لمَ لا يصغي الصغار إلى أهاليهم (ويفعلون تحديداً ما هو ممنوع)

0

لا يصغون إلى أهلهم: غالباً ما يعرف الأولاد الصغار أنّ تصرّفاً ما ممنوع إلا أنهم يقدمون عليه (ويفعلون هذا أحياناً أمام ناظريّ الراشد الذي وضع القاعدة التي يتم انتهاكها). ويقوم الصغار بتقليد الكلمات التي قالها الراشدون ليتأكدوا من أنّ هذه الحركة بالذات هي الممنوعة. عندئذ، يمكننا أن نؤكد: “نعم، هذا فعلاً ما يخيفني/ما يزعجني.”

ويمكن لطفل في الحضانة أن يقول “يجب ألا ندفع الآخرين” قبل أن يدفع أحد رفاقه أو شقيقه أو شقيقته. فالأولاد قبل سن السادسة لا يتحدّثون إلى أنفسهم في رؤوسهم. يستخدم الراشدون الخطاب الداخلي لوضع الخطط وتقدير نتائج أفعالهم وعواقبها. ولهذا يمكن للراشدين أن يكبحوا ردود أفعالهم المتسرّعة أو المتهوّرة. لكن الصغار لا يزالون غير قادرين على أن يفكروا قبل أن يتصرفوا. لذا، سيتصرّفون ليؤكدوا بعدئذ وبكل صدق “أنا آسف. لن أفعلها مجدداً.”

نفدم إليكم في هذه المقالة اقتراحين كي يصغي إليكم الصغار، على أن تتبعها 3 اقتراحات أخرى في مقالة قادمة

تنميّة الخطاب الداخلي لدى الأطفال

نستطيع أن نساعد الأطفال على بناء خطابهم الداخلي عبر حثّهم على التحدّث إلى أنفسهم قبل الإقدام على أيّ تصرّف. يمكن أن تبدأ المسألة بكلمة فعّالة مثل “توقّف”. عندما نرى أنّ الطفل على وشك أن يخرق إحدى القواعد، يمكننا أن نقول له توقّف ونطلب منه أن يقول القاعدة: “هل تتذكّر ماذا نفعل في المكتبة؟ نعم، أحسنت، نهمس. دعني أرى كيف تعرف أن تهمس.” يمكننا أن نرفق الكلمة الفعّالة مع حركة يقوم بها الراشد وتعني للطفل أنّ عليه أن يكفّ عن فعل ما يفعله.

بعدئذ، يمكننا أن نساعده على توقّع النتائج المحتملة واستباقها وعلى وضع خطة عمل لمواجهة الوضع أو تجنّبه:
  • ماذا سيجري لو….؟
  • ماذا يمكن أن تفعل في مثل هذه الحالة؟
  • جد ثلاثة أفكار على الأقل لكي…

يمكننا أيضاً أن نساعد الطفل عبر التعبير بكلمات عما يبدو أنه يعيشه في جسده وعقله. لنأخذ مثلاً: إذا رفض الطفل أن يرتدي ملابسه، فيمكننا أن نحافظ على هدوئنا وأن نصف ما نراه وما نستنتج منه: “حسن، أنت لا ترغب في ارتداء ملابسك. أرى هذا جيداً لأنك شبكت ذراعيك وقد أدرت رأسك لئلا تنظر إليّ كما أنك تبتعد كلما اقتربت منك. جسمك يقول لي إنك تفضّل أن تلعب بعد وأن ترتدي ملابسك وحدك من دون أن أتدخّل أنا. عندما كنت طفلاً صغيراً، اعتدت أن أُلبسك ملابسك بنفسي، هذا صحيح: كنت ألبسك قميصك ومن ثم سروالك وحذائك في النهاية. كان هذا يضحك في بعض الأحيان لأنه يدغدغك! لكنك الآن تعرف كيف ترتدي ملابسك وحدك. أريد أن أبقى لأرى كيف تجيد ذلك، إذا كنت لا تمانع.”

إعطاء تعليمات محددة

نميل إلى إعطاء تعليمات مبهمة وغامضة في أماكن يتوجّب على الطفل فيها ألا يلمس شيئاً. عندما نقول “لا تلمس هذا!” لطفل صغير فهذه جملة لا معنى لها بالنسبة إليه إلا في ما يتعلّق بالشيء المحدد الذي تشير إليه لفظة “هذا”. وهو سيعمد على الأرجح إلى لمس شيء آخر في اللحظة التالية، ليس بدافع التحدي والإهانة بل لأنه يربط الشيء الذي لمسه بلفظة “هذا” أخرى لا يشملها المنع الأول. أما الشخص الراشد فيرى أنّ عبارة “لا تلمس هذا” تعني “لا تلمس شيئاً” فيما يعتقد الطفل أنّ جملة “لا تلمس هذا” لا تعني إلا الغرض المحدد عند إصدار التعليمات أو تحديد الممنوع.

بالتالي، من مصلحتنا أن نعطي تعليمات محددة يتم الالتزام بها حرفياً. يمكننا أن ندعم هذه التعليمات عبر التصوير أو الحركة. إذا طلبنا مثلاً من الأولاد أن يبقوا ضمن حدود معيّنة للعب، يمكننا أن نطلب منهم رسم هذه الحدود بأقدامهم.

مقالة: 1

اترك رد