إنها ليست غيرة…طفلك يرسل نداء استغاثة!

0

فهم غريزة التعلق

تتناول الأخصائية التربوية إيزابيل فيليوزات مسألة ولادة أخ صغير أو أخت صغيرة. تذكرنا إيزابيل أن الأهل مثل حاملات الطائرات بالنسبة للأطفال. لتفسير تعلق الأطفال بالأهل، يمكننا استخدام تشبيه خزان الحب الذي يجب ملؤه في كل مرة يفرغ فيها.

الشخصية الأساسية التي يتعلق بها الطفل (غالباً الأم) هي محطة الوقود، “حاملة الطائرات” بحسب تعبير إيزابيل فيليوزات، التي يحتاج الطفل إلى تعبئة الوقود منها (الحب، الحنان، التواجد) والتمكن من العودة إليها في حال التعرض للخطر. يحتاج الطفل إلى التمكن من العودة إلى هذه القاعدة بين كل معركتين يخوضهما في العالم الخارجي.

في بداية حياته، يكون الطفل الرضيع طيلة الوقت (أو معظمه) في “حاملة الطائرات” الخاصة به. بعد ذلك، حين يتفاعل التعلق والاستكشاف معاً، سيبتعد الطفل أكثر فأكثر عن حاملة طائرته، وسيحتاج في الوقت نفسه إلى معرفة أن هناك دائماً مكان متاح له على حاملة طائرته.

عندما يصبح هذا المكان مهدداً، تكون ردة فعل كل الأشخاص الصغار بيولوجياً: العودة إلى القاعدة لأن عدم تواجد الشخصية التي يتعلقون بها بالنسبة إليهم دليل على وجود خطر، مما سيعيق عملية الاستكشاف. بالتالي حين يبكي الطفل عند غياب الشخصية التي يرتبط بها، لا يستطيع التحليل والتفكير في تصرفاته: ردة فعله طبيعية بيولوجياً!

ملء خزان التعلق لدى الطفل

يفرغ خزان الطفل بسبب الجوع أو التعب أو الوحدة أو الانفصال أو التوتر أو الجدالات أو الإصابات والجراح… والشخص الذي يكون خزانه العاطفي فارغاً يميل إلى أن يكون أكثر حساسية، ويبحث عن المودة والاهتمام بوسائل أكثر أو أقل فعالية، فيصبح أكثر انفعالاً وتوتراً وأقل تعاوناً.

تتحدث إيزابيل فيليوزات عن ردود أفعال الحب: النظر والاستجابة والاستماع.

لذلك فإن ملء الخزان العاطفي للأطفال يمكن أن يشمل كلاً من الاهتمام والتحدث والنظر بحنان إلى الطفل.

نفهم بالتالي أن ولادة طفل رضيع في الأسرة يؤثر على الطفل بشكل كبير: يصبح المكان المتاح على حاملة الطائرات أقل توافراً. لا بتعلق الأمر بالغيرة بل بردة فعل بيولوجية تمليها غريزة التعلق على الطفل، وقد وهبتنا الطبيعة هذه الغريزة لضمان بقائنا واستمرارنا على قيد الحياة.

إخبار الأطفال الحقيقة بشأن ولادة طفل جديدة

الاستماع الفعال واحتياجات الأطفال

تنصحنا إيزابيل فيليوزات بالتالي أن نخبر أطفالنا بالحقيقة فيما يتعلق بموضوع الأطفال حديثي الولادة: “نعم، سيكون الأمر صعباً! سنمر بأوقات رائعة وأوقات عصيبة لأننا لن نكون متاحين دائماً عندما تحتاج إلينا. قد تشعر بأن حبنا لك أصبح أقل. في كل مرة يراودك هذا الشعور، تعال وأخبرني لأنه من المهم أن تستمر في الشعور بكل الحب الذي أحمله لك”.

يتم تسهيل متابعة المشاعر الحقيقية (والمشروعة) للأطفال عبر استخدام الاستماع النشط والتعاطف المترافق مع التفكير باحتياجات الطفل ومع تعلقه بالشخصية التي تمنحه الأمان. سيساعدنا هذا النوع من الاستماع والتفكير على عكس ما يفكر فيه الطفل: “هل تخشى أن يتراجع حجم حبي لك؟ أخبرتي عما تشعر به من الداخل “.

الإصلاح عندما نجرح الطفل

الأطفال لا يحتاجون أن نكون مثاليين ومتوفرين في كل مكان طيلة الوقت. لا يمكننا دائماً أن نكون مرتاحين ومتاحين ومتعاطفين.

من ناحية أخرى، يمكننا إصلاح العلاقة عندما نلاحظ أن الطفل قد تأذى أو تأثر عاطفياً.

“إن إعادة ملء خزان الطفل باستمرار هو أساس العلاقات المنفتحة بين الوالدين والطفل. إنها ليست مسألة ملء هذا الخزان إلى الأبد ولكن العودة إليه عبر تفاعلات دقيقة لامتناهية على مدى فترة زمنية تُحسب بعدد السنوات.”- لورانس كوهن

اترك رد