9 وسائل من علم النفس لعلاج الخوف لدى الطفل

0

الخوف لدى الطفل:
سواء كان خوفه ناتجًا عن تجربة مؤلمة، أو ردة فعل قوية من قبل أهله، أو من نسج خياله، إلخ… يحتاج الطفل إلى المساندة والدعم لكي يتغلب عليه!

ستجدون في هذه المقالة بعض الوسائل التي تساعدكم على معالجة خوف طفلكم بلطف واحترام.

لا يجب إجبار الطفل أبدًا على مواجهة أي شيء يخيفه قبل أن يكون جاهزًا لذلك.

1) التقبّل والاحترام

كل خوف يستحق التقبّل والاحترام، لكي يشعر الطفل أنه يحق له أن يخاف. وحتى لو كنتم تجهلون تمامًا ما يخيفه، لا تنكروا عواطفه ومشاعره، بل اعترفوا بها: “كنت خائفًا من المهرج، أتفهّم ذلك، لأنها المرة الأولى التي تراه فيها”.

2) الإصغاء

اصغوا إلى طفلكم لكي تفهموا ما الذي يعتبره تهديدًا له أو خطرًا عليه من خلال هذا الخوف. ساعدوه على التعبير عن خوفه وتحديده من خلال طرح بعض الأسئلة المفتوحة. “كيف شعرت عندما رأيت المهرج يصل إلى المسرح؟ ما الذي لا يعجبك في زيّه التنكّري؟” دعوا الطفل يعبّر عن نفسه دون مقاطعته، وتقبّلوا تفسيراته ومخاوفه دون استهزاء، أو سخرية، إلخ..

3) الاعتراف بمشاعره

تقبّلوا خوف طفلكم واعترفوا به. “لقد كنت خائفًا من المهرج، أتفهّم ذلك، أنا أيضًا شعرت بالخوف عندما نفخ بوقه وبدأ يقفز في كل مكان”. من دون أن تحاولوا حل مشكلته نيابة عنه، أظهروا له دعمكم وتفهمكم في مواجهة هذا التحدي الجديد الذي يجب أن يتغلب عليه.

4) المواساة

يحتاج طفلكم أن تخبروه أن الخوف من أشياء معينة هو أمر عادي وطبيعي جدًا. قوموا بمواساته وفقًا لحاجاته: احضنوه، واخبروه أنه لا داعي للقلق، وأنكم ستكونون إلى جانبه لمساعدته ودعمه…

لم تعرف ’لو‘، ابنة الثلاث سنوات ونصف، النوم: “ماذا تفعل ليلي لكي تنام بسرعة؟ ألا تخاف من الوحوش؟ إنها أصغر مني سنًا، ولكنني أعتبرها أكبر لأنها لا تخاف”.

..”هذا أمر طبيعي يا صغيرتي، ليلي ما زالت أصغر من أن تتمكن من تأليف القصص وتخيّل الوحوش… ليو كان يخاف أيضًا من الوحوش عندما كان في عمرك، ولكن سرعان ما ستتمكنين من التغلب على خوفك، مثل أخيك الأكبر، وستدركين أن الأمر من نسج خيالك فقط”.

5) استعينوا بمهارات طفلكم الداخلية

يجب عليكم مساعدته على أن يكتشف، في داخله، المهارات اللازمة التي تمكّنه من تجاوز خوفه والتغلب عليه. لا تترددوا في تذكيره بالخوف الذي نجح في مواجهته سابقًا، مما يجعله يشعر بالفخر ويكتسب الثقة بالنفس لمواجهة هذه المرحلة الجديدة.

“هل تذكر الخوف الذي كان ينتابك وتغلبت عليه؟ قوموا بتوجيهه: “هل تذكر عندما كنت تخاف من أن تنام وحيدًا في غرفتك بسبب الوحوش؟” دعوه يتذكر ذلك ويعبر عن مشاعره. “لقد أخبرتني ذات يوم أنك لم تعد تريدني أن أنام إلى جانبك لكي تغفو إذا ما تركت ضوء الحمام مضاءً. ولقد نجحت في النوم بمفردك. هل تذكر كم كنت مسرورًا عندما أتيت لتخبرني أنك بقيت في سريرك طوال الليل.”

دعوا طفلكم يتذكر شعوره بالفخر والثقة بالنفس عندئذٍ، “أترى، لقد تغلبت على مخاوفك من قبل. برأيك، ما الذي يمكنه أن يساعدك في التغلب على خوفك من المهرج؟”

6) سرد تجاربنا الخاصة

بعد الاستماع إلى طفلكم ومساعدته على إيجاد طريقته الخاصة للتغلب على خوفه، بإمكاننا أن نخبره عن تجاربنا الخاصة وكيف تمكنّا من تجاوزها. إذ يطمئن حين يعلم أن الجميع يخافون! أخبروه عن المخاوف التي انتابتكم بكل صراحة، ولكن بالطبع تلك التي لا تخصّه و/أو التي لا يمكن أن يشعر بها. لا تجعلوا الأمر أسوأ!

