أشياء تعلمتها عندما توقفت عن توبيخ أطفالي

0

توقفت عن توبيخ أطفالي: أحياناً، يمنعنا الضغط النفسي الذي نعيشه في حياتنا اليومية من تذكر العمل الرائع الذي نتولى مسؤوليته فينتهي بنا الأمر بتأنيب وتوبيخ أطفالنا.

ولا يعود السبب إلى أننا تعبنا منهم، بل لأن التعب ينجم عن المهام اللامتناهية التي علينا إنجازها فضلاً عن دورنا كأمهات؛ وكأن دورنا كأمهات لا يكفي.

أن تكوني أماً هي مهمة صعبة! لكنها أيضاً أفضل طريقة لتمجيد وجودنا.

مع هذا، نعمد نحن أنفسنا في بعض الأحيان إلى وضع هدف من الصعب جداً الوصول إليه. نريد أطفالاً مثاليين، لا ترتفع أصواتهم ولا تتسخ ملابسهم. أو لا نريدهم حتى خجولين بل يحييون الجميع عبر منحهم قبلة.

نحن نريد أطفالاً يحصلون على درجات عالية ويحافظون على غرفهم مرتبة، يقرأون من دون أن أي خطأ وهم في السادسة من العمر ولا يشعثون شعرهم، ولا يفقدون ألعابهم وينجزون واجباتهم المدرسية بمفردهم… نريد أطفالاً لا يمكن العثور عليهم سوى في المجلات!

إليك ما تعلمته عندما توقفت عن توبيخ أطفالي:
المثالية هي عدو الخير

عندما توقفت عن توبيخ أطفالي، تعلّمت أنه ليس عليّ أن أكون أماً مثالية لأنني لا أشارك في مسابقة يومية بهدف إثبات أي شيء لأي كان. تعلّمت أن أطفالي يفضّلون أن تكون أمهم أقل صرامةً وأقل تنظيماً وأكثر عفوية وسعادةً.

لعل طي الملابس في الغد أو غسل الأطباق في وقت لاحق يجعل مني أماً أكثر إنسانية وسعادة واسترخاء، أيّ أنّ ذلك يجعلني أماً أفضل.

لعل منزلي لا يستحق أن يكون على غلاف مجلة، لكن ابتسامتهم تستحق ذلك، ولهذا السبب توقفت عن توبيخ أطفالي.

أطفالي ليسوا مثاليين، ولا أريدهم أن يكونوا كذلك أيضاً.

أطفالي ليسوا مثاليين تماماً، لكنهم أطفال بنسبة 100%: يسكبون العصير، لا يحبون الاستحمام، يتشاجرون عند ترتيب الغرفة، لا يحبون الخضار، ويطالبون دائماً بلعبة جديدة… ولمَ عليهم التصرف بطريقة أخرى؟ إنهم أطفال!

أحبهم كما هم، دوّامة من الضحك والقبلات العشوائية. إنهم متهورون أحياناً لأنهم عفويون، وهم أحياناً عنيدون لأن لديهم وجهة نظرهم الخاصة ، كما أنهم مزاجيون في بعض الأوقات لأنهم يريدون فقط أن يكونوا سعداء.

إنهم أطفالي: هم ليسوا مثاليين تماماً، إنهم أطفال.

منحني أطفالي بكل ما تعلّمته منهم، دفعة إضافية في تلك اللحظات العصيبة التي شعرت فيها بالإرهاق. في الواقع، علّمني صغاري أن أقاتل، وأن أكون شخصًا أفضل، وأن أسامح نفسي.

في الواقع، أنا لا أخلد إلى السرير راضية عن نفسي كل مساء، لكن ثمة ليالٍ أشعر فيها أنني أنام مع الالتزام بجعلهم يستمتعون بيوم أفضل، ومنحهم بعض العناق والتحلي بالكثير من الصبر.

ولعل الأهم هو أنني أنام في هذه الأيام وأنا مقتنعة تماماً بأني سأحظى في الغد بفرصة جديدة لئلا أقوم بتوبيخ أطفالي.

اترك رد