الإسهال:
ولدت طفلتي الثانية سليمةً معافاة كأختها ولله الحمد، لا بل كانت اهدأ وأسهل من اختها في السنة الاولى من عمرها .. ولكن بدأت المشكلة مع طفلتي الملاك هذه بعد سن السنة والنصف.. ما الذي حدث؟
أصيبت ابنتي للمرة الاولى بإسهال فأسرعت بها الى طبيب الاطفال الذي وصف لها مضاداً حيوياً فعدت الى البيت فرحة ولكني لم اكن ادري ما ينتظرني وما سينزل على رأسي وعلى صحة ابنتي من تبعات.. ثم كرت سبحة الإسهال الذي كان يتوقف اسبوعين ليعود بعد ذلك بفترة حتى استيقظت يوماً واذ بابنتي تتقيأ دماً وتخرج دماً واسرعت الى الطبيب مجددا وبعد فحص للبراز اكتشفت ان ابنتي كانت تعاني من الفطريات التي كانت السبب وراء الإسهال طيلة الاشهر الستة الماضية.. اين المشكلة؟
المشكلةً كانت مع سوء تشخيص الطبيب الذي كان يعطيها في كل مرة آخذها بها اليه مضاداً حيوياً.. وكان هذا المضاد لا يفيدها ابداً لا بل كان يؤذيها كثيرا اذ قضت المضادات الحيوية على الفلورا المعوية والبكتيريا الحميدة عندها.. ستة اشهر وابنتي تأخذ المضادات الحيوية فيما كان العلاج هو بمضادات الطفيليات مثل ال metranidazole وغيره
طبعاً لقصتي مع مرض ابنتي تتمة بعد عمر الثلاث سنوات .. أخبركم بها لاحقاً.. دعوني الآن أتوقف عند الخطأ الذي سبب لابنتي هذه المشكلة في الأمعاء التي لا تزال تعاني من تأثيراتها حتى الان ..
ماذا علمتني تجربتي؟
- وسوسة الأمهات بلاء الأطفال .
من مشاكلنا نحن الامهات اننا نسارع الى زيارة الطبيب ما إن يمرض الطفل.. وهذا خطأ كبير اذ علينا انتظار يوم او يومين قبل التوجه للطبيب فجسم الطفل في مرحلة تقوية المناعة.. لذا علينا ترك مناعة جسم الطفل تعمل حتى تقوى.. انتظري سيدتي الام يوماً او يومين قبل التوجه للطبيب - وقد تعلمت من تجربتي ان ابحث عن طبيب لا يكثر من وصف الادوية.. الطبيب الشاطر ليس ذاك الذي يصف لك المضادات الحيوية وغيرها من الادوية بل ذاك الذي يتأنى قبل وصف اي دواء .. الطبيب الشاطر هو الذي يعلمنا كيف نتعامل مع طفلنا المريض اثناء المرض للتخفيف من وطأته عليه وعدم اعطائه الدواء الا عندما بكون طفلنا بحاجة اليه فعلياً.
- أكبر حريمة بحق اطفالنا هو إعطاؤهم المضادات الحيوية.. هذه المضادات لا تُعطى للطفل إلا اذا كان لديه التهاب بكتيري. من المهم ان نعرف أ ن ٨٠ بالمئة من امراض الاطفال عائدة الى فيروسات وليس الى الى بكتيريات ومعالجة الفيروسات لا تكون بالمضادات الحيوية.. الفيروسات تزول وحدها.
- ادركت من خلال تجربتي ان الاسهال ليس شيئاً مخيفاً بل هو عملية يقوم بها الجسم لتنظيف نفسه من مادة سامة دخلت اليه..
- تعلمت من تجربتي انه عند حدوث اسهال للطفل أن عليّ مراقبته واعطاءه السوائل وانتظار يومين قبل التوجه الى اي طبيب.. ولكن في حال لاحظت ان علامات التجفاف بدأت تظهر فيمكن الذهاب الى الطبيب قبل انتهاء مدة اليومين
- ومما تعلمته ايضاً ان عليّ تفادياً للتحفاف ان اعطي طفلي الماء بكميات قليلة ملعقة صغيرة كل خمس دقائق لا سيما اذا كان الاسهال مترافقاً مع التقيؤ.
- ومما تعلمته هو تجنب اعطاء الطفل اي دواء مضاد للالتهابات او الطفليات الا بعد اجراء زرع للبراز فان تبين ان هناك بكتيريا او طفيلياً فساعتئذ فقط يعطى الطفل المضادات لان ٩٠ بالمئة من حالات الاسهال تزول وحدها ..
ولكني ام وانا اخاف على طفلي..
ماذا عليّ ان افعل عند اصابة طفلي بالاسهال اي بفترة ما قبل الذهاب الى الطبيب
- إذا كنت ترضعين طفلك فلا تتوقفي عن ارضاعه لا بل زيدي عدد الرضاعات .. حليب الام لا يسبب اسهالاً للطفل لا بل يعطيه اضافة الى الغذاء الماء الذي يحميه من التجفاف.. واعلمي ان التحفاف عند الرضع الصغار هو الاخطر عليهم
- التأكد من كمية السوائل التي تدخل حسم الطفل. قد يمتنع الطفل عن الاكل مدة ساعات ولا بأس بذلك ولكن ممنوع ان ينقطع عن شرب السوائل.. اجعليه يشرب رشفة صغيرة كل خمس دقائق او كل عشر دقائق.
- من الأفضل إعطاء الطفل المصل الشراب الذي يمكن شراؤه من الصيدلية او يمكنك تحضير هذا المصل الشراب بنفسك .. كيف؟ جزء واحد من عصير الليمون الحامض مقابل اربعة اجزاء من الماء ويمكن استبدال عصير الليمون الحامض بعصير الفواكه.
- اذا كان طفلك يأخذ الحليب الاصطناعي فاعطيه المصل الشراب الذي اما تشترينه من الصيدلية واما تعدينه بنفسك كما في المعلومة السابقة
- قد يرفض طفلك الطعام في البداية وهذا امر طبيعي ولكن عندما يجوع اعطيه شيئاً يحب اكله..
متى يحتاج الطفل الى زيارة الطبيب حين حدوث الاسهال؟
- اذا استمر الاسهال اكثر من يومين
- اذا كان الاسهال مستمراً او مزمناً
- اذا وجدت دماً في براز الطفل
- اذا كان وزن الطفل ينقص
- اذا كان عمر الطفل اقل من ٦ اشهر