي.
على الرغم من أنني تخليت عن الأمان، لكني ربحتُ قدراً لا يُصدق من الحرية والمرونة.
مما لا شك فيه أنّ هذا ليس الطريق الأنسب للجميع، لكنه القرار الصائب بالنسبة إلي.
لكن ثمة أمور تحتاج إلى تغيير:
- برنامج يومي أكثر مرونة
- ساعات العمل المرنة ضرورية كي تتمكن الأمهات من العمل بدوام كامل والاعتناء بأطفالهن في فترة ما بعد الظهر أيضاً.
- اعتبار عمل المرأة أمراً مسلّماً به
“أعتقد أنّ عودة الأمهات للعمل من جديد يجب أن يصبح أمراً طبيعياً في مجتمعنا”. - خيارات أوسع لمجالسة الأطفال والاعتناء بهم. عندما تغلق دور الحضانة أبوابها مدة ستة أسابيع، يصبح من الصعب على العاملات ايجاد البدائل.
- يجب تغيير هياكل الأجور، فطالما أن الرجال يجنون المال أكثر من النساء بكثير، يصبح بقاء المرأة في المنزل قراراً مالياً.