حاجات إذا لم نلبها للطفل قد توقف نمو دماغه

0

توقف نمو الدماغ: لعلك ستقولين إنّ رغبات طفلك كثيرة وإنها تنطوي إلى حدّ ما على شكل من اشكال الاستبداد من طرفه. اقرأي جيداً ما يلي.

للطفل حاجات عديدة:

وندرك هنا أنّ دورك كأم ليس بالمهمة السهلة. لكن حفظ هذه المعلومة (طفلي لديه حاجات) سيسمح لك بأن تشعري أنك لست عديمة الحيلة كثيراً أمام فيض انفعالاته. ستتمكنين من ان تصغي إليه وأن تتحري وتستفهمي وأن تلبي في أفضل الحالات حاجته ما من شأنه أن يضع حداً للسلوك الجامح.

انتبهي فالحاجة تختلف عن الرغبة.

  • طفلك جائع: هذه حاجة
  • طفلك يرغب في المثلجات: هذه رغبة.
لكن ما هي حاجات الأطفال الأساسيّة؟

لطفلك حاجات فيزيولوجيّة مثل النوم والجوع والعطش. وهذه حاجات تتمكّن الأمهات غالباً من تحديدها.

ولطفلك حاجات جسديّة أيضاً كالحاجة إلى التحرّك. عندما لا تتم تلبية الحاجة إلى الحركة والهواء الطلق، يعاني الطفل من حالة نقص جسدياً ويمكن أن تظهر عليه علامات التوتر التي يميل العديد من الأهالي إلى وصفها بفرط الحركة أو الاضطراب أو حتى العصبيّة.

لدى طفلك حاجة كبيرة إلى التعلّق

تتملك الطفل حاجة عميقة لأن يشعر بأنه محبوب من قبل أولئك المقرّبين منه، وهم والداه في أغلب الأحيان. وهو يحتاج إلى أدلة تؤكّد حبك إذ يسمح له هذا بأن يشعر أنه ينعم بالأمان والراحة.

في المقابل، يبدو التعامل مع طفل يعاني من نقص العاطفة معقّداً… علماً أنّ تصرفاته ليست بدافع التسلّط بل بدافع الحاجة إلى ملء خزّانه العاطفيّ.

  • يمكن لأدلّة الحبّ هذه أن تكون شفهيّة

تقولين للطفل إنك تحبينه وكم هو مهم بالنسبة إليك، الخ… تقولين هذا الكلام وأنت تولين طفلك اهتمامك وانتباهك بالكامل وليس فيما أنت تتصفحين هاتفك الخلويّ على سبيل المثال.

  • يمكن لهذه الأدلة ألا تكون كلاميّة

تخصصين له وحده ما لا يقل عن 15 دقيقة في اليوم. وتتفرغين له تماماً. هذه الأوقات المخصصة له ستشحنه بالأوكسيتوسين وهو هرمون التعلّق والارتباط. في حال وجود صراع مع طفلك، يشكّل إعادة بناء الرابط معه عبر التلامس الجسدي بداية جيدة.

Freepik License
يحتاج طفلك لأن يشعر بسلطته الشخصيّة:

يرغب الطفل في ممارسة حرية إرادته ليس بدافع التسلّط والطغيان بل لأنه لا يحب أن يُجبر على أمر ما بشكل قسري ويفضّل أن يشعر بأنه حرّ فهذا جزء من الطبيعة البشريّة.

تكمن الفكرة في أن تقيمي معه علاقة لا تستند إلى موازين القوى لتتجنبي أيّ مواجهة بينكما. عندما تعطينه أمراً ما على سبيل المثال فسيشعر أنه مجبر. عندئذ، يمكن لدماغه أن يتعرّض للضغط فيبدأ الطفل بالصراخ أو بالتصرّف بطريقة لن تعجبك.

حاولي أن تستبدلي الأوامر بسؤال أو خيارات. عندما تحترمين أكثر حاجة طفلك لأن يشعر بسلطته الخاصة، ستستعيدين الكثير من الهدوء في المنزل.

لطفلك حاجات عاطفيّة:

يحتاج الطفل لأن يعبّر عما يعتمل في داخله وأن نصغي إلى مشاعره من دون أن نستخفّ بها.

يحتاج طفلك للأمان:

إنه بحاجة إلى أمان جسدي ونفسيّ

  • يحتاج الطفل لأن يشعر أنه بأمان وفي منأى عن أيّ مخاطر (أمان جسدي).
  • ويحتاج للحماية من كافة أشكال العنف النفسي والكلاميّ، والصراخ والإهانات (أمان نفسيّ).

دعينا نأخذ مثالاً على ذلك. إذا قلت لك: “أنت فعلاً فاشلة! لا تعرفين شيئاً! كيف يمكن للمرء أن يكون فاشلاً إلى هذا الحد؟”

ما الذي ستشعرين به؟ لا بد أنك ستشعرين وكأني أعتدي عليك. سيتخذ جسمك كله وضعيّة دفاعيّة عند التحدّث إليك بهذه الطريقة. ولا يختلف الطفل عن الراشد في هذه النقطة، فهذا النوع من الهجوم عليه يثير لديه شعوراً بعدم الأمان.

لقد استعرضنا الحاجات الأساسيّة للطفل.

يجعله عدم نضوج الدماغ لديه يشعر بضيق شديد في حال عدم تلبيّة أيّ حاجة من حاجاته ويمكن في هذه الحالة أن يلجأ إلى سلوك غير مناسب.

إنّ السعيّ لاكتشاف حاجات الطفل مهمة شاقة في بعض الأحيان ما يفترض تخصيص الوقت اللازم لمراقبته جيداً.

اترك رد