قلق ومخاوف الأهل
ado
7) الإجابة على الأسئلة بشكل منطقيّ

بإمكانكم أن تساعدوا طفلكم على “فهم خوفه.” قد يكون بحاجة إلى الحصول على أجوبة منطقية لما يجهله، ولا يفهمه، ألا وهو سبب خوفه.. مع أن ’لو‘ كانت في السابق تحب اللعب في الحديقة، لم تعد تريد الآن الذهاب إليها لأنها تخاف من الوحوش “السوداء”. بعد الاستماع إليها وهي تصف هذه الوحوش، فهمنا أن سبب خوفها هو ظلال الأشجار. ولذلك شرحنا لها تلك الظاهرة من خلال اللعب بمصباح يدوي وبعض الأشياء الصغيرة التي بإمكانها أن تحركها لتتكوّن الظلال في غرفتها في المساء… وسرعان ما تغلبت على خوفها وعادت إلى اللعب في الخارج دون الشعور بالخوف.

لا تترددوا في استخدام عدة وسائل عند الإجابة على أسئلة أطفالكم: كتب تعالج الخوف، معرض، ألعاب متنوعة…

8) البحث عن أفكار وطرق للتغلب على خوفه

لا يجب أن نعطيه رأينا مباشرة. دعوه يقدم لكم أفكاره دون الحكم عليها. وأثناء “البحث عن حلول”، سيفاجئكم طفلكم بقدرته على التفكير والتخيّل. قدموا له الإرشادات من خلال تقييم الحلول المذكورة معه.

كان ’ليو‘ يخاف من الذهاب في اليوم الأول إلى الصف الثالث في مدرسته الجديدة: “هذا الأمر يشعرني بالخوف هذا الصباح، أخشى أنني لن أجد صديقًا، فيما الجميع يعرفون بعضهم بعضًا!” بعد الاستماع إلى مخاوفه، “ما الذي يمكن أن يساعده على التغلب على خوفه؟ لقد راودته عدة أفكار: “لن أذهب إلى المدرسة!” يجب أن يواجه المشكلة … “يمكنك البقاء معي لبعض الوقت ومساعدتي على أن أجد صديقًا قبل العودة إلى الصف”، “سأحاول أن أجد فتى آخر مثلي لا يعرف أحدًا هنا” “كل ما سأفعله هو أن آخذ طابتي وأعرض عليه أن يشاركني لعب كرة القدم! أنا متأكد أنه سيكون لدي الكثير من الأصدقاء!” وبعد أن تبادل الحديث والابتسامات الخجولة مع رفاقه المستقبليين، بدأ ’ليو‘ اللعب بالطابة مع العديد من رفاق صفه! وهو مسرور ومتحمس لمعرفة تفاصيل صداقاته الجديدة، سنلتقي عند الساعة الرابعة والنصف: “أتعلم، إذا كنت تريد أن يكون لي أصدقاء، يجب أن أبقى في روضة الأطفال لبعض الوقت! حسنًا، أراكم غدًا غابرييل، كابوسين، أنطوان، ماثيو، طوماس…”إلى اللقاء ليو!!!” لقد أصبح خوفه الصباحي مجرد ذكرى…

إذا لم ينجح الحل الذي اختاره الطفل أو لم يكن كافيًا لمساعدته في التغلب على خوفه، يمكنكم أن تناقشوا الوضع سويًا وتبدأوا من جديد البحث عن أفكار.

9) الثناء على المرحلة التي استطاع الطفل تجاوزها

بإمكانكم مثلًا أن تقولوا لطفلكم إنكم فخورون به لأنه يكبُر ويفهم محيطه بشكل أفضل. ويمكننا أيضًا تشجيعه من خلال تذكيره بنجاحه في التغلب على خوفه، والتحكم بمشاعره عن طريق إيجاد الحلول بمفرده..

“ليو، لقد لاحظت هذا الصباح أنه على الرغم من شعورك بالخوف، ذهبت إلى ماثيو وعرضت عليه أن يلعب معك كرة القدم. لقد قمت بعمل شجاع جدًا. أرأيت كيف جعلت العديد من الأطفال يريدون اللعب معك. لقد كانت فكرة جيدة أن تأخذ الكرة معك! إنك تكبُر وستعرف كيف تتحكم بمشاعرك أكثر فأكثر. يجب أن تكون فخورًا بنفسك!”

اترك رد